سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نرصد أسباب غضب السيسي من الإعلام خلال حديث "البقاء والبناء".. يتجاهلون الحديث عن الإنجازات ويركزون على أشياء تافهة ك "السجادة الحمراء".. السيسي: اسمعوا منى لقطع الطريق أمام الحرب النفسية
هل مصر الآن تعيش حالة حرب؟.. الإجابة نعم.. هل الإعلام يعي ذلك؟.. بالقطع لا.. بل انزلق إلى أكثر من ذلك حيث ساعد المتربصين والمراهنين على افشالها في مهمتهم بزيادة جرعة الاحباط لدى المواطنين حينما تحول إلى جزء من الحرب النفسية الموجهة لعقولهم. كان ذلك هو العنوان العريض لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مسرح الجلاء بمناسبة إطلاق رؤية مصر 2030، أو الخطة التنفيذية التي ستسير عليها مصر نحو تحقيق هدف أهم وهو الانضمام لقائمة أكثر 30 دولة نموا حول العالم، تحدث الرئيس بهموم المسئول والمواطن وافاض في الشرح وكشف الحقائق، حاول بكل الطرق الاجابة على سؤال شغل اذهان الكثيرين خلال الايام الماضية وهو "مصر رايحة على فين " ووصل إلى سمع مؤسسة الرئاسة. وسؤال المستقبل كان السبب فيه أمران الأول سلسلة اخطاء وقعت فيها وزارة الداخلية، وخاصة قطاع أمناء الشرطة تجاه المواطنين، والثاني حالة الترصد الإعلامي تجاه الحكومة والبرلمان والتسخين ضد أجهزة الدولة دون الوضع في الاعتبار الظروف التي تمر بها البلاد. لماذا كان الرئيس غاضبا، ولماذا شدد على السماع منه، والاجابة ببساطة هي أن الإعلام فشل في مهمته الأساسية وهى نقل حقيقه الأمور للناس وهو ما دفع الرئيس إلى أن يسهب في الشرح وكشف المعلومات التي قد تمس الأمن القومي للبلاد، الرئيس قال نصا " مش هستنى البلد تفك منى " " واللى هيقرب من البلد حمحية من على وش الارض " هنا تغلب القائد العسكري داخل الرئيس على السياسي، اذن الأمر خطير، هناك من يحاول استغلال الثغرات، وتجديد محاولة تدمير الدولة. تحدث الرئيس عن إستراتيجية البقاء والبناء.. وتكلم بوضوح وصراحة عن فشل المنظومة الإعلامية في نقل الحقائق للناس، وسرد حجم وتكلفة الإنجازات التي تمت ولم يرها الإعلام أو تجاهلها متعمدا وركز على الأمور التافهة، مثلما حدث عند إنجاز تسليم الوحدات السكنية في مدينة أكتوبر منوها أن الإعلام ترك شرح الإنجاز للناس وركز على "السجادة الحمراء". ارجع الرئيس في حديثه السبب وراء ذلك إلى عدم وجود وزير للإعلام يقوم بإدارة المشهد والتخطيط له، وهو محق في ذلك لافتا إلى أن الدستور قيد حقه في ذلك. لم يكتف الرئيس بذلك فحسب بل قام بالاعتراف بأخطاء وقعت خلال محاربة الإرهاب وهو أمر مستحدث على الحياة السياسية المصرية بأن يعترف فيها رئيس مصري بأخطاء وقعت من النظام الذي يرأسه، ودعا البرلمان إلى القيام بدوره وزيارة السجون والتعامل مع قضايا المحتجزين معربا عن ترحيبه بالإفراج عن أي محتجز تثبت براءته من التهم الموجهة اليه، مشيرا إلى أن الخطأ وارد في سياق الحرب على الإرهاب ويمكن للبرلمان التعاون معه في تحقيق ذلك. أكد السيسي أن سقف تطلعات المصريين عال، ولذلك يسعى بكل جهده مع الحكومة للإسراع في تنفذ المشروعات، وتقليل تكلفتها، موضحا أنه لن يترك أي مجال امام الفساد للنمو على حساب تطويل امد تنفيذ مشروعات البنية الأساسية مؤكدا أن مصر استلهمت التجربة الأمريكية وقت الكساد الكبير في عام 1928 حيث لجات الحكومة الأمريكية إلى توسيع بنيتها التحتية حتى تمر عاصفة الكساد وتعثر النمو الاقتصادي. ووجه السيسي رسالة قوية للمتربصين بمصر وقال " هفضل ابنى واعمر فيها لغاية ما تنتهى حياتي أو مدتي الرئاسية، مطالبا المصريين بالتحمل والصبر من أجل الاجيال القادمة. وجدد الرئيس ثقته في الحكومة وقال أنه يعمل معهم لساعات طويلة وراض عن الأداء في قطاعات متعددة مؤكدا أن البلاد لن تتحمل مرور شهرين أو ثلاثة بدون حكومة لحين تشكيلها من البرلمان وفقا للدستور.