قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن أمريكا تحاول كبح جماح تركيا والسعودية، لمنعهما من التدخل العسكري في سوريا، في ظل الجهود للوصول إلى وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تختلف أنقرةوالرياض حول المنطقة التي ستنطلق منها عملية التدخل. وبينت الصحيفة، في تقريرٍ لها، اليوم الجمعة، أنه على الرغم الاحباط الإقليمي المتزايد من الموقف الأمريكي المخيب خلال الأعوام الخمسة من الصراع السوري، فإن الإدارة الأمريكية والقوى الغربية قلقة من تدخل عسكري مباشر يقود إلى تصعيد الصراع ووقوع اشتباك خطير مع روسيا. ولفتت إلى أنه في الوقت الذي تقلق أنقرةوالرياض من التدخل في سوريا بدون موافقة الولاياتالمتحدة، إلا أن الدولتين غاضبتين من فشل أمريكا في اتخاذ موقف قوي أمام الحملة التي تقودها روسيا لدعم نظام بشار الأسد. وبحسب مسئولين، فإن تركيا تريد إنشاء منطقة عازلة بالقرب من حدودها وتمتد إلى كيلومترات عديدة في سوريا لتسمح لها بالتعامل مع توسع المليشيات الكردية في سوريا، التي تشكل أكبر قلق لها، لكن هذه الخطوة ربما تمنح متنفسا أضافا للمعارضة السورية من الهجمات العنيفة التي تشنها روسيا وقوات الأسد في الوقت الحالي. وأوضحت الصحيفة أن العديد من قادة المعارضة قد التقوا مسئولين عسكريين أتراك في أنقرة وإسطنبول خلال الأيام الأخيرة، لوضع خطة لتحالف إسلامي يمكن نشره في شمال سوريا، في الوقت الذي يشعر الناتو بالقلق من التصعيد إذا ما قامت تركيا، أحد الدول المنتمية إليه، بالتدخل في سوريا، حيث تعمل القوات الروسية. وعلق الباحث في شئون الشرق الأوسط، تشارلز ليستر:" سوريا تخرج عن السيطرة، فالوضع في شمال البلاد ربما يصبح نقطة ارتكاز الأزمة السورية كلها". ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس من المرجح أن تتدخل تركيا بشكل مباشر في سوريا دون ضوء أخضر من أمريكا، إلا أن نشطاء قالوا إن مئات الجنود الأتراك قد عبروا المناطق الحدودية التي يسيطر عليها الأكراد في الوقت الذي تستمر في قصف القوات الكردية من أراضيها. على صعيد آخر، فإن السعودية تقلق من فقدان تأثيرها على الحرب الأهلية في سوريا إلى صالح منافسها اللدود في المنطقة إيران. وأوضح دبلوماسي إقليمي أن الرياض ترى نشر قواتها سيحافظ على نفوذها ليس فقط في سوريا ولكن أيضا في واشنطن، كما أنه سيوجه إشارة واضحة إلى إيران، في الوقت الذي أعلنت السعودية عن تشكيل تحالف إسلامي وإطلاقها مناورات عسكرية غير مسبوقة تضم 20 دولة من بينهم مصر والسودان والمغرب ونيجيريا وباكستان وماليزيا وغيرهم.