شارك كل من الناقد خالد محمد الصاوى ومحمد عطية ومحمود فرغلى في مناقشة رواية «نفيسة البيضا» بالمقهى الثقافى، وهى أحدث أعمال الروائى مصطفى البلكى الذي شارك أيضا في اللقاء. الرواية صادرة عن دار «سما» للنشر والتوزيع، وتدور حول رحلة في عقل وقلب الجارية الشركسية "نفيسة البيضا" والتي كانت مجرد "أمَة" حين جُلِبَت إلى مصر، في عهد المماليك في القرن الثامن عشر، والتي لم يعتقها سيدها الأول على بك الكبير وإنما تزوجها، وبعد وفاته تزوجها مراد بك، وبعده تزوجت من إسماعيل بك، أمين احتساب المحروسة، ولم تعمر معه الكثير قبل أن يتوفى مقتولا بعد أن وهبها كل ما يملك وتزوجت من بعده الأمير ذو الفقار أمير لواء الجيش والذي توفي في صراع مع بعض المماليك البحرية، وعاشت حتى الحملة الفرنسية ومحمد على، وهى الفترة التي سلبت فيها كل ممتلكاتها. وقال مصطفى البلكى صاحب "نفيسة البيضا": إن ميرى أو "نفيسة البيضا" لم تكن امرأة عادية، وإنما امرأة صعدت من صفة الجارية إلى أعلى الهرم، فكانت سيدة مصر الأولى لمدة نصف قرن من الزمان، وعاشت المِحن التي تجلت أشدها في محنة الاختيار بين نداء القلب ونداء العقل. وقال الناقد محمد عطية: إن مصطفى البلكى أحد الذين أقاموا المعادلة بين الواقع والتاريخ كعنصر أساسى من عناصر السرد في الرواية التاريخية، وأن روايته الجديدة تناولت إشكالية الرق على المستويين المادى والمعنوى من خلال التحليل النفسى للشخصيات ببراعة فائقة، فحولها من مجرد عمل تاريخي إلى عمل واقعى تتنفس شخوصه. وأوضح الناقد خالد محمد الصاوى، أن المؤلف الضمنى في الرواية حاول أن يتعرض لشخوص تاريخية ليست معروفة للتاريخ المصرى، ولم تؤثر في حركة التاريخ المصرى في دولة المماليك لسببين، أولهما أنه حاول الإنفلات من الوقوع تحت تأثير الأحداث التاريخية ليبتعد عن مقصلة المؤرخين، وثانيا أن هدف الكاتب الرئيسى لم يكن أن يصل بنا إلى الحاضر من خلال الماضى بشكل مباشر، وإنما ركز على الإنسان من خلال تقلبات الزمن مع التركيز بشكل رئيسى على سيكولوجية الإنسان في تلك الفترة التاريخية، وصولا لأعماق النفس البشرية وسيكولوجية النساء عند المماليك، وهو ما برز في شخصية "ميرى" أو " نفيسة البيضا". وبدأ الشاعر والناقد الدكتور محمود فرغلى بتساؤل: لماذا نفيسة؟، مؤكدًا أن هذا التساؤل ارتبط بأن وجود نفيسة البيضا تاريخيا أقل ثقلًا من مراد وعلى بك الكبير، وأن نفيسة البيضا قد تناولها الجبرتى في عدة صفحات قليلة في بعض كتبه، ومع ذلك تم طرحها في التاريخ وتم تداول اسمها في مراسلات الحملة الفرنسية، وهى تزوجت بعلى بك الكبير ثم مراد بك وعاشت فترة الحملة الفرنسية واستمرت حتى عهد محمد على، وهو العصر الذي سيطر فيه على إملاكها، إلا أنها لعبت دورا مؤثرا، خصوصا في تحولها من جارية إلى صاحبة أملاك وزوجة لكبار القادة خلال تلك الفترات. وأوضح أنه يعتقد أن الروائى مصطفى البلكى وجد في نفيسة البيضا ما يثير تفكيره خصوصا بشأن التحولات التي تعرضت لها تاريخيا.