ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم في مصر مع تحركات الأسواق العالمية    أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    طقس خريفي معتدل يسيطر على أجواء مصر اليوم.. وأجواء مائلة للبرودة ليلًا    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    عاكف المصري: قمة شرم الشيخ أكدت أن مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية وخط الدفاع الأخير    بريطانيا توجه رسالة شكر إلى مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل العملية التعليمية    عماد النحاس يكشف عن رأيه في حسين الشحات وعمر الساعي    شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي وأصول النادي تمنعني من الحديث    رئيس مدغشقر يغادر البلاد دون الكشف عن مكانه    جولة داخل متحف الأقصر.. الأكثر إعجابًا بين متاحف الشرق الأوسط    الأمم المتحدة: تقدم ملموس في توسيع نطاق المساعدات الإنسانية بقطاع غزة    مدير منظمة الصحة العالمية يعلن دخول 8 شاحنات إمدادات طبية إلى غزة    إسرائيل تتسلم جثث أربعة رهائن كانوا محتجزين فى غزة    بشارة بحبح: تعريف الولايات المتحدة لنزع سلاح حماس لا يشمل الأسلحة الفردية    توفير أكثر من 16 ألف يومية عمل ضمن اتفاقية تحسين مستوى المعيشة بالإسكندرية    «شرم الشيخ» تتصدر مواقع التواصل ب«2 مليار و800 ألف» مشاهدة عبر 18 ألف منشور    ذاكرة الكتب| «مذكرات الجمسي».. شهادة تاريخية حيَّة على إرادة أمة استطاعت أن تتجاوز الانكسار إلى النصر    «اختياراته تدل على كدة».. رضا عبدالعال ينتقد حسام حسن: يحلم بتدريب الأهلي    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    «بين الأخضر وأسود الرافدين».. حسابات التأهل لكأس العالم في مجموعة العراق والسعودية    «زي النهارده».. استشهاد اللواء أحمد حمدي 14 أكتوبر 1973    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    سحب منخفضة على القاهرة وسقوط رذاذ.. بيان مهم من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    تسجيل دخول منصة الشهادات العامة 2025 عبر موقع وزارة التربية والتعليم لطلاب أولى ثانوي (رابط مباشر)    شاهد سقوط مفاجئ لشجرة ضخمة على سيارة بمنطقة الكيت كات    ترامب: لا أعلم شيئًا عن «ريفييرا غزة».. ووقف إطلاق النار «سيصمد»    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    إسعاد يونس: خايفة من الذكاء الاصطناعي.. والعنصر البشري لا غنى عنه    بعد استبعاد أسماء جلال، هنا الزاهد مفاجأة "شمس الزناتي 2"    أحمد التايب للتليفزيون المصرى: مصر تحشد العالم لدعم القضية الفلسطينية    957 مليون دولار أمريكى إيرادات فيلم A Minecraft Movie    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    4 طرق لتعزيز قوة العقل والوقاية من الزهايمر    هتشوف فرق كبير.. 6 مشروبات واظب عليها لتقليل الكوليسترول بالدم    التفاح والقرنبيط.. أطعمة فعالة في دعم صحة الكلى    علماء يحذرون: عمر الأب يحدد صحة الجنين وهذا ما يحدث للطفرات الجينية في سن 75 عاما    قرار جديد للشيخ سمير مصطفى وتجديد حبس صفاء الكوربيجي.. ونيجيريا تُخفي علي ونيس للشهر الثاني    مصرع شاب غرقًا في حوض زراعي بقرية القايات في المنيا    د.حماد عبدالله يكتب: القدرة على الإحتمال "محددة" !!!    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    موعد صرف معاشات شهر نوفمبر 2025    تخصيص 20 مليون دولار لتأمين الغذاء والمياه والمأوى بغزة    بالتفاصيل| خطوات تحديث بطاقتك التموينية من المنزل إلكترونيًا    ضبط 10 آلاف قطعة باتيه بتاريخ صلاحية مزيف داخل مخزن ببني سويف    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    89.1 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة الإثنين    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    ألمانيا تفوز أمام ايرلندا الشمالية بهدف نظيف في تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    بحضور صناع الأعمال.. عرض أفلام مهرجان بردية وندوة نقاشية بالمركز القومي للسينما    محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    جامعة بنها: إعفاء الطلاب ذوي الهمم من مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية    وزير الري يشارك فى جلسة "مرفق المياه الإفريقي" المعنية بالترويج للإستثمار فى إفريقيا    دار الإفتاء تؤكد جواز إخراج مال الزكاة لأسر الشهداء في غزة    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحملة الفرنسية على مصر بعيون الإبداع
نشر في الوفد يوم 18 - 10 - 2012

فى مثل هذا اليوم كانت الحملة الفرنسية على مصر ورغم ان هناك العديد من الاعمال الابداعية التى تناولتها الا انها حتى الان لم تقدم العديد من الرؤى التى يجب الاهتمام بها فى تلك الحملة ذات البعد الحضارى الى جانب الاستعمارى.
ولا يستطيع احد انكار ان شخصية نابليون مثيرة للجدال وتحتاج العديد من الاعمال الفنية وخاصة فى الفترة التى تواجد فيه فى مص ورغم وجود العديد من الاعمال الدرامية والوثائقبة التى تكلمت عنه الا ان هناك مناطق عديدة لا نعرفها حتى الان وتناولتها السينما العالمية من زوايا مختلفة، مثل فيلم أمريكى «ديزيريه» بطولة مارلون براندو وإنتاج 1954، وفيلم فرنسى مصرى "وداعا بونابرت" بطولة ميشيل بيكولى وإنتاج 1985، ومسلسل أمريكى فرنسى "نابليون وجوزيفين" بطولة جاكلين بيسيه وإنتاج 1987..
"نابليون" يوسف شاهين..نسخة من نجوم الاسلام السياسى الآن!
ماأشبه اليوم بالبارحة .هل تذكرون فيلم وداعا بونابرت والمشهد الخاص بحلقة الذكر فى أحد مساجد القاهرةمتمايلا نابليون مع الذاكرين‏,‏ محاولا التقرب من المصريين كوسيلة لوقف التمرد ضد الحملة الفرنسية‏,‏ واستمالة الشعب المصري ,الايعبر هذا عن مايحدث الان واساليب كسب ودود الناس بعد سيطرة تيار الاسلامى الذى بدأ بالاهتمام بدغدغة مشاعر المصريين الدينية ,‏ ولكن هل سينجح فى هذا ام سيناله ماحدث للفرنسيين ونقله يوسف شاهين فى فيلمه ففشلت الحملةتحت سنابك الخيول .وما يحدث الان يذكرنى بمشهد نابليون يخطب أمام قواته أمام الأهرامات مرددا: (أن أربعين قرناً من التاريخ تتأملنا من أعلي هذه الأهرامات)..والذى تبعه بنظرة ساخرة من كافاريللي (ميشيل بيكولي) مرددا«هذا الأحمق عاد إلي أسطوانته مجدداً».وبالطبع نحن فى فيلم يوسف شاهين لانرى رؤية التاريخ ولكن افكار المخرج ، الذى يركز على ما جاء به كافاريللي لنهضة هذه البلاد، لا ما جاء من أجله بونابرت. فالصراع الرئيسي في «وداعا يا بونابرت» ليس الصراع بين الفرنسيين والمصريين ولكن بين بونابرت وبين كافاريللي. ويركز الفيلم على أحتلال نابليون للإسكندرية في عام 1798م، ولجؤالخباز سليم وزوجته وأولاده الثلاثة الشيخ بكر وعلي ويحيى إلى القاهرة هربًا من الحملة. ثم تصل الحملة إلى القاهرة ويهزم المماليك، فيعمل الابن "علي "مع الفرنسيين ويتعلم لغتهم، ويؤمن بالحوار معهم. أما بكر فيؤمن بضرورة العمل مع المقاومة والمواجهة بالسلاح، ويضع يده في أيدى المماليك بعد هزيمة المصريين في ثورة القاهرة، يهب أبناء الطبقة العاملة بقيادة علماء الدين لمقاومة الحملة وينخرط بكر في حركة المقاومة. بينما تنشأ علاقة صداقة بين يحيى الابن الاخيروالضابط الفرنسي كافر يللى المهتم بالعلوم، فيتعرف "يحيى" على الأساليب العلمية التي أتت بها الحملة وينقلها إلى حركة المقاومة.ورغم أن كافاريللي لم يكن بسوء بونابرت، الاانه شارك في نهاية الأمر فى دعم تلك الحملة البونابرتية، وتفشل الحملة ويموت كافريللى بعد إصابته في إحدى المعارك، ويعود الفرنسيون إلى بلادهم.
أم المماليك نافست بونابرت فى "نابليون والمحروسة"..وليلى علوى ألبستها من باريس
المخرج شوقي الماجري أقترب من الواقع المصرى مازجا بين أحداثه التاريخية وحاضرنا فرغم ان العمل دار أبان الحملة الفرنسية رصدا الأحداث التي أثرت فى المجتمع المصري الاأن به نكهة واقعنا الحالى ,الى جانب انه قدم شخصية تاريخية تأثيرها فى حياة المصريين يوازى تأثير نابليون ولكن بصورة ايجابية وهى شخصية ام المماليك التى ادتها ليلي علوي ومن اجلها سافرت الي باريس وأحضرت الملابس الخاصة بالشخصية وام المماليك او نفيسة البيضا لها في دار الوثائق القومية المصرية وثائق بالغة الأهمية تخص تلك السيدة، بينها «كشفٌ يحتوي بيان ثمن المصوغات والمجوهرات المضبوطة لوفاة المرحومة الست نفيسة البيضا معتوقة وحرم المرحوم علي بك رضا الجهادي المتوفية بتاريخ 23 أكتوبر سنة 1894 عن نجلها أحمد بك» (بتاريخ 17 إبريل 1895)، و«دفتر يحتوي حصر وتثمين تركة المرحومة الست نفيسة هانم حرم ومعتوقة المرحوم علي بك رضا المتوفية بتاريخ 23 أكتوبر سنة 1894 عن نجلها أحمد بك علي المعتوه والمعين عليه حسن أفندي رسمي قائماً شرعياً» (بتاريخ 13 مايو 1896).. وأم المماليك كتب عنها العديد من الكتاب ومنها كتاب (أعظم امرأة مصرية في القرن 18(.إلي جانب ما كتبه عبدالرحمن الجبرتي في كتاب «دراسات في تاريخ الجبرتي»، ومؤلفه هو محمود الشرقاوي،‏ الذي يقول إن ظهور أمر نفيسة بدأ عندما دخلت في حريم علي بك الكبير‏،‏ فأحب الأخير هذه الجارية الشركسية وأُعجِبَ بها‏، وبني لها داراً تطل علي بركة الأزبكية في درب عبدالحق.
غير أن المملوك مراد وقع بدوره في هوي نفيسة‏،‏ فلما أراد محمد أبوالدهب خيانة علي بك الكبير وتحدث إلي المملوك مراد في ذلك،‏ اشترط عليه الأخير نظير موافقته علي الخيانة أن يسمح له بالزواج من هذه الجارية‏. فلما قُتِلَ علي بك الكبير عام 1773 تزوج مراد هذه الحسناء.
وهكذا كانت الرشوة التي نالها مراد بك علي خيانته هي‏ نفيسة البيضاء ولكن التاريخ له مفارقاتٌ عجيبة‏،‏ فبقدر ما كان مراد بك من كبار الخونة، كانت نفيسة امرأة رائعة في جمالها وقوية في شخصيتها.
وفي حياة زوجها مراد بك الذي حكم مصر مع إبراهيم بك بعد موت أبو الدهب لمدة تزيد علي عشرين سنة، نالت نفيسة في المجتمع المصري مكانة كبيرة‏. عاشت نفيسة تلك الفترة كواحدة من أثري أهل مصر، بما امتلكته من القصور والجواري، إضافة إلي أن المصادر التاريخية تؤكد أنها كانت من أثري نساء عصرها نتيجة استثمار أموالها وتجارتها في الأسواق وإدارة وكالة خاصة بها.
ويجب ألا ننسي أنها دخلت منزل مراد بك وقد ورثت عن علي بك الكبير ثروة طائلة، وزادت هي ثراء فوق ثراء بعد هذه الزيجة الجديدة، وعاشت معه حياة الترف بما جلبته له من ميراثٍ شمل إلي جانب البيوت والقصور والتجارة جيشاً خاصاً يتألف من 400 مملوك وأسطول من السفن علي النيل، وست وخمسين جارية واثنين من الخصيان في حاشية نفيسة الخاصة.
وحين أعادت نفيسة بناء وكالتها التجارية، أضافت إليها سبيلاً وكُتّاباً خلف باب زويلة‏ عام 1796م/ 1211 ه. ونُقِشَت علي واجهة السبيل أبياتٌ شعرية تمتدح فضائل تلك السيدة، كان لهذه السيدة مكان الاحترام والتقدير عند العلماء والأمراء‏، وعند الشعب أيضاً، إذ كانت نبيلة وكريمة وموهوبة وذكية، حتي ذكر كاتبٌ معاصر لها «أنها كانت تعرف كتابات شعراء العربية كما لو كانت العربية لغتها الأصلية برغم أنها لم تتعلمها إلا في وقت متأخر من حياتها»، وربما كانت تعرف الفرنسية إلي جانب قدرتها علي القراءة والكتابة بالتركية والعربية.
ويتعين القول إن نفيسة تمتعت باستقلالية في إدارة تجارتها وثروتها، ولعبت أيضاً دور السند والمستشار لزوجها مراد بك في الشأن العام، وحاولت في أكثر من مناسبة الحد من آثار المظالم التي ارتكبها زوجها بحق المصريين، إذ يحكي عبد الرحمن الجبرتي («عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، الجزء الثاني) أن مراد بك «أخذ الشيء من غير حقه وأعطاه لغير مستحقه‏».
ويقول الجبرتي‏:‏ كانت نفيسة تعارض زوجها مراد بك وهو مطلق السلطان علي مصر‏،‏ في مصادرة أموال التجار الأوروبيين وإرهاقهم بالضرائب والغرامات. وكانت هذه التصرفات من أسباب أو ذرائع الحملة الفرنسية علي مصر‏.
وحين هُزِمَ جيش مراد بك أمام القوات الفرنسية في موقعة الأهرام في 21 يوليو عام 1798، فر مع فلول قواته إلي الجيزة، فصعد إلي قصره وقضي بعض أشغاله في نحو ربع ساعة، ثم هرب إلي الصعيد ليبدأ في شن حرب عصابات ضد الجيش الفرنسي. أما نفيسة فظلت في القاهرة وسط ظروفٍ اقتضت منها أعلي قدر من الكياسة والدبلوماسية والاتزان، وهو عبءٌ غير يسير علي امرأة هرب زوجها.
عملت نفيسة بذكاء علي حماية الأملاك الضخمة الخاصة بها وبزوجها، وبسطت حمايتها علي كثير من نساء المماليك المنكوبين،‏ وواست عدداً كبيراً من الفقراء الذين نُكِبوا في الحملة الفرنسية من أهل القاهرة‏،‏ ودفعت كثيراً من الغرامات التي فرضها الفرنسيون علي المصريين ولم يستطع غالبيتهم دفعها‏،‏ ونالت بذلك احترام المصريين والأجانب.
في الوقت نفسه، حافظت تلك السيدة علي علاقة مجاملة مع إدارة الحملة الفرنسية، حتي إنها سمحت بتمريض جرحي الجنود الفرنسيين في قصرها. وقد استضافت نابليون بونابرت علي العشاء في قصرها، وتلقت في تلك المناسبة هدية عبارة عن ساعة مرصعة بالألماس.
كما كان قواد نابليون ورجاله كلهم يرعون جانبها ويحملون لها في تقديرهم حساباً كبيراً. بل إن‏ ديجنت كبير أطباء الحملة الفرنسية عندما ألف كتابه باللغة العربية عن مرض الجدري في مصر أهداها خمسين نسخة منه.
غير أن العلاقات بينها وبين نابليون تراوحت بين المد والجزر، فقد تَعيّنَ عليها أن تدفع فدية ضخمة تعادل نحو مليون فرنك مقابل حق الاحتفاظ بممتلكاتها. واضطرت إلي إدراج الساعة المرصعة بالألماس كجزء من هذه الغرامة، فأهداها نابليون إلي عشيقته. وبالرغم من هذه المواقف الشائنة، فإن نابليون أعلن حتي بعد مغادرته مصر سعياً وراء المجد الإمبراطوري في باريس، أنه «سيظل صديقاً إلي الأبد» لهذه المرأة، حتي إنه بعث وهو في قمة مجده‏،‏ أمراً إلي قنصل فرنسا في مصر، بأن يبذل كل جهده لحمايتها‏ ورعاية أمرها.
وينقل الكاتب الفرنسي لاكروا عن المذكرات التي أملاها نابليون في منفاه في جزيرة سانت هيلانة أن مراد بك لما عاد من البحيرة إلي الجيزة منهزماً أمام الحملة الفرنسية‏، صعد إلي قمة الهرم الأكبر، وأخذ يتبادل الإشارات الضوئية بالفوانيس مع زوجته نفيسة وهي فوق سطح منزلها في الأزبكية - ومن الواضح أن‏ هواء القاهرة كان في ذلك الوقت أقل تلوثاً مما هو عليه اليوم- وتناقل الناس ذلك حتي سمعت به، فخشيت علي نفسها من الفرنسيين، فذهبت إلي منزل نابليون، وطلبت مقابلته‏، فاستقبلها بكل احترام‏،‏ وأكد لها أنه لا يحفل بهذه المسألة‏،‏ وأنها لو أرادت أن تلتقي بزوجها لما تردد في مهادنته يوماً وليلة حتي يلتقيا، وكان الزوج مراد بك آنذاك هارباً من وجه الحملة الفرنسية.‏ ولعل نابليون أراد بهذه المجاملة أن يتخذ من السيدة نفيسة وسيلة للتأثير علي زوجها ليقبل الصلح مع الفرنسيين ويتوقف عن مقاومتهم في الصعيد‏.
أما مراد فقد سئم القتال ضد الفرنسيين في الصعيد، إذ لم يكن معتاداً علي هذا النوع من المعيشة، بعيداً عن قصوره وجواريه وحياة الرفاهية التي يعيشها، فبدأت المراسلات بين كليبر ومراد بك، وانتهت باجتماعهما في الفيوم حيث اتفقا علي أن يحكم مراد بك الصعيد باسم الجمهورية الفرنسية. وتعهد كليبر بحمايته إذا تعرض لهجوم أعدائه عليه، وتعهد مراد بك من جانبه بتقديم النجدة اللازمة لمعاونة القوات الفرنسية إذا تعرضت لهجوم عدائي أياً كان نوعه، وأن يمنع أي قوات أو مقاتلين من أن يأتوا إلي القاهرة من الصعيد لمحاربة الفرنسيين، وأن يدفع مراد لفرنسا الخراج الذي كان يدفعه من قبل للدولة العثمانية، ثم ينتفع هو بدخل هذه الأقاليم.
علي أن ذلك الاتفاق لم يدم طويلاً، إذ أصاب الطاعون مراد بك، ومات به في 22 إبريل عام 1801 ودُفَن في سوهاج.. وبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر في وقت لاحق من ذلك العام، نجحت نفيسة بمهارة في الحصول علي حماية البريطانيين الذين بسطوا نفوذهم لفترة قصيرة. ومع تعزيز العثمانيين سيطرتهم علي مصر، واصلت نفيسة بثبات سياسة حماية المماليك وأسرهم من النظام الجديد - الذي كان شديد العدائية تجاههم - مثلما فعلت في ظل الاحتلال الفرنسي. وباتت تعرف في تلك الفترة باسم «أم المماليك».
لقيت نفيسة بعد ذلك أشد المحن والكوارث علي يد محمد علي بعد أن تولي حكم مصر عام 1805،‏ فقد صادر محمد علي ما بقي لها من مال وعقار‏،‏ وعاشت بقية أيامها في فقر وجهد‏،‏ لكنها واجهت ذلك كله بصبر وقوة عزيمة‏،‏ ولم تفارقها مروءتها ولا علو نفسها ولا إباؤها‏‏.. وماتت نفيسة البيضاء عجوزاً‏ فقيرة‏،‏ بعد أن كانت ملكة علي مصر، وذلك في يوم الخميس 19‏ إبريل عام 1816‏ في بيتها الذي بناه لها علي بك الكبير‏.‏ ووريت نفيسة الثري إلي جوار قبر زوجها الأول علي بك الكبير في الإمام الشافعي. وبعد موتها استولي محمد علي باشا علي هذا البيت وأسكن فيه بعض أكابر دولته.
عزه شلبى : قدمت الثورة الفرنسية مع الجبرتى والرافعى ب70 مليون جنيه
كتبت :دينا دياب
نابليون والمحروسه" من المسسلسلات التي حازت اعجاب عدد كبير من بطوله ليلي علوي وسامح الصريطي واحمد ماهر وخليل مرسي وناصر سيف ومحمد ابوداود وصبري عبدالمنعم وعبدالعزيز مخيون وحلمي فوده، ومجموعه من فنانين عرب واجانب، ومن اخراج شوقي الماجري.ويسرد المسلسل الجانب التاريخي لحمله الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، واثارها في الشعب المصري في تلك الفتره الزمنيه.
أكدت الكاتبه عزه شلبى مؤلفة مسلسل "مصر والمحروسه" ان المزج بين الشخصيات الحقيقيه وتجسيدها على الشاشه أمر استغرق وقتا طويلا و قالت ان التحدى الذى واجهته لاول مره فى المسلسل هو كيفية تقديم فتره تاريخيه من خلال الشعب المصرى بكافه قطاعاته وشرائحه ،وكيف نقدم الشخصيات التى حركت التاريخ فى تلك الفتره فى أن يكون هناك صله بينهم وبين الشخصيات التاريخيه ، وبالتالى العمل يرصد وقائع مهمه منها مثلا تجمع النساء ومعارضتهم لبونابرت حينما حدث تجريف للمقابر ، فهذا موقف افكر فيه كيف أجعل شخصياتى الدرامية طرف أساسى فيها ، ايضا اتناول فى العمل الحملة و كيف قدمت والوضع السياسى فيها وكان لابد ان لا أقدم العمل بشكل مجرد بل اقدمه بشكل جمالى لاننى لا اقدم فقط تاريخ موجود فى الكتب لكنى احوله الى دراما تقترب من المتفرج وفى نفس الوقت تكون امينه على التاريخ نفسه و تحقق الحفاظ على التاريخ بشكل امين ودقيق وتقديم التاريخ بشكل محترم عن طريق العوده للمراجع وكيف اثرت فى حياة المصريين بشكل اساسى ،واضافت انا حددت الهدف وهذا جعلنى فى كل خطوه اخطوها فى هذا الطريق وابنيها فى هذا الاتجاه فمن اول لحظه وجهة النظر كانت موجوده وكنت اعمل عليها منذ القرأة .
وعن المراجع التى أستندت اليها أكدت انها استندت لجميع المراجع الصحيحه عن الحمله الفرنسية بما فيها المراجع الفرنسيه غير المترجمه،بالإضافه الى النبذه التاريخيه للراحل الكاتب الكبير خيرى شلبى وفى نفس الوقت القراءة كانت لنا منفذ لاننا يمكننا ان نقرأ الكتاب لكن فكرة المناقشه نفسها تجعلنا نقوم بعمل مراجعة اهم ولذلك قمنا بعمل مراجعه للتاريخ وللوقائع واقمت مقارنات بين كل من كتبوا التاريخ على اختلاف اشكالهم منهم فرنسيين كثيرين ومنهم الجبرتى و مصطفى صادق الرافعى وكانت الوقائع التاريخيه يتم التحقيق فيها من اكثر من مرجع وهذا قدم لى ضمانا وحالة حماية بمعنى ان التاريخ لابد ان نقرائها بعيون من قرأوه ورصدوه لان جزء كبير من التاريخ الذى عاشه الفرنسيين كان يقوم على تسجيل كل صغيره وكبيره فى حياة الشعب المصرى فى هذا الوقت ، بمعنى اننا حتى فيما يتعلق بالحرفين والبشر والبحاره وانواع الاسماك فيها أقاموامسحا كاملا لكل نواحى الحياه ومنهم من يكتبوا مذكراته او من القاده العسكريين فهى ماده مهمه جدا ، ايضا اهميه المراجع تعود الى وجود وقعه كتبها الجبرتى متعلقه بمحمد كريم بخصوص اعدامه وقال فيها الجبرتى ان كريم فرضت عليه ديه للعفو من الاعدام وترتب على ذلك ان التأريخ قال ان كريم قال " اغيثونى يامسلمين" ساعدونى فلم يدفع له احد اى فديه، هذه روايه لكنى لم استند لها لسبب لان الفرنسويين قالوا ان الجببرتى رفض يدفع وقالوا على لسانه الجمله الشهيره اذا كان مكتوب لى الموت فلن تنفعنى ديه انا اخذت وجهه النظر لان كريم عدو بالنسبه للفرنسويين وبالتالى فى هذه اللحظه من المنطقى ان نأخذ وجهه النظر الخاصه بالعدو ، فهنا واثناء قراتى لكل هذه المراجع لابد ان اقدم قراءات واستنتاجات واستخلص منها اشياء وانا مضطره ان اتعامل مع التاريخ الموجود بالكتب وتحويله لدراما لها شروط واليات معينه فى التعامل فكانت وجهه النظر الاساسيه بالنسبه لى كيف اقدم كشف للواقع المصرى من خلال تشريح الشخصيات التى كانت موجوده من علماء لشيوخ لاتراك لمماليك وبالتالى انتهت الحمله وكأنها ليست تاريخ لكنها وصفت الشخصيات من لحم ودم وكأنها واقع مكتوب خلقت منها تفاصيل واضحه وخلق المناخ الذى يقول الجمهور اننا خلقنا.
أما عن اختيار الديكور والملابس فقالت أنا احترم التخصصات لذلك استعنت بصانعيها وكانوا مميزين فيها فلم يكن لدى تلك الرفاهيه التى يمكن ان اتدخل فيها وسهى حجى مسئوله الملابس اختارت ببراعه قويه جدا حتى اصغر التفاصيل ، حتى فى شكل الوشاح الفرنساوى دقيقه
واضافت شلبى انها اضطرت لحذف مشاهد معينه لانها لاتتناسب مع الفتره الزمنيه التى نعيش فيها وزمن التصوير كان ضئيل جدا حتى تخرج الحمله كلها فى خمسه اشهر تصوير ،وبالتالى نحن تحت ضغط ضخم وبالتالى هناك مسئوليات نحذفها وفقا لمنهج وطريقه حتى لا تؤثر على اشيا اخرى ،
اختتمت حديثها انها لم تجد أى صعوبه فى كتابه المسلسل لانها كتبته فى 9 اشهر وظلت تعدل فيه حتى عام ونصف مع نهايه تصوير المسلسل الذى تكلفت ميزانيته 70 مليون جنيه وتم تصويره كله فى القاهره .
بعد "مارلون براند" و"باتريس شيرو" من سيكون نابليون فى "سره باتع"
المخرج خالد يوسف يدخل الى عالم الحملة الفرنسية بقصة سره الباتع للأديب يوسف ادريس التى قرر تحويلها الى مسلسل تليفزيونى، وتدور أحداثه في ريف مصر وتحديدا في محافظة المنوفية أثناء الحملة الفرنسية من خلال قصة شاب قتل أحد جنود الحملة الفرنسية، فيكلف نابليون بونابرت جيشه بالبحث عن هذا الشاب الذي يتميز بوجود وشم لعصفورة على وجهه، وفي يده أربعة أصابع فقط، وعندما يختبئ بقرية يقوم شبابها بقطع أصبع من أيديهم، ويرسمون الوشم نفسه على وجوههم؛ حتى لا يتعرف عليه جنود الجيش الفرنسي..المسلسل يكتب له السيناريو والحوار محفوظ عبد الرحمن ومرشحة للبطولة لطيفة ,وحتى الان لانعرف كيف ستطرح شخصية نابليون المثيرة للجدال وتحتاج العديد من الاعمال الفنية وخاصة فى الفترة التى تواجد فيه فى مصر ورغم وجود العديد من الاعمال الدرامية والوثائقبة التى تكلمت عنه الا ان هناك مناطق عديدة لا نعرفها حتى الان ومن اهم الافلام التىاقتربت منه فيلم أمريكى «ديزيريه» بطولة مارلون براندو وإنتاج 1954، وفيلم"وداعا بونابرت" بطولة ميشيل بيكولى وإنتاج 1985،وقام بدور نابليون باتريس شيرو، الممثل والمخرج السينمائي والمسرحي الفرنسي وهناك مسلسل أمريكى فرنسى "نابليون وجوزيفين" بطولة جاكلين بيسيه وإنتاج 1987
وفى مسلسل نابليون والمحروسة لعب الممثل الفرنسى جريجوار كولين دور نابليون بونابرت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.