خالد جلال: على الأهلي اللعب بتشكيله الأساسي أمام بلدية المحلة    عاجل.. موقف الأهلي من التعاقد مع نجم صن دارونز    الآن رسميا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم السبت 11 مايو 2024 بعد آخر انخفاض    موازنة النواب عن جدل الحساب الختامي: المستحقات الحكومية عند الأفراد والجهات 570 مليار جنيه    عز ينخفض لأقل سعر.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 11 مايو بالمصانع والأسواق    الزراعة: زيادة الطاقة الاستيعابية للصوامع لأكثر من 5 ملايين طن    نشرة التوك شو| أزمة قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية وانخفاض أسعار الدواجن والبيض    الحصيلة 520 شهيدا .. مقبرة جماعية ثالثة في مجمع الشفاء الطبي والسابعة في مستشفيات غزة    حزب الله اللبناني يعلن استهدف مبنى لجنود إسرائيليين في مستعمرة المطلّة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    الإمارات تحرج نتنياهو وترفض دعوته بشأن غزة: لا صفة له    الهلال ضد الحزم.. أكثر 5 أندية تتويجا بلقب الدوري السعودي    خبير دستوري: اتحاد القبائل من حقه إنشاء فروع في كل ربوع الدولة    الشعبة تكشف تفاصيل تراجع أسعار الدواجن والبيض مؤخرًا    حكام مباراة بلدية المحلة والأهلي.. ناصف حكم ساحة.. وطارق مجدي للVAR    ملف يلا كورة.. استمرار غياب الشناوي.. الأهلي لنهائي دوري السلة.. وجائزة تنتظر صلاح    زى النهارده.. الأهلى يحقق رقم تاريخى خارج ملعبه أمام هازيلاند بطل سوازيلاند    أبرزها الأهلي أمام بلدية المحلة، حكام مباريات اليوم بالدوري الممتاز    مأمورية من قسم الطالبية لإلقاء القبض على عصام صاصا    وفاة شاب في حادث تصادم دراجة نارية وتروسيكل بالفيوم    بقلم ميري، معلمة تصفع طفلا من ذوي الهمم يهز ضمير الإنسانية في الأردن    ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    آبل تخطط لاستخدام شرائح M2 Ultra فى السحابة للذكاء الاصطناعى    السياحة عن قطع الكهرباء عن المعابد الأثرية ضمن خطة تخفيف الأحمال: منتهى السخافة    حظك اليوم وتوقعات الأبراج السبت 11 مايو على الصعيد المهنى والعاطفى والصحى    برج العذراء.. حظك اليوم السبت 11 مايو: انصت لشريك حياتك    عمرو دياب يحيى حفلا غنائيا فى بيروت 15 يونيو    أبناء السيدة خديجة.. من هم أولاد أم المؤمنين وكم عددهم؟    تناول أدوية دون إشراف طبي النسبة الأعلى، إحصائية صادمة عن حالات استقبلها قسم سموم بنها خلال أبريل    القوافل العلاجية تبدأ أعمالها فى مدينة حلايب اليوم ضمن "حياة كريمة"    المواطنون في مصر يبحثون عن عطلة عيد الأضحى 2024.. هي فعلًا 9 أيام؟    مصرع شاب غرقًا في بحيرة وادي الريان بالفيوم    نتائج اليوم الثاني من بطولة «CIB» العالمية للإسكواش المقامة بنادي بالم هيلز    محمد بركات يشيد بمستوى أكرم توفيق مع الأهلي    «أنصفه على حساب الأجهزة».. الأنبا بولا يكشف علاقة الرئيس الراحل مبارك ب البابا شنودة    القانون يحمى الحجاج.. بوابة مصرية لشئون الحج تختص بتنظيم شئونه.. كود تعريفى لكل حاج لحمايته.. وبعثه رسمية لتقييم أداء الجهات المنظمة ورفع توصياتها للرئيس.. وغرفه عمليات بالداخل والخارج للأحداث الطارئة    رسائل تهنئة عيد الأضحى مكتوبة 2024 للحبيب والصديق والمدير    حظك اليوم برج الأسد السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج العقرب السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    زيادات متدرجة في الإيجار.. تحرك جديد بشأن أزمة الإيجارات القديمة    هل يجوز للمرأة وضع المكياج عند خروجها من المنزل؟ أمين الفتوى بجيب    الإفتاء تكشف فضل عظيم لقراءة سورة الملك قبل النوم: أوصى بها النبي    النائب شمس الدين: تجربة واعظات مصر تاريخية وتدرس عالميًّا وإقليميًّا    الحكومة اليابانية تقدم منح دراسية للطلاب الذين يرغبون في استكمال دراستهم    5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض    لأول مرة.. المغرب يعوض سيدة ماليا بعد تضررها من لقاح فيروس كورونا    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحملة الفرنسية على مصر بعيون الإبداع
نشر في الوفد يوم 18 - 10 - 2012

فى مثل هذا اليوم كانت الحملة الفرنسية على مصر ورغم ان هناك العديد من الاعمال الابداعية التى تناولتها الا انها حتى الان لم تقدم العديد من الرؤى التى يجب الاهتمام بها فى تلك الحملة ذات البعد الحضارى الى جانب الاستعمارى.
ولا يستطيع احد انكار ان شخصية نابليون مثيرة للجدال وتحتاج العديد من الاعمال الفنية وخاصة فى الفترة التى تواجد فيه فى مص ورغم وجود العديد من الاعمال الدرامية والوثائقبة التى تكلمت عنه الا ان هناك مناطق عديدة لا نعرفها حتى الان وتناولتها السينما العالمية من زوايا مختلفة، مثل فيلم أمريكى «ديزيريه» بطولة مارلون براندو وإنتاج 1954، وفيلم فرنسى مصرى "وداعا بونابرت" بطولة ميشيل بيكولى وإنتاج 1985، ومسلسل أمريكى فرنسى "نابليون وجوزيفين" بطولة جاكلين بيسيه وإنتاج 1987..
"نابليون" يوسف شاهين..نسخة من نجوم الاسلام السياسى الآن!
ماأشبه اليوم بالبارحة .هل تذكرون فيلم وداعا بونابرت والمشهد الخاص بحلقة الذكر فى أحد مساجد القاهرةمتمايلا نابليون مع الذاكرين‏,‏ محاولا التقرب من المصريين كوسيلة لوقف التمرد ضد الحملة الفرنسية‏,‏ واستمالة الشعب المصري ,الايعبر هذا عن مايحدث الان واساليب كسب ودود الناس بعد سيطرة تيار الاسلامى الذى بدأ بالاهتمام بدغدغة مشاعر المصريين الدينية ,‏ ولكن هل سينجح فى هذا ام سيناله ماحدث للفرنسيين ونقله يوسف شاهين فى فيلمه ففشلت الحملةتحت سنابك الخيول .وما يحدث الان يذكرنى بمشهد نابليون يخطب أمام قواته أمام الأهرامات مرددا: (أن أربعين قرناً من التاريخ تتأملنا من أعلي هذه الأهرامات)..والذى تبعه بنظرة ساخرة من كافاريللي (ميشيل بيكولي) مرددا«هذا الأحمق عاد إلي أسطوانته مجدداً».وبالطبع نحن فى فيلم يوسف شاهين لانرى رؤية التاريخ ولكن افكار المخرج ، الذى يركز على ما جاء به كافاريللي لنهضة هذه البلاد، لا ما جاء من أجله بونابرت. فالصراع الرئيسي في «وداعا يا بونابرت» ليس الصراع بين الفرنسيين والمصريين ولكن بين بونابرت وبين كافاريللي. ويركز الفيلم على أحتلال نابليون للإسكندرية في عام 1798م، ولجؤالخباز سليم وزوجته وأولاده الثلاثة الشيخ بكر وعلي ويحيى إلى القاهرة هربًا من الحملة. ثم تصل الحملة إلى القاهرة ويهزم المماليك، فيعمل الابن "علي "مع الفرنسيين ويتعلم لغتهم، ويؤمن بالحوار معهم. أما بكر فيؤمن بضرورة العمل مع المقاومة والمواجهة بالسلاح، ويضع يده في أيدى المماليك بعد هزيمة المصريين في ثورة القاهرة، يهب أبناء الطبقة العاملة بقيادة علماء الدين لمقاومة الحملة وينخرط بكر في حركة المقاومة. بينما تنشأ علاقة صداقة بين يحيى الابن الاخيروالضابط الفرنسي كافر يللى المهتم بالعلوم، فيتعرف "يحيى" على الأساليب العلمية التي أتت بها الحملة وينقلها إلى حركة المقاومة.ورغم أن كافاريللي لم يكن بسوء بونابرت، الاانه شارك في نهاية الأمر فى دعم تلك الحملة البونابرتية، وتفشل الحملة ويموت كافريللى بعد إصابته في إحدى المعارك، ويعود الفرنسيون إلى بلادهم.
أم المماليك نافست بونابرت فى "نابليون والمحروسة"..وليلى علوى ألبستها من باريس
المخرج شوقي الماجري أقترب من الواقع المصرى مازجا بين أحداثه التاريخية وحاضرنا فرغم ان العمل دار أبان الحملة الفرنسية رصدا الأحداث التي أثرت فى المجتمع المصري الاأن به نكهة واقعنا الحالى ,الى جانب انه قدم شخصية تاريخية تأثيرها فى حياة المصريين يوازى تأثير نابليون ولكن بصورة ايجابية وهى شخصية ام المماليك التى ادتها ليلي علوي ومن اجلها سافرت الي باريس وأحضرت الملابس الخاصة بالشخصية وام المماليك او نفيسة البيضا لها في دار الوثائق القومية المصرية وثائق بالغة الأهمية تخص تلك السيدة، بينها «كشفٌ يحتوي بيان ثمن المصوغات والمجوهرات المضبوطة لوفاة المرحومة الست نفيسة البيضا معتوقة وحرم المرحوم علي بك رضا الجهادي المتوفية بتاريخ 23 أكتوبر سنة 1894 عن نجلها أحمد بك» (بتاريخ 17 إبريل 1895)، و«دفتر يحتوي حصر وتثمين تركة المرحومة الست نفيسة هانم حرم ومعتوقة المرحوم علي بك رضا المتوفية بتاريخ 23 أكتوبر سنة 1894 عن نجلها أحمد بك علي المعتوه والمعين عليه حسن أفندي رسمي قائماً شرعياً» (بتاريخ 13 مايو 1896).. وأم المماليك كتب عنها العديد من الكتاب ومنها كتاب (أعظم امرأة مصرية في القرن 18(.إلي جانب ما كتبه عبدالرحمن الجبرتي في كتاب «دراسات في تاريخ الجبرتي»، ومؤلفه هو محمود الشرقاوي،‏ الذي يقول إن ظهور أمر نفيسة بدأ عندما دخلت في حريم علي بك الكبير‏،‏ فأحب الأخير هذه الجارية الشركسية وأُعجِبَ بها‏، وبني لها داراً تطل علي بركة الأزبكية في درب عبدالحق.
غير أن المملوك مراد وقع بدوره في هوي نفيسة‏،‏ فلما أراد محمد أبوالدهب خيانة علي بك الكبير وتحدث إلي المملوك مراد في ذلك،‏ اشترط عليه الأخير نظير موافقته علي الخيانة أن يسمح له بالزواج من هذه الجارية‏. فلما قُتِلَ علي بك الكبير عام 1773 تزوج مراد هذه الحسناء.
وهكذا كانت الرشوة التي نالها مراد بك علي خيانته هي‏ نفيسة البيضاء ولكن التاريخ له مفارقاتٌ عجيبة‏،‏ فبقدر ما كان مراد بك من كبار الخونة، كانت نفيسة امرأة رائعة في جمالها وقوية في شخصيتها.
وفي حياة زوجها مراد بك الذي حكم مصر مع إبراهيم بك بعد موت أبو الدهب لمدة تزيد علي عشرين سنة، نالت نفيسة في المجتمع المصري مكانة كبيرة‏. عاشت نفيسة تلك الفترة كواحدة من أثري أهل مصر، بما امتلكته من القصور والجواري، إضافة إلي أن المصادر التاريخية تؤكد أنها كانت من أثري نساء عصرها نتيجة استثمار أموالها وتجارتها في الأسواق وإدارة وكالة خاصة بها.
ويجب ألا ننسي أنها دخلت منزل مراد بك وقد ورثت عن علي بك الكبير ثروة طائلة، وزادت هي ثراء فوق ثراء بعد هذه الزيجة الجديدة، وعاشت معه حياة الترف بما جلبته له من ميراثٍ شمل إلي جانب البيوت والقصور والتجارة جيشاً خاصاً يتألف من 400 مملوك وأسطول من السفن علي النيل، وست وخمسين جارية واثنين من الخصيان في حاشية نفيسة الخاصة.
وحين أعادت نفيسة بناء وكالتها التجارية، أضافت إليها سبيلاً وكُتّاباً خلف باب زويلة‏ عام 1796م/ 1211 ه. ونُقِشَت علي واجهة السبيل أبياتٌ شعرية تمتدح فضائل تلك السيدة، كان لهذه السيدة مكان الاحترام والتقدير عند العلماء والأمراء‏، وعند الشعب أيضاً، إذ كانت نبيلة وكريمة وموهوبة وذكية، حتي ذكر كاتبٌ معاصر لها «أنها كانت تعرف كتابات شعراء العربية كما لو كانت العربية لغتها الأصلية برغم أنها لم تتعلمها إلا في وقت متأخر من حياتها»، وربما كانت تعرف الفرنسية إلي جانب قدرتها علي القراءة والكتابة بالتركية والعربية.
ويتعين القول إن نفيسة تمتعت باستقلالية في إدارة تجارتها وثروتها، ولعبت أيضاً دور السند والمستشار لزوجها مراد بك في الشأن العام، وحاولت في أكثر من مناسبة الحد من آثار المظالم التي ارتكبها زوجها بحق المصريين، إذ يحكي عبد الرحمن الجبرتي («عجائب الآثار في التراجم والأخبار»، الجزء الثاني) أن مراد بك «أخذ الشيء من غير حقه وأعطاه لغير مستحقه‏».
ويقول الجبرتي‏:‏ كانت نفيسة تعارض زوجها مراد بك وهو مطلق السلطان علي مصر‏،‏ في مصادرة أموال التجار الأوروبيين وإرهاقهم بالضرائب والغرامات. وكانت هذه التصرفات من أسباب أو ذرائع الحملة الفرنسية علي مصر‏.
وحين هُزِمَ جيش مراد بك أمام القوات الفرنسية في موقعة الأهرام في 21 يوليو عام 1798، فر مع فلول قواته إلي الجيزة، فصعد إلي قصره وقضي بعض أشغاله في نحو ربع ساعة، ثم هرب إلي الصعيد ليبدأ في شن حرب عصابات ضد الجيش الفرنسي. أما نفيسة فظلت في القاهرة وسط ظروفٍ اقتضت منها أعلي قدر من الكياسة والدبلوماسية والاتزان، وهو عبءٌ غير يسير علي امرأة هرب زوجها.
عملت نفيسة بذكاء علي حماية الأملاك الضخمة الخاصة بها وبزوجها، وبسطت حمايتها علي كثير من نساء المماليك المنكوبين،‏ وواست عدداً كبيراً من الفقراء الذين نُكِبوا في الحملة الفرنسية من أهل القاهرة‏،‏ ودفعت كثيراً من الغرامات التي فرضها الفرنسيون علي المصريين ولم يستطع غالبيتهم دفعها‏،‏ ونالت بذلك احترام المصريين والأجانب.
في الوقت نفسه، حافظت تلك السيدة علي علاقة مجاملة مع إدارة الحملة الفرنسية، حتي إنها سمحت بتمريض جرحي الجنود الفرنسيين في قصرها. وقد استضافت نابليون بونابرت علي العشاء في قصرها، وتلقت في تلك المناسبة هدية عبارة عن ساعة مرصعة بالألماس.
كما كان قواد نابليون ورجاله كلهم يرعون جانبها ويحملون لها في تقديرهم حساباً كبيراً. بل إن‏ ديجنت كبير أطباء الحملة الفرنسية عندما ألف كتابه باللغة العربية عن مرض الجدري في مصر أهداها خمسين نسخة منه.
غير أن العلاقات بينها وبين نابليون تراوحت بين المد والجزر، فقد تَعيّنَ عليها أن تدفع فدية ضخمة تعادل نحو مليون فرنك مقابل حق الاحتفاظ بممتلكاتها. واضطرت إلي إدراج الساعة المرصعة بالألماس كجزء من هذه الغرامة، فأهداها نابليون إلي عشيقته. وبالرغم من هذه المواقف الشائنة، فإن نابليون أعلن حتي بعد مغادرته مصر سعياً وراء المجد الإمبراطوري في باريس، أنه «سيظل صديقاً إلي الأبد» لهذه المرأة، حتي إنه بعث وهو في قمة مجده‏،‏ أمراً إلي قنصل فرنسا في مصر، بأن يبذل كل جهده لحمايتها‏ ورعاية أمرها.
وينقل الكاتب الفرنسي لاكروا عن المذكرات التي أملاها نابليون في منفاه في جزيرة سانت هيلانة أن مراد بك لما عاد من البحيرة إلي الجيزة منهزماً أمام الحملة الفرنسية‏، صعد إلي قمة الهرم الأكبر، وأخذ يتبادل الإشارات الضوئية بالفوانيس مع زوجته نفيسة وهي فوق سطح منزلها في الأزبكية - ومن الواضح أن‏ هواء القاهرة كان في ذلك الوقت أقل تلوثاً مما هو عليه اليوم- وتناقل الناس ذلك حتي سمعت به، فخشيت علي نفسها من الفرنسيين، فذهبت إلي منزل نابليون، وطلبت مقابلته‏، فاستقبلها بكل احترام‏،‏ وأكد لها أنه لا يحفل بهذه المسألة‏،‏ وأنها لو أرادت أن تلتقي بزوجها لما تردد في مهادنته يوماً وليلة حتي يلتقيا، وكان الزوج مراد بك آنذاك هارباً من وجه الحملة الفرنسية.‏ ولعل نابليون أراد بهذه المجاملة أن يتخذ من السيدة نفيسة وسيلة للتأثير علي زوجها ليقبل الصلح مع الفرنسيين ويتوقف عن مقاومتهم في الصعيد‏.
أما مراد فقد سئم القتال ضد الفرنسيين في الصعيد، إذ لم يكن معتاداً علي هذا النوع من المعيشة، بعيداً عن قصوره وجواريه وحياة الرفاهية التي يعيشها، فبدأت المراسلات بين كليبر ومراد بك، وانتهت باجتماعهما في الفيوم حيث اتفقا علي أن يحكم مراد بك الصعيد باسم الجمهورية الفرنسية. وتعهد كليبر بحمايته إذا تعرض لهجوم أعدائه عليه، وتعهد مراد بك من جانبه بتقديم النجدة اللازمة لمعاونة القوات الفرنسية إذا تعرضت لهجوم عدائي أياً كان نوعه، وأن يمنع أي قوات أو مقاتلين من أن يأتوا إلي القاهرة من الصعيد لمحاربة الفرنسيين، وأن يدفع مراد لفرنسا الخراج الذي كان يدفعه من قبل للدولة العثمانية، ثم ينتفع هو بدخل هذه الأقاليم.
علي أن ذلك الاتفاق لم يدم طويلاً، إذ أصاب الطاعون مراد بك، ومات به في 22 إبريل عام 1801 ودُفَن في سوهاج.. وبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر في وقت لاحق من ذلك العام، نجحت نفيسة بمهارة في الحصول علي حماية البريطانيين الذين بسطوا نفوذهم لفترة قصيرة. ومع تعزيز العثمانيين سيطرتهم علي مصر، واصلت نفيسة بثبات سياسة حماية المماليك وأسرهم من النظام الجديد - الذي كان شديد العدائية تجاههم - مثلما فعلت في ظل الاحتلال الفرنسي. وباتت تعرف في تلك الفترة باسم «أم المماليك».
لقيت نفيسة بعد ذلك أشد المحن والكوارث علي يد محمد علي بعد أن تولي حكم مصر عام 1805،‏ فقد صادر محمد علي ما بقي لها من مال وعقار‏،‏ وعاشت بقية أيامها في فقر وجهد‏،‏ لكنها واجهت ذلك كله بصبر وقوة عزيمة‏،‏ ولم تفارقها مروءتها ولا علو نفسها ولا إباؤها‏‏.. وماتت نفيسة البيضاء عجوزاً‏ فقيرة‏،‏ بعد أن كانت ملكة علي مصر، وذلك في يوم الخميس 19‏ إبريل عام 1816‏ في بيتها الذي بناه لها علي بك الكبير‏.‏ ووريت نفيسة الثري إلي جوار قبر زوجها الأول علي بك الكبير في الإمام الشافعي. وبعد موتها استولي محمد علي باشا علي هذا البيت وأسكن فيه بعض أكابر دولته.
عزه شلبى : قدمت الثورة الفرنسية مع الجبرتى والرافعى ب70 مليون جنيه
كتبت :دينا دياب
نابليون والمحروسه" من المسسلسلات التي حازت اعجاب عدد كبير من بطوله ليلي علوي وسامح الصريطي واحمد ماهر وخليل مرسي وناصر سيف ومحمد ابوداود وصبري عبدالمنعم وعبدالعزيز مخيون وحلمي فوده، ومجموعه من فنانين عرب واجانب، ومن اخراج شوقي الماجري.ويسرد المسلسل الجانب التاريخي لحمله الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، واثارها في الشعب المصري في تلك الفتره الزمنيه.
أكدت الكاتبه عزه شلبى مؤلفة مسلسل "مصر والمحروسه" ان المزج بين الشخصيات الحقيقيه وتجسيدها على الشاشه أمر استغرق وقتا طويلا و قالت ان التحدى الذى واجهته لاول مره فى المسلسل هو كيفية تقديم فتره تاريخيه من خلال الشعب المصرى بكافه قطاعاته وشرائحه ،وكيف نقدم الشخصيات التى حركت التاريخ فى تلك الفتره فى أن يكون هناك صله بينهم وبين الشخصيات التاريخيه ، وبالتالى العمل يرصد وقائع مهمه منها مثلا تجمع النساء ومعارضتهم لبونابرت حينما حدث تجريف للمقابر ، فهذا موقف افكر فيه كيف أجعل شخصياتى الدرامية طرف أساسى فيها ، ايضا اتناول فى العمل الحملة و كيف قدمت والوضع السياسى فيها وكان لابد ان لا أقدم العمل بشكل مجرد بل اقدمه بشكل جمالى لاننى لا اقدم فقط تاريخ موجود فى الكتب لكنى احوله الى دراما تقترب من المتفرج وفى نفس الوقت تكون امينه على التاريخ نفسه و تحقق الحفاظ على التاريخ بشكل امين ودقيق وتقديم التاريخ بشكل محترم عن طريق العوده للمراجع وكيف اثرت فى حياة المصريين بشكل اساسى ،واضافت انا حددت الهدف وهذا جعلنى فى كل خطوه اخطوها فى هذا الطريق وابنيها فى هذا الاتجاه فمن اول لحظه وجهة النظر كانت موجوده وكنت اعمل عليها منذ القرأة .
وعن المراجع التى أستندت اليها أكدت انها استندت لجميع المراجع الصحيحه عن الحمله الفرنسية بما فيها المراجع الفرنسيه غير المترجمه،بالإضافه الى النبذه التاريخيه للراحل الكاتب الكبير خيرى شلبى وفى نفس الوقت القراءة كانت لنا منفذ لاننا يمكننا ان نقرأ الكتاب لكن فكرة المناقشه نفسها تجعلنا نقوم بعمل مراجعة اهم ولذلك قمنا بعمل مراجعه للتاريخ وللوقائع واقمت مقارنات بين كل من كتبوا التاريخ على اختلاف اشكالهم منهم فرنسيين كثيرين ومنهم الجبرتى و مصطفى صادق الرافعى وكانت الوقائع التاريخيه يتم التحقيق فيها من اكثر من مرجع وهذا قدم لى ضمانا وحالة حماية بمعنى ان التاريخ لابد ان نقرائها بعيون من قرأوه ورصدوه لان جزء كبير من التاريخ الذى عاشه الفرنسيين كان يقوم على تسجيل كل صغيره وكبيره فى حياة الشعب المصرى فى هذا الوقت ، بمعنى اننا حتى فيما يتعلق بالحرفين والبشر والبحاره وانواع الاسماك فيها أقاموامسحا كاملا لكل نواحى الحياه ومنهم من يكتبوا مذكراته او من القاده العسكريين فهى ماده مهمه جدا ، ايضا اهميه المراجع تعود الى وجود وقعه كتبها الجبرتى متعلقه بمحمد كريم بخصوص اعدامه وقال فيها الجبرتى ان كريم فرضت عليه ديه للعفو من الاعدام وترتب على ذلك ان التأريخ قال ان كريم قال " اغيثونى يامسلمين" ساعدونى فلم يدفع له احد اى فديه، هذه روايه لكنى لم استند لها لسبب لان الفرنسويين قالوا ان الجببرتى رفض يدفع وقالوا على لسانه الجمله الشهيره اذا كان مكتوب لى الموت فلن تنفعنى ديه انا اخذت وجهه النظر لان كريم عدو بالنسبه للفرنسويين وبالتالى فى هذه اللحظه من المنطقى ان نأخذ وجهه النظر الخاصه بالعدو ، فهنا واثناء قراتى لكل هذه المراجع لابد ان اقدم قراءات واستنتاجات واستخلص منها اشياء وانا مضطره ان اتعامل مع التاريخ الموجود بالكتب وتحويله لدراما لها شروط واليات معينه فى التعامل فكانت وجهه النظر الاساسيه بالنسبه لى كيف اقدم كشف للواقع المصرى من خلال تشريح الشخصيات التى كانت موجوده من علماء لشيوخ لاتراك لمماليك وبالتالى انتهت الحمله وكأنها ليست تاريخ لكنها وصفت الشخصيات من لحم ودم وكأنها واقع مكتوب خلقت منها تفاصيل واضحه وخلق المناخ الذى يقول الجمهور اننا خلقنا.
أما عن اختيار الديكور والملابس فقالت أنا احترم التخصصات لذلك استعنت بصانعيها وكانوا مميزين فيها فلم يكن لدى تلك الرفاهيه التى يمكن ان اتدخل فيها وسهى حجى مسئوله الملابس اختارت ببراعه قويه جدا حتى اصغر التفاصيل ، حتى فى شكل الوشاح الفرنساوى دقيقه
واضافت شلبى انها اضطرت لحذف مشاهد معينه لانها لاتتناسب مع الفتره الزمنيه التى نعيش فيها وزمن التصوير كان ضئيل جدا حتى تخرج الحمله كلها فى خمسه اشهر تصوير ،وبالتالى نحن تحت ضغط ضخم وبالتالى هناك مسئوليات نحذفها وفقا لمنهج وطريقه حتى لا تؤثر على اشيا اخرى ،
اختتمت حديثها انها لم تجد أى صعوبه فى كتابه المسلسل لانها كتبته فى 9 اشهر وظلت تعدل فيه حتى عام ونصف مع نهايه تصوير المسلسل الذى تكلفت ميزانيته 70 مليون جنيه وتم تصويره كله فى القاهره .
بعد "مارلون براند" و"باتريس شيرو" من سيكون نابليون فى "سره باتع"
المخرج خالد يوسف يدخل الى عالم الحملة الفرنسية بقصة سره الباتع للأديب يوسف ادريس التى قرر تحويلها الى مسلسل تليفزيونى، وتدور أحداثه في ريف مصر وتحديدا في محافظة المنوفية أثناء الحملة الفرنسية من خلال قصة شاب قتل أحد جنود الحملة الفرنسية، فيكلف نابليون بونابرت جيشه بالبحث عن هذا الشاب الذي يتميز بوجود وشم لعصفورة على وجهه، وفي يده أربعة أصابع فقط، وعندما يختبئ بقرية يقوم شبابها بقطع أصبع من أيديهم، ويرسمون الوشم نفسه على وجوههم؛ حتى لا يتعرف عليه جنود الجيش الفرنسي..المسلسل يكتب له السيناريو والحوار محفوظ عبد الرحمن ومرشحة للبطولة لطيفة ,وحتى الان لانعرف كيف ستطرح شخصية نابليون المثيرة للجدال وتحتاج العديد من الاعمال الفنية وخاصة فى الفترة التى تواجد فيه فى مصر ورغم وجود العديد من الاعمال الدرامية والوثائقبة التى تكلمت عنه الا ان هناك مناطق عديدة لا نعرفها حتى الان ومن اهم الافلام التىاقتربت منه فيلم أمريكى «ديزيريه» بطولة مارلون براندو وإنتاج 1954، وفيلم"وداعا بونابرت" بطولة ميشيل بيكولى وإنتاج 1985،وقام بدور نابليون باتريس شيرو، الممثل والمخرج السينمائي والمسرحي الفرنسي وهناك مسلسل أمريكى فرنسى "نابليون وجوزيفين" بطولة جاكلين بيسيه وإنتاج 1987
وفى مسلسل نابليون والمحروسة لعب الممثل الفرنسى جريجوار كولين دور نابليون بونابرت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.