محمد حافظ دياب، واحد من أهم النقاد والمفكرين فى القرن العشرين، وأحد أبرز علماء الاجتماع فى العالم العربي، قدم للمكتبة العربية أكثر من 50 كتابًا فى الدراسات الأنثروبولوجية بفروعها المختلفة، عمل أستاذًا غير متفرغ للأنثروبولوجيا بكلية الآداب جامعة بنها، حصل على درجة الدكتوراه فى الاجتماع جامعة القاهرة عام 1980 عن حياة المهاجرين الجزائريين فى مدينة مرسيليا الفرنسية. عمل بجامعة عنابة«الجزائر» وجامعة الرياض «السعودية» وجامعة ناصر «ليبيا»، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه فى الأنثروبولوجيا والفولكلور وعلم الاجتماع. قال عن التراث: «يتم وصم التراث الشعبي، لدى قطاعات واسعة من المثقفين العرب، بالمحدودية والتخلف، باعتباره أيديولوجية غيبية، تضبط أوتار السلوك الفردي والجمعي ضبطًا محكمًا بعيدًا عن روح العلم، مما يشكل، في نظرها، عائقًا أمام التقدم، نظرًا لأن القيم والتقاليد التي يحملها تتعارض مع الحداثة والعصرنة، بما يوجب القطيعة معه. ولد دياب فى 3 يناير عام 1938 بقرية منية سمنود مركز أجا محافظة الدقهلية، جاء الكثير من أفكاره مُكافحا للأفكار الظلامية المتطرفة، ففي كتابه «سيد قطب.. الخطاب والأيديولوجيا» قام بمساءلة الخطاب القطبي، والكشف عن لغته وحيدة البعد والاتجاه، التى تستبعد مفرداتها وتراكيبها كافة الأفكار والمفاهيم التى كرسها تراث الاجتهاد، موضحًا أنه بإزاء خطاب مغلق فى مستوى بنيته ودلالته وتداوله؛ رغم اعتباره كتابه مجرد محاولة منهجية، قد تساعد على تأسيس سوسيولوجيا الخطاب الإسلامي، فى اتخاذها من الخطاب القطبى مادة لها، فحاول الإحاطة بمكوناته، ومساءلته عن مراميه، لتحقيق غرضين، أولهما مباشر وصريح، وهو دراسة الخطاب القطبي، والثانى يقصد الشمولية والضمنية، ويعنى بالمساهمة فى تطوير مدخل تحليل سوسيولوجي، ذى كفاءة على دراسة الخطاب الإسلامي، من خلال أحد نماذجه.