في يوم 28 مارس 2010 كتبت مقالا ًصحفياِ نشرته بعض المواقع الإلكترونية أدعو فيه إلى تأسيس مجلس وحدة للكنائس المصرية، وكان المقال بعنوان "دعوة لتأسيس مجلس وحدة محلي للكنائس بمصر"، وقد لاقت الدعوة ردود أفعال إيجابية غير متوقعة وسطها وسط مخاوف من عدم تنفيذها، واتذكر أن الدكتور القس الفريد صمويل علق على المقال وقتها بقوله " أن فكرة مجلس للوحدة مطلب كل المخلصين المحبين وأنا أؤيدها "، كما رحب القس رفعت فكري "راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا بالفكرة وقتها متنمنيا سرعة تحقيقها على ارض الواقع وقال: إن تأسيس هذا المجلس له ما يبرِّره في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها الأقباط في "مصر"، والتي تتطلب تكاتف كل الطوائف المسيحية في وحدة واحدة؛ للتنديد بمعاناة المسيحيين في "مصر" والشرق الأوسط، وطرح الرؤى والحلول للمشكلات التي يعانونها، مؤكدا أن هذا المجلس سيصب في صالح مصر كلها وليس في صالح الأقباط فقط حال تحقيق الفكرة "، وبعد ذلك وصلت الفكرة إلى البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث ووعد بدراستها، وفي النهاية توجت بتأسيس" مجلس كنائس مصر "، والحق أقول إن الوحدة بين الكنائس المصرية كانت حلما، وتأسيس مجلس كنائس مصر خطوة جيدة على الطريق الصحيح، كان مسيحيو مصر يتعطشون إليها لتحقيق قول السيد المسيح له كل المجد " "أيها الآب القدوس، أحفظهم في اسمك الذين أعطيتني ليكونوا واحدًا كما نحن " ( يوحنا 17: 11 )، فالوحدة بين الكنائس مطلب كتابي وليس نوعا من الترف أو الرفاهية وأي محاولات لاعاقة وعرقلة هذه الوحدة هي محاولات ضالة لا تتفق مع تعاليم المسيح ومحبته وطهارته ولا تتفق مع تعاليم الانجيل المقدس، ولكي نكون أكثر صراحة يمكن القول بأن بعض رجال الدين من بعض الطوائف المسيحية كانوا يذكون هذه التفرقة ويعرقلون هذه الوحدة ويؤججون مشاعر اتباع طوائفهم حيال الطوائف الأخرى، ووصل الأمر إلى تكفير بعض الطوائف للطوائف الاخرى وإخراجها من الإيمان المسيحي برمته وحرمانها من دخول السماء على الملأ، في تحدى صارخ لتعاليم المسيح والإنجيل، كما أن المسيحية لا يوجد بها أساسا تكفير!، كما رأينا وسمعنا عن توجس بعض الطوائف من غزو طائفة للأخرى وكأن الطائفة الأخرى خارجة عن الإيمان ولا يجب التعامل معها واعتبار التعامل معها استنادا إلى الطائفة التي تنتمي إليها نوعا من الجرم في حق المسيحية والعقيدة، ويمكنني القول أن حالة التشتت والتشرزم والانغلاق والتوجس المتبادل بين الطوائف كان أمرا كارثيا وكانت تداعياته ستلحق ليس بالمسيحيين على اختلاف طوائفهم فقط بل بالوطن، كما أن اللقاءات التي كانت تتم بين القادة الدينيين من الطوائف المسيحية كانت لقاءات بروتوكولية وندوات للشو الإعلامي بل وأنني وصفتها بأنها أشبه باللقاءات التي كانت تتم بين رجال الدين الإسلامي والمسيحي عقب حوادث الفتنة الطائفية التي كان يتم فيها التقاء العمائم السوداء بالبيضاء وتبويس اللحى وبعد أن تنفض هذه اللقاءات تظل حوادث الفتنة كما هي لأننا لم نقدم علاجا جذريا لها بعيدا عن المسكنات وعلاج النتائج دون الأسباب، والسؤال هنا: ماذا قدم مجلس كنائس مصر" وقياداته للوحدة بين الكنائس؟ وهنا يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا لنقول أن هذا المجلس لم يحقق الوحدة المطلوبة والمرجوة بين الكنائس حتى هذه اللحظة، بل اقتصر دور قياداته وأعضاؤه على اجتماعات موسمية وبيانات تصدر من وقت لآخر عقب أحداث سياسية أو حوادث تطول الأقباط في مصر، ونحن نقدر الجهود والتصريحات الجريئة للبابا تواضروس الثاني ورؤساء الطوائف المسيحية في مسار دعم الوحدة بين الكنائس المصرية وهي وحدة لم تتحق على فكرة للآن وتحتاج جهود جبارة ومخلصة ومنظومة لكي تتحقق على الأرض حتى تنتقل الفكرة من القمة إلى القاعدة من أبناء الطوائف المسيحية ولكي تتحقق الوحدة يجب أن نراعي أو نتبع عدة خطوات مهمة وهي: 1 أن نحدد تعريفا للوحدة بين الكنائس واتحدى أن كان حد فاهم للآن يعني وحدة بين الكنائس ! حيث يجب أن نعرف جميعا أن الوحدة بين الطوائف أو الكنائس ليس معناها أن تكون الطوائف متطابقة في كل شيء أو نسخة طبقة الاصل من الطائفة الاخرى، بل أن الوحدة تعني اننا نتوحد على الثوابت الإيمانية المشتركة التي تجمع بين الطوائف المسيحية الممثلة في مجلس كنائس مصر، فكلنا كطوائف مسيحية ما يجمعنا أكثر ما يفرقنا، فكل الطوائف تؤمن بميلاد المسيح والتجسد والصلب والفداء والقيامة والدينوية، كما أنه يجب أيضا أن تحترم كل طائفة الاختلافات التي تؤمن بها الطائفة الاخرى فلا يجب أن تعيقنا الفرعيات عن الثوابت والأساسيات الإيمانية 2 يجب أن تنتقل هذه الوحدة بمغهومها إلى القاعدة العريضة من اتباع الطوائف المسيحية، لأنه أن ظلت الوحدة منحصرة بين القيادات الدينية فقط فلا يمكن أن نسميها وحدة بل شو أو تمثيلية للوحدة أو وحدة مصطنعة، وبالتالي يجب عقد الندوات والمؤتمرات الدورية لتعريف أتباع الطوائف بمفهوم الوحدة والاستماع إلى أسئلتهم وما يدور في اذهانهم بكل صراحة دون استعلاء طائفة على الأخرى فإن كنا ننظر للمختلفين معتا في الطائفة فكيف نعمق الوحدة على مستوى الوطن كله بكافة معتقداته وأديانه ؟!! 3 طباعة كتيبات أو نشرات دورية تصدر عن مجلس كنائس مصر تشرح مقهوم الوحدة وكيفية التأكيد عليها عن طريق تأسيس مجلس للنشر بمجلس كنائس مصر يكون منوطا بهذا الدور 4 أن لا يكون مجلس كنائس مصر ليس منعزلا عن قضايا الوطن وحقوق المصريين، حيث يجب أن يكون دور المجلس ليس منحصرا في قضايا دينية أو مذهبية فقط،بل يجب أن يشارك هذا المجلس بقياداته واعضاؤه من اتباع الطوائف المختلفة في خدمة مصر وقضاياها ووحدتها وجيشها وشرطتها واقتصادها عبر الرؤى والمبادرات والحملات والمؤتمرات والندوات والرحلات للخارج والمشروعات التنموية التي ستعود بالخير على مصر كلها وأيضا التنديد بالظلم الواقع على أي مصري بغض النظر عن دينه أو معتقده ولا يعتبر هذا تدخلا من المجلس في الشأن السياسي على الإطلاق 5 ادعو إلى احتفالية باسم " يوم الوحدة بين الكناس المصرية" يوم 28 مارس من كل عام وهو يوم انطلاق أول دعوة لتأسيس مجلس وحدة للكنائس بمصر، وهو اليوم الذي اطلقت فيه دعوتي لتأسيس المجلس على أن يدعى فيه كل رؤساء الطوائف ورجال الدين واتباع الطوائف في مصر للتأكيد على الوحدة بين الطوائف المصرية وسبل تعزيزها 6 والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن وضع صلاة قصيرة يتفق عليها كل رؤساء الكنائس للصلاة من أجل الكنائس المصرية ووحدتها وسلامتها يتم تلاوتها أثناء الصلوات في القداسات؟. هل سيتحقق هذا المطلب مستقبلا.