حالة من الكساد الخفي، تسود سوق الإنتاج الموسيقي في مصر بشكل صارخ، وإن كان غير مرئي بوضوح، فعلى الرغم من تعاقد الكثير من النجوم مع شركات الإنتاج، إلا أن ألبوماتهم لم تخرج للنور حتى الآن، بحجة عدم استقرار الأوضاع السياسية في البلاد وهي الحجة التي دائما ما تظهر في الأفق، عندما نسأل عن عدم طرح أية ألبومات جديدة بالأسواق، فالنجوم ينتظرون هدوء الأوضاع، والمنتجون يخشون المغامرة بأموالهم. وإذا أمعنا النظر في حال الغناء، سنجد انقسام السوق ما بين نجوم لا يجدون من ينتج ألبوماتهم، أو يشتري حق الألبوم بعد تسجيله على نفقتهم الخاصة، بسبب شروط مغالى فيها في بنود العقد، أو عدم إقبال شركات الإنتاج عليهم، والأمثلة على ذلك كثيرة فنجد النجم محمد فؤاد وبعد انفصاله عن شركة روتانا عام 2010 لم يتعاقد مع أية شركة، على الرغم من تأكيده دائمًا على أنه معروض عليه أكثر من عرض إنتاج لألبومه المقبل، وأنه لم يحسم الأمر بعد، ولكن في الواقع نجد أن فؤاد انتهى من تسجيل كل أغنيات الألبوم منذ فترة طويلة، ولم يتم الإعلان عن أية شركة سينضم لها. ونفس الأمر تكرر أيضا مع النجمة سميرة سعيد، فبعد انفصالها عن شركة عالم الفن، ومنتج آخر ألبوماتها محسن جابر في 2008، لم يتبين إلى الآن أن هناك جهة ستنتجه، ورغم غيابها عن الساحة الغنائية لمدة 5 سنوات، إلا أنها كانت بين الحين والآخر تعقد جلسات عمل مع بعض الشعراء والملحنين، ويقال أنها اختارت بعض الأغنيات، ولكن حتى الآن لم تخرج هذه الأغنيات للنور. النجم هشام عباس، أيضًا بعدما انفصل عن روتانا بعد آخر ألبوماته “,”ماتبطليش“,” عام 2009، لم يستقر على الشركة التي سينضم إليها، وإن كانت التكهنات تلمح بقرب تعاقده مع شركة نجوم ريكوردز، على ألبومه الجديد المقرر طرحه نهاية العام الجاري. النجمة أنغام، طرحت آخر ألبوماتها مع شركة ذا بازمينت ريكوردز، وبعدها انشغلت بالتحضير لألبومين أحدهما باللهجة الخليجية، والثاني مصري، وأيضا لم تجد عرضًا مميزا لطرح أي منهما. أما نانسي عجرم، التي انتهت من تسجيل جميع أغاني ألبومها، والمنتظر طرحه في عيد الأضحى، لم تحدد إذا كانت ستتعاقد مع شركة أرابيكا ميوزيك على طرحه، أم ستغير دفتها مع هذا الألبوم. كما انتهى إيمان البحر درويش، من ألبومه العاطفي الجديد الذي سيعود به للساحة الغنائية بعد غياب، ولم يجد حتى الآن شركة تشتري حق الألبوم منه، وحالات أخرى كثيرة. أما القسم الثاني من سوق الكاسيت فيشمل المطربين المتعاقدين بالفعل مع شركات إنتاج ويجدون صعوبة في استكمال ألبوماتهم أو في توزيعها، فمثلا نجد خالد سليم، والمتعاقد مع شركة عالم الفن، قد انتهى من تسجيل 7 أغنيات من ألبومه، والذي ينتجه محسن جابر، وحتى الآن لم يستطع استكمال باقي الأغنيات نظرًا لعدم تمكنه من الوصول لجابر للاتفاق على باقي الأغنيات المتبقية وتسجيلها. كما انتهى هيثم شاكر، من ألبومه منذ ما يقرب من عامين، ولكنه لم يسلم الماستر لشركة ميلودي، خاصة وأن الأخيرة ليس لديها ما تعطيه له، أو لغيره من الأسماء، فالقناة لم تعد لها نسبة مشاهدة عالية، كما كان حالها في الماضي، كما أن التوزيع لم يكن جيدا في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل هيثم متخوفًا من طرح الألبوم مع الشركة، وهي نفس المشكلة التي يعاني منها فريق “,”واما“,” والذي انتهى من تسجيل ألبومه من إنتاج شركة كيوب، وحتى الآن لا يجد شركة جيدة لتوزيع الألبوم. وتعطل كل من حسام حبيب، ولؤي، في طرح ألبوماتهما. فنجد أن حسام حبيب، والذي تعاقد مع شركة آر آي، لمالكها ريتشارد الحاج، انتهى من اختيار وتسجيل بعض أغنيات الألبوم، ولكن الحاج يتهرب منه ويرسل بيانات صحفية تارة يزعم تقاعس حسن الشافعي، عن عمله في توزيع الألبوم، وأنه السبب الرئيسي وراء تأخيره، وأخرى يؤكد فيها أنه نظرا للظروف الراهنة، فإن الشركة ستوقف جميع أعمالها حتى استقرار الأوضاع، وطبعا حبيب، هو المتضرر في كل الأحوال، خاصة بعدما تعطل عن طرح أية ألبومات مع شركته السابقة ميلودي. وعلى النقيض، فبعد مشكلات وصلت لساحات المحاكم بين لؤي وريتشارد الحاج، تعاقد لؤي مع مزيكا على إنتاج ألبومه الجديد، ولكن لؤي بطيء جدا في عملية تسجيل الأغنيات، وهو ما سيؤخره كثيرا عن نجوم جيله. وأخيرا نجد أن السوبر ستار عمرو دياب، بطرحه لألبومه الأخير “,”الليلة“,” قد أنهى تعاقده مع شركة روتانا، والتي تشترط في تعاقدها مع أي مطرب أنه لا يجوز له التعاقد مع شركة أخرى أو تجديد التعاقد معها إلا بعد مضي 6 أشهر لتقييم نجاح الألبوم، فهل بعد مرور هذه المدة سيجدد دياب عقده بشروطه الخاصة أم سينتقل بعدها لشركة أخرى.