وجه الكاتب اللاهوتي اليوناني ديمتريوس، الدعوة إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى تبني ثورة كنسية، جاء ذلك في دراسة بعنوان "ثورة الأقباط اللاهوتية إضافة للرصيد الثوري فى مصر "، نشرتها صحيفة "تيبوس" الواسعة الانتشار والمؤثرة فى القرار اللاهوتي فى اليونان فى عددها الأخير، على خلفية دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني فى مصر. وقال "ديمتريوس": "لقد شهدت الساحة المصرية فى تاريخها الطويل تطورات كثيرة أهمها هو ما حدث بعد المجمع المسكونى الرابع فى خلقيدونية عام 451 ميلادية من انفصال مأساوي بين الروم والمصريين، ولقد تبع هذا الانفصال أن سار المسيحيون المصريون فى طريق خاص بهم واشتهروا تاريخيًا بلقب "أقباط"، لقد أدت عزلة الأقباط عن المسيرة اللاهوتية للكنيسة الجامعة خلال عقود إلى تغلغل البروتستانتية فى الفكر المسيحي القبطي وخاصة فى القرون الأخيرة ". وأضاف: "اليوم نرى أن البطريرك الحالي للأقباط "تواضروس" ينظر بعين الاهتمام إلى اللاهوتيين السابق ذكرهم كما قام بتعيين المعتدلين منهم فى كليات اللاهوت القبطية، ولكن السؤال ما هى أهمية ذلك كله للأرثوذكسية؟ الأهمية تعود إلى أن أولئك اللاهوتيون فى معظمهم ينتمون إلى طبقة "المتعلمين" اليونانية لغة وثقافة وهذا يظهر فى كتاباتهم وفى مراجعهم أضف إلى ذلك أنهم يستخدمون فى كتاباتهم آباء عاشوا وكتبوا بعد مجمع خلقيدونية 451، مثل يوحنا الدمشقى وأغريغورويس بالاماس وغيرهم من القدامى والمحدثين". وقال ديمتريوس: "نرى أنه من الواجب على الكنيسة الأرثوذكسية أن تقوم بتشجيع هذا التيار الثوري اللاهوتي بدلا من جريها وراء المسكونية المصطنعة والتلفيقية والصلوات مع غير الأرثوذكس لأن هذا التيار الآبائى لن يعود للأرثوذكسية فى ظل هذه المسكونية المصطنعة بل أن الاهتمام الحقيقي به والدعم الفعال سيعطى الفرصة للتأكيد أن الأرثوذكسية هى ميناء الأمان الذى يجب أن ترسى عليه سفنهم الهائمة على وجهها وسط أمواج العالم واضطرابات الشرق، وأن كون هذه الحفنة من اللاهوتيين الأقباط يعرفون اللغة والثقافة اليونانية فهم يمثلون فرصة ذهبية أمام الكنيسة اليونانية لكى تدعم دورها النهضوي والعلمي واللاهوتي وجضورها الثقافي فى الشرق مع باقى الكنائس الأرثوذكسية فى المسكونة ". ومن جهته، قال الأب د. أثناسيوس حنين راعي كنيسة الروم الأرثوذكس، الذي ترجم الدراسة : "إذا علمنا أن هذه الجريدة كانت قد اعتادت على مهاجمة ونقد وتفنيد كل ما هو غير "أرثوذكسي بيزنطي"، كما اعتادت على انتقاد الحوارات اللاهوتية، واعتادت على مهاجمة وتفنيد المسكونية المعاصرة التلفيقية والتوفيقية وغير المتجذرة فى أعماق التربة الكنسية لعشرين قرن من الفلاحة اللاهوتية، كما لا تتوانى الصحيفة المذكورة من أن تنتقد أكبر الرموز الكنسية في اليونان وخارجها إذا ما لاحظت أدنى تفريط فى استقامة الرأى إذا علمنا هذا كله إلى جانب أن الصحيفة واسعة الانتشار ويكتب فيها كبار اللاهوتيون من لإكليروس وأساتذة لاهوت وتحظى بثقة الآباء الرهبان اللاهوتيين فى الجبل المقدس أثوس، نقول إذا علمنا هذا كله، سنفهم أن هذا المقال حتى لو تباينت فيه الآراء داخليًا فى وسط الإقباط إلا أنه يمثل فى رأينا المتواضع بادرة خير كفيلة بأن تجدد صورة مصر الثقافية والدولية بصفة عامة وصورة الكنيسة القبطية فى الأوساط اللاهوتية اليونانية وخارجها بصفة خاصة.