فرعون مصرى هبط أرض البرتغال بعيدًا عن الصخب الإعلامى وأعين ناديه السابق وجماهيره، وأصبح بين ليلة وضحاها نجما لامعا وهدافا قديرا فى الدورى البرتغالى، لم يمنحه أحد حقه، ولم تسلط عليه الأضواء ولم يتحدث أحد عنه، حتى شعر المصريون بالخجل من إشادة الإعلام البرتغالى بالفرعون المصرى المجهول حتى أصبح علما وهدافا قديرا ولاعبا كبيرا. أحمد حسن كوكا.. أحد النجوم المصرية التى لمعت فى سماء القارة العجوز، بعد منافسته كبار مهاجمى «البيريميرا ليج»، رفع كوكا لواء المصريين فى البرتغال، ليكرر نجاح عبدالستار صبرى فى التسعينات مع بنفيكا، واستطاع الفرعون المهاجر، أن يرسم الجانب المشرق لتجربة المصريين فى الدورى البرتغال، خاصة بعد فشل «أتوبيس» اللاعبين المصريين فى برازيل أوروبا، خلال الموسمين الماضيين، الذين يأتى فى مقدمتهم محمود عبدالرازق شيكابالا، ورامى ربيعة مع سبورتنج لشبونة ومحمد إبراهيم مع ماريتيمو، وصالح جمعة ومحمود عزت وعلى فتحى مع ماديرا. ولد أحمد حسن محمد محجوب الشهير ب«كوكا»، فى 5 مارس 1993، ولعب للنادى الأهلى وهو فى عمر ال7 سنوات بعدما رأى والده أنه يمتلك الموهبة، وقبله المدرب بدر رجب لاعبًا فى صفوف النادى، كما أن له شقيقا يدعى مصطفى لعب معه فى ناشئى الأهلى قبل أن ينتقل إلى إنبى، وسبق له اللعب فى صفوف جولديمار البرتغالى، دورى الدرجة الثالثة، قبل أن يعود إلى مصر منضما لطلائع الجيش. شارك «كوكا» مع فريق الأهلى 17 عاما تحت قيادة سمير كمونة والمنتخب الوطنى مع ربيع ياسين وانتقل إلى صفوف ريو آفى البرتغالى فى ديسمبر 2011 بعدما لم يعرض عليه الأهلى عقدًا احترافيًا. وعن واقعة رحيله عن الأهلى أكد كوكا: أنا تحت أمر النادى الأهلى فى أى وقت، فأنا أرتبط بعلاقة حب مع النادى استمرت 12 عامًا، ولم أهرب من النادى بل رحلت بحثًا عن المشاركة الأساسية وخوض تجربة الاحتراف. الانطلاقة».. رايو آفى دافع عن فريق الشباب فى رايو آفى بموسمه الأول فى البرتغال، قبل أن يصعد إلى الفريق الأول فى بداية موسم 2012-2013، وأحرز أول أهدافه مع الفريق البرتغالى بشباك باكوس فيريرا فى سبتمبر 2012، وشارك فى هذه المباراة كبديل فى الشوط الثانى وكانت ثالث مشاركاته مع الفريق الأول، ليظهر بشكل قوى للغاية مع فريقه وأصبح محط اهتمام العديد من الأندية حتى استقر به الحال فى سبورتنج براجا، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية. وكان كوكا على مقربة من الانضمام لصفوف بنفيكا البرتغالى، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، إلا أن نادى النسور لم يكمل تعاقده مع نجم الفراعنة بحجة فشله فى اجتياز الكشف الطبى، ومعاناته من مشاكل فى القلب، ليرد كوكا على هذه الادعاءات ويتألق بقميص براجا. وأثبت كوكا قدرته على قيادة هجوم براجا، وسجل 6 أهداف فى بطولة الدورى البرتغالى حتى الآن، كما أحرز هدفين فى بطولة الدورى الأوروبى، وساهم بشكل كبير فى تأهل فريقه لدور ال32 ببطولة يوروباليج.، ليخطف أنظار كبار الأندية الأوروبية من جديد خاصة فى الدورى الإنجليزى والإيطالى. وارتفعت قيمة اللاعب السوقية بشكل قوى للغاية، منذ رحيله عن الأهلى وانتقاله إلى الدورى البرتغالى، حيث كانت قيمته فى عام 2011 تصل إلى 35 ألف جنيه إسترلينى حتى وصلت إلى 3 ملايين و360 ألف جنيه إسترلينى بعد تألقه بقميص فريقه الجديد منذ الصيف الماضى. لم يحصل اللاعب على القدر الكافى من الاهتمام سوى بعد تسجيله هدفين فى مباراة المنتخب الودية أمام زامبيا، وعاد لينطفئ مرة أخرى، وبدأ الجميع فى متابعته بعد تسجيله هدفًا رائعًا مع براجا فى بطولة الدورى الأوروبى بشباك مارسيليا الفرنسى فى الوقت الذى توفى فيه والده ليبدأ الإعلام فى إبراز إنجاز اللاعب، بعد أن ظلم على الجانب الإعلامى كثيرًا. تأبين والده فى ملاعب القارة العجوز تناسى كوكا أحزانه عقب وفاة والده، وهز شباك مارسيليا فى الدورى الأوروبى، بعد يوم واحد من تلقيه نبأ الوفاة، وأشاد باولو فونسيكا مدرب براجا بقوة شخصية لاعب الأهلى السابق وقال فى تصريحاته عقب المباراة: «كما يعلم الجميع والد كوكا توفى أمس، كنتُ قادرًا على عدم إشراكه، لكنى قررت أن يكون ضمن تشكيل الفريق فى المباراة». وأضاف: «كوكا كان محظوظًا بإحرازه هدفًا وفوز الفريق بالمباراة، ليس من السهل على لاعب فى سن كوكا الذى يبلغ من العمر 21 عامًا أن يلعب فى هذه الظروف، لكنه تمكن من تعدى هذه الكبوة، أهدى هذا النصر له ولجماهير الفريق». الصحف العالمية تتغنى ب«الفرعون» منحت صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية، نجم المنتخب الوطنى، لقب أفضل مهاجم إفريقى فى الدوريات الأوروبية خلال الأسبوع الأخير، بعد أن قاد كوكا فريقه لسحق رايو آفى، بنتيجة 5 / 1، فى المباراة التى أقيمت ضمن فعاليات الجولة ال19 من عمر مسابقة الدورى البرتغالى، ليجبر الصحيفة على منحه لقب الأفضل. ونصبت الصحيفة كوكا على عرش مهاجمى إفريقيا، متفوقًا على كل من النيجيرى أوديون إيجالو (واتفورد الإنجليزى)، النيجيرى جيرى مباكوجو (كاربى الإيطالى)، البنينى فريديريك جونونجبى (فيستيرلو البلجيكى)، والجزائرى رياض محرز (ليستر سيتى الإنجليزى).