المتهم: سرقته منذ فترة.. وقتلته بعد إدمان المخدرات.. وأخذت 6 آلاف جنيه وتليفونه المحمول بعد حرق جثته داخل الحجرة لم يكن على خلاف مع أحد، فالجميع يحبونه، بحكم عمله كمدير لواحدة من المقاهى المعروفة فى منطقته، فالرجل صاحب ال80 عاما، كان ينهى عمله يوميا ويصعد إلى منزله الصغير الذى يعيش فيه بمفرده بعد وفاة زوجته دون أن يتورط فى مشاجرات أو نزاع لأعوام طويلة قضاها فى منطقة الدرب الأحمر. «عبدالسميع. ا.ل»، عاش حياة هادئة إلى أن لاحظ سكان الشقة المجاورة له أن هناك رائحة دخان تخرج من منزله، فأسرعوا إلى هناك وكسروا الباب فوجدوا نيرانا تخرج من غرفته، حاولوا السيطرة عليها، لكن دون جدوى، إذ التهمت كل شيء بالغرفة، وبعد ساعة تمكنوا من إطفاء النيران، ليجدوا جثة المجنى عليه تفحمت بالكامل، فأبلغوا الشرطة بالواقعة، وحرر محضر على اعتبار أن الواقعة حريق، وأن المجنى عليه لقى مصرعه داخل الغرفة دون أى شبهة جنائية، ولم يخطر ببال أحد أن الحادث مدبر، إلا أن تحريات المباحث أكدت أن هناك شبهة جنائية فى مصرع المجنى عليه، وأن الحادث لم يكن قضاء وقدر، خاصة بعد وصولهم لمعلومات تفيد بأن حفيد المجنى عليه «حسن. س. ع. ال» 23 عاما، قد سرق جده من قبل. وبعد تكثيف الجهود، تبين أن حفيد المجنى عليه هو من ارتكب الواقعة، وعلى الفور تم ضبطه. وقال المتهم ل«البوابة»: «ولعت فى الملاية والسرير عشان محدش ياخذ باله أن جدى مقتول، ومكنتش أعرف أن سرقتى له زمان هى اللى هتكشفنى»، بهذه الكلمات سرد المتهم تفاصيل الوقعة البشعة التى ارتكابها فى حق جده المسن. ويضيف: «منذ فترة كنت أعيش بصحبة عائلتى فى منطقة البساتين، لكن اختلف الوضع بعد ذلك وقرروا الانتقال لى منطقة الدرب الأحمر، خاصة بعد أن توفيت جدتى، ليتمكنوا من رعاية جدى المسن، وكان جدى يمتلك مقهى بالقرب من السكن الذى نعيش فيه، يمكث فيه بالساعات ويباشر العمل بنفسه، ومرت الأيام وأصبح العمل متعبا بالنسبة لجدى، فطلب والدى منى مباشرة أعمال المقهى بدلا منه، فوافقت، ومنذ اليوم الأول لاحظت أن المقهى يكسب الكثير من النقود، فبدأت احتفظ بجزء منها قبل أن أسلمها لجدى الذى لاحظ بعد فترة أننى استغل غيابه، وأخذ بعض المبالغ واتهمنى بالسرقة، وطلب منى ترك العمل، وكان له ما أراد، فوجدت نفسى بعدها بدون عمل، لذلك بدأت أبحث عن بديل حتى وجدت إعلانا لأحد المطاعم يطلب عمالا، تقدمت لهم واستلمت وظيفتى، وهناك تعرفت بأحد الأشخاص ويدعى «محمد. ال»، ونشأت بيننا صداقة قوية وأصبحنا نخرج سويا، ونسهر لفترات طويلة على المقاهى، ومع مرور الوقت عرفنى على بعض الأصدقاء وكنا نتناول المواد المخدرة سويا، وبعدها بدأت التجارة فى الحشيش». وتابع: «لم يعد المال كافيا لشراء المخدرات أو الإنفاق على نفسى، فحاولت أن أجد طريقا أتمكن من خلاله من زيادة الدخل، فتحدثت مع صديقى ولم نجد سبيلا لذلك، وأثناء الحديث معه سيطر الشيطان على علقى وجعلنى أفكر فى سرقة جدى، ووجدت أن الأمر سيكون سهلا خاصة أننى عملت معه لفترة وأعرف ما يفعله فى اليوم كله، فقررت أن أذهب إليه وأطلب منه أن يعفو عنى بشأن موضوع السرقة، وفرح كثيرا، وكانت هذه أولى الخطوات التى وضعتها لتنفيذ خطتى، بعد ذلك اتفقت مع صديقى على أن يراقب كل تحركات جدى، وأخبرته أنه يضع مفتاح شقته فى صندوق صغير موجود أعلى الكرسى الذى يجلس عليه فى المقهى، وطلبت منه أن يحصل عليه لنتمكن من استخراج نسخة تساعدنا فى التسلل إلى الشقة، ومرت الأيام، لكن لم يتمكن من فعل ذلك لأن جدى لا يترك مكانه فى المقهى كثيرا، وعندما وجدنا أن الأمر صعبا، أكد صديقى أنه سيتعقبه حتى يدخل شقته، وبعد ذلك يستغل نومه ويقوم بسرقته». واستطرد: «فى يوم الواقعة، تتبع صديقى جدى حتى وصل إلى شقته، وبمجرد دخوله دفعه ليسقط على الأرض، ثم خنقته أنا حتى فارق الحياة ووضعناه داخل غرفة نومه، وسرقنا مبلغ مالى 6 آلاف جنيه، وهاتف محمول، ولكى لا يكتشف أحد واقعة السرقة والقتل، أشعلت النيران فى ملاية السرير، وتمكنا من الهرب». كان الرائد خالد سيف، رئيس مباحث قسم شرطة الدرب الأحمر، قد تلقى بلاغا من بعض الأهالى يفيد باندلاع حريق فى إحدى الشقق السكنية، وعلى الفور انتقل ضباط القسم إلى مكان الواقعة، وبالفحص تبين نشوب حريق فى غرفة نوم المجنى عليه «عبدالسميع. ال. ال»، 80 عاما، صاحب مقهى، والتهم الحريق كل محتوياتها بالإضافة إلى تفحم جثته. وتبين أن الحادث طبيعى ولم يكن هناك شبهة جنائية، خاصة بعد أن أكد سكان العقار أنهم كسروا باب الشقة ليجدوا جثة المجنى عليه، وأثناء عمل التحريات وردت معلومات إلى ضباط القسم تفيد بأن حفيد المجنى عليه «حسن. س. ع. ال» 23، عامل بمطعم، وراء ارتكاب الواقعة، وعلى الفور تم تكثيف الجهود ووضع خطة أمنية تتمثل فى رصد تحركات المتهم وتمكن النقيب «أمير العشماوى»، معاون مباحث القسم من ضبط المتهم وجار سرعة ضبط وإحضار صديقه. وبمواجهته اعترف بأنه اشترك مع صديقه «محمد. ال» واستغل تواجد جده بمفرده فى الشقة واقتحمها، ثم التعدى عليه وخنقه ليسقط جثة هامدة وتمكنا من سرق مبلغ 6 آلاف جنيه وهاتف محمول وفرا هاربين، وأمر أحمد سلامة وكيل نيابة الدرب الأحمر بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.