يسمى علم الدراسات القبطية ب" قبطولوجيا" Coptology، وهو علم يُدرس في العديد من الجامعات العالمية، ولا يُدرس في أي جامعة مصر كعلم منفصل دون وجود أي مبرر مقنع !! ولعل أول مؤتمر للدراسات القبطية كان في عام 1976م، تحت عنوان "مستقبل الدراسات القبطية" أعقبه تأسيس "الرابطة الدولية للدراسات القبطية". وفى عام 2010 نظمت مكتبة الإسكندرية أكبر مؤتمر دولى للدراسات القبطية، الذي شرفت بحضوره، وشارك فيه نحو 120 باحثا مصريا واجنبيا بعنوان "الحياة في مصر خلال العصر القبطي.. المدن والقرى" وتلاه تأسيس مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية في عام 2013، ويديره الدكتور لؤى محمود سعيد، وهو أول كيان مصري يهتم بالتراث القبطي خارج نطاق الكنائس والأديرة المصرية. ويقوم المركز بجهد مميز في عقد ندوات وإصدار كتيبات تهتم بالتراث القبطى كما أن المركز ينظم "الملتقى الأول لباحثي القبطيات العرب " ى في 13 مارس القادم وهو ذكرى الشهر الذي اعتلى فيه القمص القبطي سرجيوس منبر الجامع الأزهر ثلاث مرات ليلقي خطبا وطنية حماسية في ثورة 1919 ضد الاحتلال الانجليزي. التراث ليس حكرا على لحد لم يعد التراث القبطى شأنا مسيحيا خالصا، وليس حكرا على معهد أو كلية قبطية، ويجب أن تترفع مؤسساتنا القبطية في الحساسية الزائدة نحو أي مؤتمرات أو فعاليات تنظم من جانب أخرين، فالتراث القبطى تراث وهوية لكل المصريين، فهو شأن وطنى يهم جميع المصريين، باعتبار الاقباط جزء أصيل وشريك فاعل في المجتمع المصرى، فالإنسان صديق من يعرف وعدو ما يجهل، ومعرفه تراث وثقافة الآخر تصنع أرضية مشتركة للتفاهم والعيش المشترك. فالشخصة المصرية كما يذكر الراحل الدكتور ميلاد حنا في كتابه البديع "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية"، عبارة عن أعمدة أو رقائق تاريخية تراكمت لدى المصريين وتركت آثارها على الهوية أو الشخصية المصرية فالرقيقة التي تلت الحقبة الفرعونية طويلة المدة لآلاف السنين عميقة الأثر على مصر والعالم، برقيقة أخرى قصيرة الزمن ولكنها تركت بصمتها التاريخية وهى الحقبة المسماة ب"اليونانية- الرومانية" وصولا إلى حقبتى المسيحية القبطية والإسلام المصرى. بجانب ثلاثة أعمدة جغرافية وهى: الوطن العربى والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، ومع كل هذه الأعمدة غيرت مصر لغتها وديانتها ثلاث مرات إلا إن شخصيتها متماسكة لأن جذورها ممتده في التاريخ في إطار من الخصوصية الثقافية. دعوة ونداء اننى أدعو الجامعات المصرية وكليات اللاهوت الانجيلية والكاثوليكية والأسقفية، لتأسيس برامج أو أقسام خاصة بالدراسات القبطية لا تتعلق بالعقيدة أو اللاهوت ولكن للتعريف بالتراث والثقافة القبطية كواحدة من الروافد الرئيسية للثقافة المصرية. والاهتمام بدراسة التراث القبطى من جوانب متعددة مثل: الفن القبطى، اللغة القبطية، التاريخ القبطى، العمارة المسيحية، الأدب القبطى، الموسيقى القبطية من حيث التأثيرات المتبادلة بينها وبين حضارة مصر القديمة والحضارة الإسلامية. وادعو أيضا وزارة التربية والتعليم، إلى تدريس الحقبة القبطية بوازع وطنى وألا تكون مجرد صفحات لا يُمتحن فيها الطلاب. كما اننى ادعو وزارة الآثار، أن تخصص قطاعا بمفرده للآثار القبطية بجانب قطاع آخر للآثار الإسلامية.