تقدم الصيدلي هاني سامح، منسق تمرد الصيادلة، بشكوى إلى رئاسة الوزراء وجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، حملت رقم 487364 ضد بعض قيادات قطاع الصيدلة بوزارة الصحة. وقال "سامح": إن الوزارة أصبحت مرتعًا لأصحاب المصالح من رجال مافيا الدواء وأصحاب الكيانات العملاقة من شركات الدواء وتجارها وأن هؤلاء يتلاعبون بمصالح المريض المصري ويمصون دماءه. وذكر أن اللجنة الاستشارية لوزير الصحة، التي تضم بعض أباطرة الدواء - حسب تعبيره - تتحكم في مجريات الأمور بقطاع الدواء في الوزارة، وتديره لصالح أرباحها، مدللًا على اتهاماته لهذه اللجنة بصدور مقترحات منها لتحجيم شركات التصنيع لدى الغير وإخراجها من السوق عن طريق وضع شروط مالية تعجيزية لترخيصها تكلف عشرات الملايين من الجنيهات. وأوضح أن شركات الدواء المصنعة لدى الغير "التول" هي السند الأول والأخير للمريض المصري البسيط، فبينما نجد أسعار مبالغ فيها للدواء تمنح لرجال مافيا الدواء الأجنبية من الشركات متعددة الجنسيات تصل لعشرات الألوف، كما في حال أدوية الأورام والسوفالدي وغيرها وبنسبة أقل منها بقليل تمنح أسعار مبالغ فيها لرجال مافيا الدواء المحلية من أباطرة وبارونات تجار الدواء أصحاب النفوذ بوزارة الصحة، ونجد في المقابل تربصًا وتعنتًا بالشركات المصنعة لدى الغير مع أنها وفقًا لوزارة الصحة ولمعامل الوزارة وتراخيصها تنتج أدويتها بنفس الجودة والكفاءة بل وتنتجها في مصانع بارونات الدواء ونجد أسعار أدويتها بالكاد تغطي تكاليف الإنتاج وأسعارها لا تتجاوز الجنيهات المعدودة. وذكر سامح، أن السبب الحقيقي للحرب التي يشنها بارونات الدواء ضد شركات التصنيع لدى الغير أنها تمثل تهديدًا حقيقيًا لأرباحهم التي يكتسبوها من دماء المريض المصري وذكر أن هذه الحرب شنتها أيضًا مافيا الدواء العالمية ضد الشركات الهندية وخسرتها لأن الحكومة الهندية والقضاء الهندي تصدى لتلك المواجهة بشجاعة جعلت الهند صيدلية العالم الثالث وأحد أكبر مصدري الدواء في العالم. وأوضح أمثلة تؤكد كلامه، قائلًا: إن سعر دواء بلافيكس لعلاج الجلطات للشركة الأجنبية يصل إلى 210 جنيهات بينما يباع بنفس الجودة والكفاءة والخامة من الشركات المصنعة للغير بسعر خمسة جنيهات فقط مع العلم أن تكلفة المواد الخام وشحنها وتصنيعها لا تتجاوز السبعة جنيهات، وكذلك الدواء كريستور لعلاج الكوليسترول سعره للشركة الأجنبية 224 جنيهًا للعلاج الشهري بينما سعره للشركات المصنعة للغير بنفس الكفاءة لا يتجاوز تسعة جنيهات للعبوة مع العلم أن أسعار المواد الخام لا تكلف سوى قروش معدودة وأن هناك عشرة شركات تنتج الدواء وأسعارها متفاوتة وفقًا لنفوذ كل شركة لدى الوزارة. وتابع: "كذلك المضاد الحيوي تافانيك سعره 85 جنيهًا للشركة الأجنبية بينما هو نفسه بنفس الخامة للشركة المصنعة لدى الغير بسعر تسعة جنيهات فقط ومع العلم أن تكلفة المادة الخامة بحساب سعر الدولار وشحنها لمطار القاهرة هي سبعون قرشًا فقط لا غير، حيث إن المادة الخام تسليم مطار القاهرة سعر الكيلو منها 41 دولارًا، يكفى لإنتاج 400 علبة، بمعنى أن تكلفة العبوة الواحدة هي 70 قرشًا فقط".