فى جريمة بشعة هزت منطقة العمرانية، هشم سائق رأس زميله بسبب التنافس على أولوية تحميل الركاب، حيث نشبت مشاجرة بين القاتل والمجنى عليه، على أثرها سحب المتهم «الكوريك» من سيارته وانهال به ضربًا على رأس زميله وسط ذهول جميع الركاب بالموقف، ثم فر هاربًا، إلا أنه قبل مرور 24 ساعة على الواقعة تمكن رجال المباحث من ضبطه، فيما كان المجنى عليه بين الحياة والموت بعدما نقله الأهالى للمستشفى فى حالة خطيرة. «البوابة» التقت المتهم «رجب. م»، وتحدثت معه عن دوافع ارتكابه الجريمة، وكانت أولى كلماته: «لم أكن أتخيل أبدًا أن تتحول المشاجرة بيننا إلى شروع فى جريمة قتل، لكن الشيطان هو من دفعنى لارتكاب الجريمة. وعن الواقعة قال المتهم: «كنا نقف فى موقف السيارات مثل كل يوم لتحميل الركاب وأجرى على أكل عيشى، وكان من المفترض أن الميكروباص الذى أعمل عليه دوره فى تحميل الركاب، ولكنى فوجئت بقيام المجنى عليه بتحميل الركاب بدلا منى، وذهبت إليه وقلت له لا يحمل الركاب، وأنه دورى أنا، إلا أنه لم ينصت لى، فى أول الأمر اعتقدت أنه سيقف عن تحميل الركاب، ولكن فوجئت بعدم اهتمامه وظل يحمل الركاب». استكمل المتهم حديثه قائلا: «ذهبت إليه لمعاتبته ونشبت بيننا مشادة كلامية، تطورت إلى مشاجرة، وحاول السائقون التدخل لفض النزاع بيننا ولكن فشلوا فى ذلك، خاصة أن المشاجرة تطورت بيننا إلى تشابك، وتبادلنا إطلاق بعض الألفاظ المسيئة، ولم أتمالك أعصابى فوجدت المجنى عليه يقول لى «هحمل قبليك بردو» وظل يتعدى على بالضرب ولم يشعر بخطئه، فجن جنونى ولم أتمالك أعصابى، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أمسك ب«كوريك السيارة»، وانهال به ضربا على رأسه أمام الجميع، ولم يطفئ نارى غير أن رأيته سقط غارقًا فى دمائه، ولذتُ بالفرار، قبل أن يتم إلقاء القبض على». واختتم المتهم حديثه قائلًا: «لم أقصد أن أفعل ذلك ولكن «يا واخد قوتى يا ناوى على موتي» هو اضطرنى لذلك بعدما حاول أن ينط على أكل عيشى، فى أول الأمر ندمت على فعلتى، ولكن بعد ذلك شعرت أننى أخذت حقى منه، ولم أشعر بالندم ولو للحظة واحدة على فعلتى، فهو يستحق الموت، لأنه لم يعطنى حقى». كان مأمور قسم العمرانية قد تلقى بلاغًا من مستشفى «أم المصريين» بوصول سائق مهشم رأسه وبين الحياة والموت، على الفور تم تشكيل قوة من قوات مباحث قسم العمرانية تحت إشراف اللواء «خالد شلبي»، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والمقدم «محمد الشاذلي»، رئيس المباحث، والنقيب «أبوالقاسم الدهشاني»، والنقيب «مصطفى الشريف»، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، والكشف عن هوية المجنى عليه تبين أنه يدعى «ناجح. ش.ا»، 23 عاما، سائق، مقيم بالزهراء، وهناك اشتباه بوجود ارتجاج ونزيف داخلى، وكسر مضاعف فى الجمجمة، وحالته سيئة جدًا وبين الحياة والموت، وبعمل البحث والتحريات اللازمة وسماع أقوال شهود العيان دلت التحريات أن المجنى عليه تشاجر مع أحد سائقى «الميكروباص» فى الموقف على أولوية تحميل الركاب، فتطورت المشاجرة إلى تشابك بالأيدى بين الطرفين، على أثرها ضرب المتهم المجنى عليه ب«الكوريك» على رأسه فسقط غارقا فى دمائه ولاذ المتهم بالفرار هاربًا، فيما نقل الأهالى المجنى عليه إلى المستشفى لتلقى العلاج . وتمكنت الشرطة من تحديد هوية المتهم لملاحقته، وبعد إعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة تم القبض عليه ويدعى «رجب.م.م»، 28 عاما، سائق، ومقيم بالعمرانية، وبمواجهته اعترف بالواقعة، وأقر بضرب المجنى عليه ب«كوريك السيارة» بسبب مشاجرة نشبت بينهما على أولوية تحميل الركاب.