«باركولى أديت اليمين الدستورى بمشاعر مختلطة بين الرهبة والجمال.. فعلا مشهد ليه رهبة وروعة شكرا يا رب واجعلنى يا رب قد المسئولية.. واجلعنى من باعثى الأمل والحياة لكل العالم».. كلمات كتبتها النائبة الدكتوره «جهاد إبراهيم» التى استطاعت أن تتحدى إصابتها بشلل الأطفال وهى فى عامها الأول، وتصل إلى مقعد البرلمان بإرادة الشعب، الذى سبقه نجاحات عديدة فى حياة الفتاة القوية التى حصلت على الدكتوراه من كلية الآداب، بالإضافة إلى حصولها على بطولة الجمهورية فى السباحة لذوى الاحتياجات الخاصة. «يولد النجاح فى أصعب مراحل الفشل، وما أجمل أن تقف صلبًا بعد أن تشعر بآلام السقوط» من أهم المبادئ التى تؤمن بها جهاد إبراهيم ولا تتوقف عن ترديدها، فلم تمنعها الإعاقة من الوقوف صلبة لكى يصبح مقعدها طاقة نور داخل برلمان 2015، «جهاد إبراهيم» تقول إن إصابتها بشلل الأطفال كانت نتيجة خطأ طبى أثناء تلقيها إحدى جرع التطعيم، مؤكدة أن أسرتها دعمتها كثيرًا وتقبلت مرضها برضا تام، وكان هناك حرص من أبويها على أن تحيا ابنتهما حياة طبيعية تنطلق فيها من نجاح إلى آخر. «كان أول سؤال بييجى فى دماغى هو أنا ليه مش زى أى طفلة باقدر أمشى؟ لكن أمى كانت بتجاوبنى بكل بساطة وفطرة: عشان ربنا بيحبك واختارك»... تعتبر جهاد أصعب اللحظات التى مرت بها فى طفولتها حينما كانت تسمع نبضات قلب والدتها السريعة وعدم قدرتها على التنفس أثناء حملها لمسافة كبيرة من البيت إلى المدرسة، وذلك لعدم وجود كرسى متحرك تعتمد عليه ابنة السنوات الخمس فى تحركاتها، ثم جاءت السعادة عندما تلقت هدية من أحد اقاربها «كرسى متحرك» يساعدها على الانطلاق دون أن تشعر بالذنب تجاه والدتها. فقدت الفتاة القادمة من محافظة الشرقية أغلى أحلامها فى الحياة فى أن تكون طبيبة وتتخصص فى مرض شلل الأطفال، لتتمكن من معالجة الأطفال الذين فى مثل حالتها، إذ حصلت فى الثانوية العامة على مجموع لم يؤهلها إلى دخول الكلية التى سينطلق منها حلمها، فتقدمت إلى كلية التربية جامعة عين شمس، فقوبلت بالرفض، لكونها غير لائقة طبيًا، فقررت دخول كلية آداب بنات قسم اجتماع، كانت «جهاد» تعجز فى البداية عن حضور العديد من المحاضرات لعدم استطاعتها الصعود إلى الأدوار العليا، حيث مدرجات الدراسة، حتى جاءت إحدى المشرفات وسألتها عن سبب امتناعها عن حضور المحاضرات، وعندما أخبرتها عن أسبابها قررت المشرفة نقل كل المحاضرات إلى الدور الأرضى، وكانت النتيجة أن تصدرت «جهاد» ترتيب دفعتها خلال السنوات الأربع، وتخرجت فى كلية البنات ليتم تعيينها على الفور معيدة بها. بدأت مسيرة «جهاد» عندما شاهدتها خبيرة ألمانية، وقالت إن جسمها يصلح لكى تكون لاعبة سباحة، فما كان إلا أن أصبحت الفتاة المعاقة بطلة مصر فى هذه الرياضة، وتقول: «أحلم أن أكون أول امرأة معاقة تعبر المانش»، لم تكتف بالنبوغ رياضيًا بل استكملت رحلتها الدراسية، حيث حصلت على العديد من الدورات التدريبية فى مجال التنمية البشرية، وحصلت على شهادة الماجستير فى علم الاجتماع من جامعة عين شمس، وتحلم الدكتوره جهاد إبراهيم بإنشاء مركز عالمى للتنمية البشرية والطاقة لمساعدة كل البشر حول العالم، وتقول: «إنها تدين بالفضل فى النجاح الذى حققته لوالدتها ووالدها الذى حفّظها القرآن الكريم، ولبعض الأساتذة الذين مرت بهم خلال مشوار دراستها». بعد حلف اليمين الدستورى قامت النائبة «جهاد إبراهيم» بالتقاط صورة «سيلفى» داخل البرلمان، وتحدثت على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى عن شعورها أثناء تواجدها تحت قبة «النواب»، ومن ثم فإن الصورة كانت الأعلى مشاركة بين رواد فيسبوك وتويتر، واختارها رواد الموقع الأخير أفضل صورة فى الجلسة الأولى للبرلمان.