منذ توقفت مجلة الفن السابع فى 2001، التى كان يصدرها الممثل محمود حميدة، لم نر من بعدها مجلة أخرى تستطيع الاقتراب من هذه التجربة المهمة فى تاريخ الصحافة السينمائية سوى تجربة مجلة «سينما» التى كان يُصدرها ويرأس تحريرها من باريس الناقد السينمائى السورى قصى درويش. مع بداية 2016 صدرت مجلة جديدة هى مجلة «فرجة» التى يرأس تحريرها إبراهيم عيسى. لا يمكن إنكار أن المجلة من حيث الطباعة جيدة بما يليق بمطبوعة سينمائية، لكن الكارثة تكمن فى المتن الذى تم تقديمه، فليس هناك مقالات نوعية تهتم بصناعة السينما ومشكلاتها، ولا مقالات تحليلية عن الأفلام الجديدة، والمقال النقدى الوحيد يقدم لنا مقارنة بين فيلمين من أفلام الأكشن عرضا منذ عدة أشهر. تحتوى المجلة على حوار مع المنتج محمد العدل عن فيلمه القادم «مولانا»، المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه لإبراهيم عيسى. وكأن هذه المجاملة لا تكفي، فقد احتلت غلاف العدد صورة من «مولانا». أفضل ما فى العدد هو الحوار الطويل الذى أجراه أنس هلال مع المخرج على عبد الخالق، وفيما عدا ذلك لم تُقدم المجلة أى وجبة سينمائية مفيدة. فى نفس السياق صدر العدد الرابع من مجلة «الفيلم» غير الدورية التى يرأس تحريرها الكاتب فتحى إمبابي، وبتأمل العدد الجديد منها نلاحظ أنها أكثر عمقا من حيث المادة المُقدمة، وتناول العديد من الملفات المهمة فى تاريخ صناعة السينما. لهذه المجلة قوام حقيقى وجاد فى تناول السينما وقضاياها المختلفة، وقد احتوى العدد على ملفات من أهمها تيار الواقعية فى السينما العالمية لاسيما السينما الإيطالية.