تعتبر عمليات الهاكرز، وخرق مواقع الانترنت، والحصول على البيانات الخاصة بالمستخدمين من أكثر المشاكل التي تواجه متصفحي الشبكة العنكبوتية فى افريقيا والعالم ، وكشفت شركة /جيمالتو/ Gemalto، الهولندية المتخصصة في مجال الأمن الرقمي – و التى تعمل فى مجال تأمين المعلومات الاليكترونية فى عدد من بلدان افريقيا جنوب الصحراء - عن نتائج مؤشرات خرق البيانات على الانترنت خلال الستة أشهر الأولى من عام 2015 ، مؤكدة حدوث 888 خرقا للبيانات ، والمساس بنحو 246 مليون سجل فى جميع أنحاء العالم ، مقارنة بالنصف الاول من عام 2014. وأوضحت الشركة الهولندية فى أحدث إحصاءاتها ، زيادة خروقات البيانات حول العالم بنسبة بلغت 10% ، فى حين انخفض بنسبة 41% عدد سجلات البيانات المعرضة للخطر خلال الستة الأشهر الاولى من العام الجاري ، وقالت / يمكن أن يرجع هذا الانخفاض على الأرجح إلى تراجع الإنتهاكات الضخمة على نطاق واسع ، والتى و قعت فى قطاع تجارة التجزئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى/ . وعلى الرغم من انخفاض عدد الملفات المعرضة للخطر، استمرت خروقات البيانات الكبيرة لفضح كميات هائلة من المعلومات الشخصية والهويات، وكان الهجوم لسرقة الهوية الخاصة بالتأمين مستمرا ؛ مما عرض 78,8 مليون سجل ، وهو ما يمثل تقريبا نحو ثلث السجلات بنسبة 32% من البيانات الكلية ، فى أكبر ثغرة فى النصف الأول من عام 2015 ، الذى سجل 10 نقاط من حيث الشدة على مؤشر مستوى الخرق للسجلات المسروقة فى الأشهر الستة الأولى. وأوضح التقرير الصادر عن " جيمالتو" الهولندية الرائدة عالميا فى مجال الأمن الرقمى ، أن الإنتهاكات البارزة الأخرى التى شهدتها هذه الفترة ، هي خرق 21 مليون سجل فى مكتب الولاياتالمتحدة لإدارة شؤون الموظفين ، إضافة إلى خرف 50 مليون سجل فى المديرية العامة للسكان وشؤون المواطنة فى تركيا، ونحو 20 مليون سجل فى روسيا ، ليشكلوا فى واقع الأمر ، أكبر 10 خروقات بنسبة إجمالية بلغت 81,4 % من جميع السجلات المعرضة للخطر. وقال نائب الرئيس والرئيس التنفيذى للتكنولوجيا لحماية البيانات فى " جيمالتو"،جيسون هارت، إن ما نراه هو عائد على الاستثمار (ROI) سلبا نتيجة القرصنة و الهجمات المتطورة التى تكشف كما هائلا من السجلات والبيانات، فمجرمو الإنترنت لايزالون يحصول على مجموعة كبيرة من البيانات القيمة للغاية ، فعلى سبيل المثال، يبلغ صافى متوسط خرق البيانات الصحية أكثر من 45 ألف خرق فى النصف الأول من 2015 ، أى بزيادة قدرها 200% ، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى . وتأتى السرقة على الهوية كأحد الأنواع الرئيسية للخرق ، لتمثل 75% من جميع حالات خرق السجلات والأكثر خطورة، أي بنحو 53% للبيانات فى النصف الاول من عام 2015. ومن بين الصناعات، شكلت قطاعات الرعاية الصحية الحكومية فى افريقيا نحو ثلثى سجلات البيانات المعرضة للخطر بنسبة تراوحت ما بين 31 إلى 34 % على التوالى ، على الرغم من أن الرعاية الصحية لا تمثل سوى 21% من مخالفات هذا العام، وبانخفاض من 29% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى. كما شهد قطاع التجزئة انخفاضا كبيرا فى عدد سجلات البيانات المسروقة ، وهو ما يمثل 4% مقابل 38% للفترة نفسها من العام الماضى ، حيث تمثل الولاياتالمتحدة أكبر حصة من إجمالى ثلاثة أرباع خروقات البيانات بنسبة بلغت 76% ، تليها تركيا بنسبة26%. ووفقا " لفوريستر" للأبحاث ، وهى وحدة مستقلة متقدمة فى أبحاث السوق ، أصبح مجرمو الإنترنت أكثر مهارة وتطورا ، فى الوقت الذى تأكلت فيه الضوابط الأمنية القائمة. ويأتى ذلك فى الوقت الذى يتطلب فيه المشهد استمرار التدابير الدفاعية الجديدة ، وفى مقدمتها انتشار استخدام تقنيات تشفير البيانات ، ليصبح هذا النهج الاكثر آمنا وفعالية فى مواكبة مجرمى الإنترنت حول العالم .