لم يتوقع صاحب العشرين ربيعا أنه سيلقى مصرعه بهذه الطريقة البشعة على يد رجل لا تعرف الرحمة طريقا إلى قلبه، فكان كل ذنب المجنى عليه أنه حاول الدفاع عن طفل صغير تعدى عليه المتهم بالضرب المبرح وسط الشارع. الجريمة البشعة شهدت أحداثها مدينة قليوب، عندما نشبت مشاجرة عنيفة بين طالب ومسجل خطر، بسبب تعدى الأخير على طفل لم يتجاوز التاسعة من عمره، وقام بضربه بالحذاء وسط الشارع، وعندما حاول القتيل الدفاع عن الطفل نهره المتهم وتعدى عليه بالسب والضرب، ثم أخرج سلاحا أبيض، وسدد له عدة طعنات نافذة أودت بحياته فى الحال. وتلقى النقيب خالد عبد الستار، معاون مباحث المركز، بلاغا باندلاع مشاجرة عنيفة بين «مصطفى.ا- 20 عاما» طالب بكلية التجارة، والمتهم، بعدما حاول الأول الدفاع عن طفل من بطش المتهم الذى تعدى عليه بالضرب بحذاء فوق رأسه، وعلى الفور انتقل إلى مكان الواقعة فريق من المباحث، وتم ضبط المتهم الذى اعترف بارتكابه للواقعة. «البوابة» التقت المتهم «محمد.أ- 30 عاما» مسجل خطر، الذى أكد أنه تعمد قتل المجنى عليه لأنه تدخل فى ما لا يعنيه، مشيرا إلى أنه لا يعرف القتيل، ولم يسبق له رؤيته من قبل. وعن بداية الواقعة قال المتهم: «كنت أعاقب الطفل الذى يعمل معى بورشة الأحذية على خطأ ارتكبه بعمله، وقتها جاء المجنى عليه، وتعدى على بالضرب، وقال لى إنت ماعندكش رحمة، إزاى تضرب طفل صغير بالوحشية دى، ولكنى نهرته وقلت له لا تتدخل فيما لا يعنيك، ولكن المجنى عليه تعدى على بالضرب وأهاننى أمام الناس، فلم يكن أمامى وقتها سوى ضربه وقتله حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه التقليل من شأنى». وعن شعوره الآن، قال المتهم: «أشعر بأننى أخذت حقى من المجنى عليه، أنا دخلت السجن من قبل، ومعتاد عليه، فمش هتفرق معايا إنى أتسجن تانى، المهم إنى أكون أخذت حقى بإيدى». مختتما: «الطفل تربطنى به صلة قرابة، وكنت أتشاجر معه ليتعلم أصول المهنة، ولكن القتيل تدخل حتى يظهر بصورة الرجل الشجاع الذى دافع عن طفل من بطش رجل لا يعرف الرحمة».