دخلت الطقوس الدينية الموسيقية فى المسيحية منذ القرن الرابع الميلادى بعد انتهاء عصر الاضطهاد الرومانى، واتخذت الترانيم باعتبارها من طقوس العبادة، أشكالًا متعددة، يتنوع الغناء فيها بين الفردى والجماعى والكورس، وأسس آباء الكنيسة نظامًا للطقوس الدينية المؤلفة من الأناشيد فى المناسبات المختلفة طوال السنة. وتتأثر كلمات وموسيقى الأناشيد الدينية بالشعر الغنائى فى العهد القديم أو المزامير، ثم أخذت كل كنيسة تضع موسيقى وأناشيد خاصة بها، وقد هذب البابا جريجورى الأول الموسيقى اللاتينية الكنسية، فأحدث ما عُرف فيما بعد ب«الترانيم الجريجورية» وهى ألحان فى الكتاب المقدس للموسيقى الكنسية اللاتينية، ويرتكز الغناء الجريجورى على ثمانية سلالم موسيقية. وكانت التراتيل الأولى أساسًا للغناء الكنسى الذى شاع فى البلاد المسيحية الأوروبية بواسطة الرهبان المؤمنين اللاتينيين، لكن مع بداية القرن السادس عشر، عانى الغناء الجريجورى الجمود؛ إذ تشوهت الأغانى الكنسية المرافقة للمناسبات الدينية السنوية، ما دفع رؤساء بعض أديرة الرهبان الإيطاليين لتنقيح هذا الغناء ورده إلى أصوله بعد تدوينه. وفى عام 1889 طُبعت المجموعة الغنائية الدينية المقررة، ثم تصنيف الأغانى الكنسية الأصيلة وتوحيدها، وإزالة الشوائب منها، وبدأت إدارة الفاتيكان، منذ عام 1905، طباعة الأغانى المقررة فى الطقوس الدينية، فى مجموعة «منشورات الفاتيكان» ولا يزال هذا التدوين الموسيقى قيد الاستخدام كنسيًا حتى اليوم. واكتسبت ترانيم عيد الميلاد، زخمًا جديدًا مع الإصلاح البروتستانتى فى ألمانيا وشمال أوروبا، وكتب مارتن لوثر الترانيم الخاصة بالميلاد وشجع استخدامها فى الاحتفالات الدينية والاجتماعية، وحفظت الترانيم وانتشرت فى المجتمعات العامة؛ كذلك فإنه يعود لفترة العصور الوسطى المتأخرة تلحين عدد من المزامير المنسوبة للنبى داود، وجعلها خاصة بعيد الميلاد. كما شكل عيد الميلاد على مر العصور، موضوعًا لعدد من الأناشيد والقصائد الملحنة فى الكنيسة والمجتمع، بشكل عام، ويعود لفترة القرون الوسطى نشوء عدد وافر من الأغانى الشعبية والترانيم الكنسيّة الشهيرة عن الميلاد مثلًا الترنيمة اللاتينية «تعال إلى جميع المؤمنين». أما فى مصر، فمع التطور الحالى فى شكل الترانيم من ناحية الموسيقى والكلمات، ومساعدة القنوات الفضائية المسيحية لانتشار تلك الترانيم، بدأ العديد من المهتمين بالموسيقى ودارسيها، فى تطوير الأداء من الشكل الفردى والجماعى المعروف ب«الكورال» إلى شكل فرق حديثة مكونة من أشخاص مُدربين على قواعد الغناء وقادرين على الانتشار والاستمرارية فى الأداء؛ سواء بالعزف على الآلات المختلفة أو بالترنيم، أو بالكتابة والتلحين والمونتاج الموسيقى، أو بالعلاقات العامة والاتفاق مع أماكن للقيام بحفلات روحية بها، بحيث يكون بكل فريق مجموعات، تهدف إلى الاهتمام بانتشار الفريق فى الإعلام المرئى والقنوات الدينية أو وسائل الاتصال المختلفة؛ من إنتاج شرائط كاسيت وأسطوانات، والانتشار عبر المواقع المختلفة، وتسويقها بشكل موسع، منها على سبيل المثال فريق «الحياة الأفضل وأم النور وصوت الراعى والمُخلص والخبر السار».