حذر وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان وذلك خلال زيارة مفاجئة جاءت بعد أيام من إقدام البنتاجون على رسم صورة قاتمة عن تدهور الوضع الأمني هناك. والتقى كارتر بقوات في قاعدة فنتي الأمريكية في شرق أفغانستان قرب مدينة جلال أباد في إقليم ننكرهار حيث يتمركز نحو 600 جندي. وتعتبر قاعدة فنتي مركزا للتدريب والامدادات وجهود مكافحة الإرهاب في شرق أفغانستان. واحتل تنظيم الدولة أجزاء واسعة من العراق وسوريا في الأشهر القليلة الماضية ونفذ هجمات على جنود أفغان في ننكرهار. ويعتبر المسؤولون الأمريكيون أن هذا التنظيم ينافس حركة طالبان في السيطرة على الأراضي وتجنيد الأتباع. وقال كارتر في مؤتمر صحفي بعد لقائه بالقائم بأعمال وزير الدفاع الأفغاني معصوم ستانيكزاي يوم الجمعة "نلاحظ ظهور تجمعات لداعش في أنحاء العالم ومن بينها هنا في أفغانستان.. لكن يمكن ان أقول إننا نتابع هذا التهديد عن كثب." وقال جون كامبل الجنرال في الجيش الأمريكي الذي يقود القوات الدولية في أفغانستان إن داعش قد تكتلت في الأشهر الخمسة أو الستة الأخيرة في إقليمي ننكرهار وكونار وهي تحارب حركة طالبان منذ عدة أشهر. وقدر كارتر وجود ما بين ألف وثلاثة آلاف عضو في تنظيم داعش في أفغانستان وأشار إلى أن وجودهم دفع طالبان إلى اعادة توجيه بعض الموارد بعيدا عن قتال قوات الأمن الأفغانية. وقال كامبل "لا أعتقد أن (التنظيم) يملك الإمكانية للتوجه إلى أوروبا ومهاجمتها أو التوجه إلى بلادنا في هذه المرحلة." وأضاف "لكنهم سيفعلون ذلك اذا تُركوا دون رصد ومتابعة. لقد قالوا إنهم يريدون ذلك." وفي تقرير إلى الكونجرس الأمريكي هذا الأسبوع رسمت وزارة الدفاع (البنتاجون) صورة قاتمة للوضع الأمني في أفغانستان وخلصت إلى أنه منذ بداية العام وحتى منتصف نوفمبر ارتفع عدد الهجمات الكبيرة بنسبة 27 في المئة في العاصمة كابول مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي. كما خلص البنتاجون إلى أن الخسائر في صفوف قوات الأمن والدفاع الوطنية الأفغانية ارتفعت بنسبة 27 في المئة منذ بداية 2015 وحتى منتصف نوفمبر تشرين الثاني مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقال كارتر "إن تقدم طالبان في عدد من المناطق في البلاد حتى لو كان مؤقتا يشير إلى أن هذه المعركة صعبة ولن تنتهي قريبا." في حين اعتبر كامبل أن القوات الأفغانية أبدت قدرة على المواجهة خلال "سنة صعبة للغاية" لكنها تحتاج إلى المساعدة لبعض الوقت. وقال "أعتقد أن أفغانستان ما زالت في حاجة إلى دعمنا ودعم المجتمع الدولي." وفي منتصف أكتوبر تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن خطط لتقليص عدد الجنود الأمريكيين الى قوة صغيرة للحماية في كابول. وقال إنه سيمدد الوجود العسكري في افغانستان عبر الحفاظ على قوة قوامها 9800 شخص معظم عام 2016. وتضطلع القوات الأمريكية بمهام تدريب وتقديم الاستشارات للقوات الأفغانية فضلا عن عمليات مكافحة الإرهاب.