- قاومت ضغوط النظام السابق على القطاع السياحي - 13 دولة رفعت حظر السفر إلى مصر.. ونسعى لجذب السائح العربي واستغلال سياحة الترانزيت - لدينا مليار و250 مليون جنيه في صندوق دعم القطاع السياحي - الصعيد كان الأكثر معاناة منذ 30 يونيو - أطالب منتجي الأفلام المصرية والعالمية بالتصوير في الأماكن السياحية بمصر استضافت، اليوم الثلاثاء، “,”البوابة نيوز“,” هشام زعزوع، وزير السياحة، في ندوة موسعة، بحضور المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقا ومدير مركز الدراسات القانونية، والكاتب الصحفي الكبير مجدي الدقاق، وعماري عبد العظيم رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية، ومحفوظ علي وكيل أول الوزارة رئيس قطاع مكتب الوزير، وتحدث زعزوع إلى أسرة “,”البوابة نيوز“,” حول أوجاع وأحلام وتطلعات السياحة المصرية في المرحلة الحالية والمقبلة. وتحدث زعزوع في بداية الندوة، قائلا: إنه عقب اندلاع ثورة 30 يونيو، كانت هناك صورة غير حقيقية تنقل للخارج عن الأوضاع في مصر، نتج عنه تراجع حاد في الحركة السياحية بنسبة 80% مقارنة بالعام الماضي، وبنسبة أكبر مقارنة بعام 2010؛ حيث كانت مصر تستقبل 15 مليون سائحا في العام، وتراجع العدد عقب الثورة بشكل ملحوظ، ثم واجهنا أزمة حظر السفر إلى مصر عقب الموجة الثانية للثورة، وقال كان علينا بذل مجهود مضاعف لرفع حظر السفر، والتركز على السائح الأوروبي الذي يمثل النسبة الأكبر في الحركة السياحية الوافدة إلينا، ثم يليه السائح العربي الذي يمثل 20% من حجم السياحة الوافدة. وأكمل زعزوع: سافرت لدول إفريقية عديدة، ودعوت وزراء السياحة هناك لزيارة مصر، والتأكد من حالة الأمن بها، واكتشفت أن هناك 360 ألف عابر إفريقي يصلون مطار القاهرة بشكل دوري، فوجهت دعوة ترانزيت لهم لزيارة الأماكن السياحية في العاصمة والجيزة، وقد يكونون هم السياحة المستقبلية، ولدينا خطة لاستقطاب السائح الهندي، فهناك 300 مليون مواطن هندي لديهم مقدرة مالية على السياحة في الخارج ويتوجهون لدبي وماليزيا وتايلاند دون مصر. وأضاف زعزوع وقمت بجولات مكوكية في أوروبا، وكان منظمو الرحلات يسألون دائما عن آخر تطورات الأوضاع في مصر وتحولها نحو الديمقراطية، وكانت اعتراضاتهم تتلخص في أن ما يرونه في وسائل الإعلان من أحداث عنف والقبض على عناصر مشتبه بها، يخالف ما تعلن عنه مصر من أنها تتجه نحو الديمقراطية، فكنا نشرح لهم حقيقة الموقف، ونؤكد أننا نثور ضد الراجعية والظلم ونتجه للحرية والديمقراطية، ثم بدأت بوادر انفراجة برفع بعض الدول للحظر عن مصر، بداية من بلجيكا وصولا لإيرلندا والنمسا، ليصل العدد إلى 13 دولة ما بين رفع الحظر وتخفيفه، فضلا عن محاولاتنا المستمرة لتعظيم وتنمية حركة السياحة. وقال الوزير علينا إدراك أن منحنى السياحة المصرية واجه انخفاضا وتوترا غير مسبوق خلال الفترة الماضية، لكنه بدأ في الارتفاع منذ اليوم الأول لشهر أكتوبر، فاليوم لدينا 1000 سائح في البحر الأحمر، هم باكورة رفع الحظر من ألمانيا، وفي 5 أكتوبر لدينا أول طائرة قادمة من الدنمارك، وبدأت الأمور تتحرك للأفضل، ونراعي بالطبع تعزيز السياحة إلى الصعيد؛ حيث عانى أهله من كساد غير مسبوق. وفي سؤال ل“,”البوابة نيوز“,” حول خطة تنشيط السياحة الداخلية لمعالجة جزء من الخسائر، قال الوزير: طرحنا برنامجا تحت شعار “,”مصر في قلوبنا“,”، لتنشيط الجانب الداخلي، ولم يكن من السهل أن نبدأ تنفيذه بعد 30 يونيو مباشرة، لذا شرعنا في تنفيذه مطلع سبتمبر الماضي، وخفضنا سعر تذاكر الطائرات بنسبة 50% بالمشاركة مع مصر للطيران، وشركة الكرنك الوطنية للسياحة، ونفكر حاليا في استمرار تلك البرامج عن طريق الطيران والقطارات والأوتوبيسات وبرامج للطلبة وغيرها من أشكال تنشيط السياحة الداخلية. وحول عدم إنشاء صندوق وطني لدعم القطاع السياحي في وقت الأزمات، قال زعزوع: إن الدولة كانت تتجه لرفع الدعم عن القطاع ما كان سيسبب أزمة أكبر، ففي العام الماضي وقبل الموازنة الحالية للدولة التي بدأت قبل 30 يونيو، كان الدعم المخصص للطاقة يتعدى 100 مليار جنيه وهو رقم ضخم، فكان مجلس الوزراء يقول لي إن جزءا كبيرا من هذا الدعم يتجه للفنادق والمراكب السياحية، و“,”نحن ندعم السائح وليس المواطن“,”، وطلب المجلس رفع الدعم عن المنشآت والنقل السياحي، فوافقت على الفور لكن بشرط عدم رفع الدعم إلا عقب انتهاء الموسم الصيفي حتى لا تلغى المنشآت ما لديها من حجوزات، كما طلبت تخصيص مبلغ يتم صرفه لمدة 3 سنوات لدعم الفرد تحت عنوان “,”صندوق دعم القطاع السياحي“,” وتمت الموافقة عليه بالفعل وبه الآن مليار و250 مليون جنيه لكن الظروف اختلفت عقب 30 يونيو، فالقطاع في وضع كارثي لذا طلبت توجيه جزء من الصندوق لدعم العاملين بالقطاع، ثم جزء لدعم الصناعة نفسها، لكي نضمن استمرار الحركة السياحية التي تنفق على 4 ملايين عامل وبأسرهم، وقد يصل الرقم إلى 16 مليون. وتحدث زعزوع عن ضرورة تطوير أساليب الدعاية والترويج، متسائلا عن سبب عدم استغلال الأماكن السياحية المصورة في تصوير الأفلام والمسلسلات، مثلما تفعل تركيا التي تجني من وراء ذلك الكثير، وأوضح أن الأفضل لنا إقناع الدولة المصرية بجذب منتجي الأفلام العالميين للتصوير في مصر دون إلزامهم بشروط بيروقراطية تجعلهم يهربون من مصر، مثلما حدث في فيلم إنجليزي عن مصر تم تصويره في الأردن، وكذا على المنتجين المصريين تكثيف التصوير في الأماكن السياحية لبلادنا لمساعدة الوزارة في خططها للترويج. كما طالب زعزوع القنوات التي تضع شعار “,”مصر تحارب الإرهاب“,” باستبداله بعبارة “,”مصر في طريقها إلى الديمقراطية“,” أو “,”مصر الجديدة“,”، والبحث عن شعار إيجابي وليس سلبيا، لينسى العالم المشهد الدموي وأحداث العنف، موضحا أن تحذيرات السفر إلى مصر صدرت سريعا جدا من الدول الأوروبية، وأنا كمواطن وليس كوزير تقديري أن هناك صبغة سياسية في هذا الأمر، كما أن التحذير كان يصدر في السابق للمناطق التي تشهد أحداث عنف وليس البلد كلها، فالدول وضعت اللون الأحمر على خريطة مصر بأكملها، وتمكنها من تغييره إلى اللون البرتقالي والأخضر في بعض الدول. وحول موقف مصر من السياحة الإيرانية قال الوزير: إن مشاعر المصريين اختلفت تجاه السائح الإيراني متجاوزا فكرة أنه يمكنك الاختلاف مع الإدارة السياسية لدولة ما، لكن الشعب لا يمكن تحميله نتيجة أفعال إدارته السياسية، وقال: أنا مستعد للعمل مع أي دولة تحرك السياحة المصرية دون المساس بشأني الداخلي والسياسي، فمثلا في زيارتنا لإيران اشترطنا عدم الاقتراب للأماكن والمزارات الدينية في القاهرة، لكن عقب 30 يونيو قررت إيقاف التعامل السياحي حتى لا يتكرر ما حدث عندما تم الاعتداء على الفوج الإيراني الذي زار مصر قبل الثورة الأخيرة. وقالت المستشارة تهاني الجبالي: إن مصر لم تعرف من قبل العنف الطائفي، ولنا عبرة مع احتفال “,”البهرة“,” في قلب مصر قبل سنوات، ولم يعتد أحد عليهم، ووجهت سؤالا للوزير قائلة: هل هناك خطة بين وزارات السياحة والثقافة والإعلام لمواجهة الفكر المتشدد الذي بدأ يتسلل لمصر؟“,”. يجيب الوزير، نحن ندعو الجميع لعمل برامج ثقافية وعلمية وتحليلية لتوضيح فكرة أننا شعب متسامح منفتح، ولسنا متشددين فكريا، وأدعو الوزراء المعنيين للالتقاء وبحث الأمر في أسرع وقت. وقال الوزير إنه تعرض بالفعل لضغوط شديدة من التيار الإسلامي الذي كان يحكم مصر، وذلك لفرض قيود على السياحة، لكنه عندما شعر بضغوط على القطاع لتنفيذ سياسية معينة قد تؤدي لنتائج سلبية تضر السياحة المصرية تقدم باستقالته، مشيرا إلى أنه لا يمانع في وضع أساليب معينة بأماكن محددة تخدم هذا النوع من السياحة، لكنه لا يمكنه فرض نفس القيود على كل السائحين، واستطرد بأنه كان يتلقى مطالب بوضع شمع على التماثيل والآثار الفرعونية، وكان يعترض بشدة ويتحمل نتائج ذلك. وحول ملف السياحة الدينية قال زعزوع: مصر لديها 2200 شركة سياحة و90% منها يعملون بالحج والعمرة، فيما تحتاج مصر للسياحة الوافدة، ما أضطر الوزارة لإصدار قرار بشرط جلب سياحة وافدة للعمل في السياحة الدينية، فقامت الشركات برفع قضايا في القضاء الإداري وحصلوا على أحكام بحقهم في الحصول على تراخيص دون جلب سياحة أجنبية، ما دعاني لوقف القرار مؤقتا لحين بحثه من الناحية القانونية، أما بالنسبة للحج والعمرة فحصة مصر حاليا من التأشيرات لا تزال عند سقف 70 ألف تأشيرة، وطلبنا زيادتها من المملكة العربية السعودية، وإذا وجدنا حلا قانونيا لإلزام الشركات بجلب سياحة أجنبية حتى يتم الترخيص لها بالعمل في السياحة الدينية، فنكون قد حققنا الهدف المرجو من تنشيط السياحة المصرية بشكل عام.