تناولت الكاتبة الإسرائيلية، سمدار بيرى، فى مقالها أزمات رئيسة الطائفة اليهودية ماجدة هارون التى تناور بين الوزارات الحكومية المصرية لتحصل على حقوق النساء اليهوديات العجائز، لتحمى الممتلكات اليهودية فى مصر، موضحة أن ماجدة تخاف من الإسرائيليين، وإذا ما التقت بدبلوماسى إسرائيلى، فإنها تحرص على أن تخفى ذلك كى لا تعلق فى عين العاصفة على حد قولها، وأكدت بيرى أن حلم ماجدة هو ترميم الكنيس الوحيد الذى أخرج من القائمة الحكومية وأن تحافظ على آثار يهود مصر. لو كنا نتحدث عن التقارب بين إسرائيل وتركيا كمجرد تقارب عادى بين دولتين لم يكن بينهما يوما عداء حقيقي واضح، سوى أزمة السفينة التركية «مرمرة» التى هاجمتها إسرائيل ظنا منها أنها تنقل أسلحة، لبدا الأمر طبيعيا، لكن من الضرورى أن يعى الجميع أن حالة التقارب الغامضة بين الدولتين لا يمكن بحثها بمعزل عن الأحداث الجارية، فمن جهة التدخل الروسى فى سوريا الذى تراه تركيا تعزيزا لإيران وهو التعزيز الذى يؤرق الدولتين، ومن جهة أخرى الاتهامات المواجهة لتركيا لتوريدها النفط للتنظيم الإرهابى «داعش». مؤخرا، اتخذت إسرائيل عدة خطوات غامضة فى تقاربها مع تركيا، كان أولها أن الغاز الإسرائيلى سيتم توريده لتركيا بديلا عن الغاز الروسى، إذ أقرت لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست أن بعد أزمة تصدير الغاز الإسرائيلى لمصر والأردن بدأت إسرائيل فى التوجه لتركيا التى تعانى من أزمة مع روسيا إثر إسقاطها طائرتها، كما أكدت القناة الأولى فى التليفزيون الإسرائيلى، أن تركيا معنية باستيراد الغاز من إسرائيل كى لا تكون مرتبطة بروسيا، مضيفة أن عدّة شركات تركية طلبت من إسرائيل شراء الغاز الإسرائيلى بعد الأزمة مع روسيا. وبعد يوم واحد من الاتفاق على صفقة الغاز كشف نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، آفيف شيرئون، أن إسرائيل وتركيا اتفقتا على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى بينهما إلى مستوى القائم بالأعمال، بعدما نزل إلى مستوى سكرتير ثان فى أعقاب التوتر السياسى بين الجانبين عقب أحداث قافلة المساعدات التركية «مرمرة «لقطاع غزة قبل خمسة أعوام ونصف». فيما كشف عاموس يادلين، مدير معهد دراسات الأمن القومى، فى بحث نشره مؤخرا، خطة القيادة الإسرائيلية للتقارب مع تركيا دون أن تخسر روسيا، موضحا أن بين الروس والأتراك مواجهات حربية واسعة النطاق على خلفية صراعات السيطرة والنفوذ فى البلقان والبحر الأسود، وترى أنقرة فى موسكو تهديدًا دائمًا لمصالحها، مضيفا: أردوغان وبوتين نموذجان عدائيان طموحان يعكس كل منهما رغباته فى تحويل بلده إلى قوة عظمى وليس مصادفة تسمية أحدهما «السلطان» والثانى «القيصر». ومن جهة أخرى ثمة خلافات كبيرة بين الدولتين وتحديدا فى نظرتيهما إلى الأزمة السورية فبينما وضعت تركيا رحيل الأسد هدفًا أساسيًا، تعتبر موسكو بقاءه شرطًا ضروريًا لتحقيق الاستقرار، وأوصى يدلين فى بحثه بضرورة استمرار التنسيق مع روسيا، وأنه يجب المحافظة على التفاهمات التى تحققت بينها وبين إسرائيل فى أكتوبر الماضى بل ومحاولة تحسينها قدر الإمكان خاصة بعد نصب منظومة صواريخ S-400 المتطورة مما يفرض بلورة تفاهم حقيقى دون اشتباك إسرائيلى روسى. وأوضح عاموس، أن هناك مصلحة واضحة لإسرائيل فى دعم موسكو، إذ توجد علاقات جيدة وراسخة ومستقرة بين الدولتين، كما يمكن الاستفادة من حالة العداء بين روسياوتركيا الآن بأن تصبح إسرائيل بديلًا جزئيًا لتركيا بالنسبة لروسيا على صعيد الزراعة والسياحة. فى المقابل، فإن العلاقات بين إسرائيل وتركيا بزعامة أردوغان سيئة منذ سنة 2009، وهى تمتاز بالعداوة المستمرة فلو أتيحت فرصة لإسرائيل للوقوف إلى جانب تركيا التى تعمل ضد المحور الراديكالى فى سوريا، سيناسب هذا المصالح الإسرائيلية؛ فالعمليات الروسية فى سوريا تحت غطاء محاربة «داعش» تمنح شرعية دولية لأعداء هم الأكثر خطرًا على إسرائيل- إيران وحزب الله ونظام الأسد. ضمن هذا السياق ثمة مصلحة مشتركة بين تركيا وإسرائيل تشمل رحيل الأسد وإضعاف السيطرة الإيرانية وحزب الله على سوريا. وأوضح يادلين الفوائد التى ستعود على إسرائيل لو قررت تركيا التعاون معها وهو فتح السوق التركية أمام الغاز الإسرائيلى وتحسين مشاركة إسرائيل فى عمليات حلف شمال الأطلسى (التى تواجه عقبات جرّاء المعارضة التركية لها)؛ وعودة تركيا كلاعب أساسى فى العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين والعالم العربى.