شهدت ثاني أيام قمة المعرفة، التي تقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم خلال الفترة من 7 وحتى 9 ديسمبر الجاري في فندق جراند حياة دبي، إطلاق مؤشر المعرفة العربي الأول بالتعاون مع بَرْنَامَجِ الأممِالمتحدةِ الإنمائيِّ. وجاء الإطلاق من خلال مؤتمر صحفي ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة المعرفة 2015، وبحضور سعادة جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وسيما بحوث، المدير المساعد والمدير الإقليمي لمكتب الدول العربية ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إلى جانب جمع من المختصين والأكاديميين والباحثين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وأوضحت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أن نتائج المؤشر التي شملت كل الدول العربية وأهم المخرجات والأحصاءات المتعلقة بكل دولة، متاحة أما المختصين والخبراء والباحثين وطلبة الجامعات للإطلاع والتحليل والاستنباط وذلك من خلال زيارة بوابة المعرفة، المبادرة التي أطلقها صاحب السمو حاكم دبي أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة. وفي كلمته أثناء المؤتمر قال سعادة جمال بن حويرب: لقد جاء مؤشر المعرفة العربي نتاج لجُهْدٍ دؤوبٍ استمرَّ على مدارِ عامٍ كاملٍ، وتضمن نتائجُ بحوثًا ميدانيَّةً، ودراساتٍ متعمِّقَةً، ومراجعاتٍ منهجيَّةً، وسلسلةً من وِرَشِ العملِ في عددٍ من الدولِ العربيَّةِ والعالميَّةِ، مثل المملكةِ المغربيَّةِ، والمملكةِ الأردنيَّةِ الهاشميَّةِ، وأمريكا، وفرنسا، وبريطانيا". وأوضح بن حويرب أن مؤشر المعرفة العربي شاركَ في تنفيذِه وإعدادِه نُخْبَةٌ مِن أهَمِّ الرُّوَّادِ والخبراءِ والمتخصِّصِينَ والأكاديميينَ في العالمِ العربيِّ، وذلكَ لضمانِ سَيْرِ عَمَلِ المؤَشِّرِ وِفْقَ آليَّةٍ علميَّةٍ وإحصائيَّةٍ مدروسةٍ، ليَشْتَمِلَ المؤشِّرُ على محاورَ أساسيَّةٍ غَطَّتْ سِتَّةً مِن أهمِّ القطاعاتِ الحيويَّةِ التي تُجَسِّدَ المعاييرَ المُحَدِّدَةَ لدرجةِ المعرفةِ في كلِّ دولةٍ. وشملت هذه القطاعاتُ كُلًّا من: التعليمِ ما قبلَ الجامعيّ، والتعليمِ الجامعيِّ، والتعليمِ والتدريبِ المهنيِّ، والبحثِ والتطويرِ والابتكارِ، وتكنولوجيا المعلوماتِ والاتِّصَالِ، والمجالِ الاقتصاديِّ. وأكد سعادته أَنَّ المؤشرَ يَضَعُ في عَيْنِ الاعتبارِ الخصوصياتِ الوطنيَّةَ والتاريخيَّةَ والثقافيَّةَ لكُلِّ دولةٍ عربيَّةٍ عَلَى حِدَةٍ، ويتميَّزُ بالمرونةِ، حيثُ يُمْكِنُ استخدامُه في عِدَّةِ بُلْدَانٍ تمتلكُ مستوياتٍ تنمويَّةً مختلفَةً. كما أنه لايهدِفُ إلى وضْعِ التصنيفاتِ وإعطاءِ المراكزِ، بل هو أداةٌ عمليَّةٌ توضِّحُ حالَ المعرفةِ في المِنْطَقَةِ العربيةِ لتكونَ خارطةَ طريقٍ لوضعِ استراتيجياتِ النهضةِ الاقتصاديَّةِ والمجتمعيَّةِ في الوطنِ العربيِّ. وأضاف أن وجودَ مؤشّرٍ للمعرفةِ يقدِّمُ بياناتٍ مستقاةً من آليَّةِ بحثٍ منهجيَّةٍ، وبطريقةٍ علميَّةٍ سيعملُ على خَلْقِ بيئةٍ تنافسيَّةٍ تُحَفّزُ الحكوماتِ والجهاتِ المختصةَ على تفعيلِ المزيدِ من برامجِ ومبادراتِ نشرِ ونقلِ المعرفةِ وصولًا إلى الهدفِ المأمولِ، وهو التَّحَوُّلُ من مجتمعاتٍ مستهلِكَةٍ إلى مجتمعاتٍ مُنتجَةٍ ومُصَدِّرَةٍ للمعرفةِ. منوهًا إلى أن المؤشر حاليًا يغطي الدول العربية وسيقوم العام المقبل بتغطية جميع الدول الإسلامية. وخصصت قمة المعرفة 2015 فعاليات وجلسات يومها الثاني لمناقشة مخرجات المؤشر وطرحها للحوار بين الخبراء والمتخصصين ورواد المعرفة في المنطقة والعالم من أجل استبيان أهم المدلولات التي تعزز من قيمة المؤشر كأحد الأدوات الفاعلة التي تجسد خارطة طريق للمسؤولين وصناع القرار لوضع خطط التنمية والتطوير وفق آلية منهجية وعلمية مبتكرة. بدورها قالت الدكتورة سيما بَحُّوث، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إن مؤشر المعرفة العربي وبوابة المعرفة امتداد طبيعي لمشروع المعرفة العربي المشترك بين البرنامج ومؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم، والذي شمل إصدار ثلاث تقارير معرفة سابقًا. ليأتي المؤشر مشكلًا اداة عملية تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، فيما توفر بوابة المعرفة منصة إلكترونية للتواصل الأوسع بين المعنيين بمجال المعرفة من طلاب وباحثين وجمهور سيستفيدون بشكل كبير من المعلومات الدقيقة التي يقدمها المؤشر والبوابة. وافادت أن المؤشر إضافة جديدة ونوعية للمعرفة العربية في وقت حساس جدًا تمر به المنطقة، حيث تبقى المعرفة والتعليم النوعي والقضاء على الفقر والبطالة مداخل أساسية لتنمية الإنسان والمجتمعات. وذكرت أن مسألة جمع المعلومات الخاصة بالمؤشر والتأكد من صحتها كانت أبرز التحديات التي واجهت فريق عمل المؤشر. وأكدت بحوث أن المؤشر سيشمل آلية تحديث مستمرة، وهناك لجان تعمل على المؤشر من أجل تحديثه. مضيفة أن الباحثين والأكاديمين والمختصين العرب سيمكنهم إدراج أبحاثهم ومؤلفاتهم القيمة والتي تخدم المؤشر ضمن بوابة المعرفة، وسيتم تقييم المؤلفات عبر لجنة تحكيم متخصصة. وحول الدول العربية التي تعاني من مشكلات واضطرابات، أفادت بحوث أن مكاتب البرنامج في جميع الدول العربية عملت وتعمل بشكل مستمر على جمع المعلومات بأقصى قدرتها لتقييم احتياجات هذه الدول والتحديات التي تواجهها لمساعدتها في مجالات مختلفة تتضمن الجوانب الاقتصادية والإغاثية والإنسانية. ونوهت بحوث إلى أن المؤشر لن يقف دوره على تحديث البيانات ولإحصاءات بل سيتم التواصل مع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجامعات وجميع المكونات الرئيسة للمجتمعات العربية لضمان وضع السياسات الصحيحة نحو تنمية شاملة ومستدامة. انتهى – لمزيد حول مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم: انطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بمبادرة شخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وجاء الإعلان عن تأسيسها في كلمة سموّه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت - الأردن في أيار/مايو 2007. تسعى المؤسسة لتطوير القدرات المعرفية والبشرية في العالم العربي من خلال التركيز على ثلاثة قطاعات إستراتيجية هي المعرفة والتعليم وريادة الأعمال، كما تعمل المؤسسة على تنمية الموارد البشرية في المنطقة من خلال خلق قاعدة عريضة من الخبرات البشرية التي تتمتع بمعارف ومواهب واسعة، وتوفير المزيد من الفرص للأجيال الشابة للحصول على المعرفة وضمان مستقبل أفضل، وتشجيع المهارات القيادية في أوساط الجيل الشاب لتحسين مستوى ونوعية حياتهم.