/ عاد الرئيس الصينى شى جين بينغ إلى بلاده ، اليوم /الأحد/ ، بعد رحلة خارج البلاد استغرقت حوالي أسبوعا ، زار خلالها فرنسا ، لحضور قمة المناخ ، وأكد بينغ حرص الصين على الوفاء بالتزاماتها نحو الجهود الدولية لخفض الانبعاثات الضارة بالبيئة ومواجهة ظاهرة التغير المناخى. ثم توجه جين عقب زيارة باريس إلى محطته التالية وهى زيمبابوي ، في أول زيارة لرئيس صيني منذ عام 1996، ثم اتخذ طريقه بعد هذا إلى محطته الأخيرة جنوب أفريقيا، حيث قام أولا بزيارة دولة إلى العاصمة بريتوريا ثم توجه بعد ذلك إلى جوهانسبرج لحضور قمة المنتدى الصينى-الأفريقي للتعاون (الفوكاك). وفي خطابه أمام المنتدى تعهد الرئيس الصيني بتقديم دعم تمويلي قيمته 60 مليار دولار أمريكي إلى أفريقيا ، وأعلن عن 10 خطط كبرى لتعزيز التعاون ذو الفائدة المشتركة بين الصين والدول الأفريقية في شتى المجالات، مقترحا الارتقاء بالعلاقات بين بلاده وأفريقيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة . وقدم شى مقترحا من خمس نقاط بشأن مواصلة تعميق التعاون القائم على الكسب المتكافئ بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم والقارة سريعة النمو. وشدد الرئيس الصيني على أهمية قيام بكين وأفريقيا بالتركيز على التعاون العملي الموجه لبناء القدرة، مؤكدا أن بلاده مستعدة لتقاسم ما لديها من تكنولوجيا متقدمة وقابلة للتطبيق مع أفريقيا دون تحفظ، بالإضافة إلى تعميق التعاون الصناعي الثنائي من أجل تحسين مهارات القوى العاملة وزيادة فرص العمل وتعزيز جهود التنمية في أفريقيا . وقال بينغ إن التعاون الصيني - الإفريقي في مجالات الصناعة وتشييد البنية التحتية والاستثمار وتسهيل التجارة سيعزز القدرة التنافسية للصناعات الإفريقية. ومن أجل الارتقاء بالعلاقات ، أعلن شي أن الصين ستنفذ 10 خطط كبرى خلال السنوات الثلاث المقبلة لتعزيز تعاونها مع أفريقيا، وتغطى هذه الخطط مجالات التصنيع، والتحديث الزراعي، والبنية التحتية، والخدمات المالية، والتنمية الخضراء، وتسهيل التجارة والاستثمار، والحد من الفقر، والرفاهية العامة، والصحة العامة، والتبادلات الشعبية، والسلم والأمن. وذكر شي أنه من أجل ضمان تنفيذ هذه المبادرات، ستقدم الصين دعما تمويليا قدره 60 مليار دولار أمريكي، موضحا أن هذا المبلغ يشمل 5 مليارات دولار في صورة منح وقروض بدون فوائد، و35 مليار دولار من القروض التفضيلية واعتمادات التصدير، و5 مليارات دولار فى صورة رأس مال إضافي مقدم لصندوق التنمية الصيني-الإفريقي، وقرض خاص لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، وتمويل تعاوني في مجال القدرة الإنتاجية للصين وإفريقيا برأسمال أولى تبلغ قيمته 10 مليارات دولار. وفيما يتعلق بالافتقار إلى الأفراد المهرة، ذكر شي أن الصين ستقوم بإنشاء عدد من مراكز التعليم المهني الإقليمية وعدد من الكليات المتخصصة في بناء القدرة من أجل إفريقيا، وستقوم بتدريب 200 ألف فني من أجل الدول الإفريقية، وستتيح للقارة 40 ألف فرصة تدريب في الصين. وحول الحد من الفقر، ذكر الرئيس الصيني أن بلاده ستطلق المئات من المشروعات لتخفيف حدة الفقر التى اطلق عليها اسم " حياة سعيدة " والبرامج الخاصة التي تركز على المرأة والطفل، وستقوم بإلغاء ديون مستحقة في صورة قروض حكومية ثنائية بدون فوائد اقترضتها الدول الأفريقية الأقل تقدما ويستحق سدادها في نهاية العام الجاري. وأضاف أنه من أجل مساعدة إفريقيا على تسريع التحديث الزراعي، ستنفذ الصين مشروعات تنموية زراعية في 100 قرية إفريقية لرفع مستويات المعيشة في الريف، وسترسل 30 فريقا من الخبراء الزراعيين وستنشئ آلية تعاون "10+10" بين المعاهد البحثية الزراعية الصينية والأفريقية. وفي مجال التعاون الأمني، أعلن أن الصين ستقدم إجمالي 60 مليون دولار أمريكي كمساعدات مجانية للاتحاد الأفريقي للمساهمة فى إقامة قوة التدخل السريع الأفريقية ودعم القدرة الأفريقية فى مجالات مكافحة الإرهاب والشغب وكذا فى عمليات حفظ السلام والاستجابة الفورية للأزمات.