تزداد حدة التوتر الشيعي في العراق بوجه خاص، وعلى الشيعة في باقي الدول بوجه عام، مع اقتراب ذكرى الأربعين لوفاة الإمام الحسين يوم 20 صفر الموافق الثلاثاء القادم 1 ديسمبر، في ظل التهديدات الداعشية باستهداف كربلاء، والتي توافد عليها مئات الآلاف من الشيعة من العراقوإيران وباقي دول العالم، في ظل عمليات استهدفت الشيعة خلال الأيام الماضية سواء في نيجيريا، أو بنجلاديش، أسفرت عن مقتل 22 شيعي، وإصابة العشرات. شهدت كربلاء ذ لك العام تجهيزات أمنية مشددة، حيث وصل أعداد المتطوعين في أعمال الحماية المدنية والاطلاع إلى عشرات الآلاف، وفق تقديرات عراقية، إضافة إلى تغطية الطرق المؤدية إلى كربلاء بآلاف الكاميرات ذات التقنية العالية، ويتم مراقبة المشهد في غرف عمليات ضخمة، فضلًا عن عمليات استطلاعية يقوم بها الطيران العراقي وقوات الحشد الشعبي الشيعي. فيما تعد كل من مدن الدروة والإسكندرية واليوسفية الأكثر قلقًا لدى الحكومة العراقية، حيث أكدت مصادر عراقية ل"البوابة نيوز" أن المدن الثلاثة أكثر المدن التي تشهد تجمعات سنية، وبها حاضنات لجماعة داعش الإرهابية قربًا من كربلاء، ومن ثم حال أرد التنظيم تنفيذ عمليات إرهابية في العراق سيلجأ إليهم، وهو ما جعل السلطات تعزز الرقابة على مخارج تلك المدن، والطريق المؤدي منها إلى كربلاء، معتبرين أن عمليات التأمين باتت أيسر والخطر أقل بعد تحرير جرف الصخر وتطويق الفلوجة، حيث كانوا المنبع لانطلاق الإرهاب. أما فيما يتعلق بالعمليات المحتملة لتنظيم الدولة خلال ذكرى الأربعين بكربلاء أوضحت المصادر العراقية أن تلك العمليات تتمثل في المفخخات، والانتحاريين، وهو ما تحاول السلطات وقوات الحشد إحباطه عبر تأمين الحدود وعشرات الآلاف من المتطوعين، إلا أن الأخطر هو عمليات قصف تستهدف المدينة بصواريخ الكاتيوشا، وهو ما يحاولون مواجهته عبر عمليات استطلاع دورية على مدى الساعة تقوم بها قوات الجيش. وتحدى عدد من الشباب الشيعي التهديدات الداعشية خلال ذكرى الأربعين بكتابة اسم داعش على الطرق المؤدية إلى كربلاء، حتى يدوسها زوار الحسين بأقدامهم خلال مسيرتهم، للتأكيد على أن تلك التهديدات لن تثنيهم عن زيارة الحسين. ووجه السيستاني، المرجع الشيعي العراقي، مناشدته إلى المقاتلين في صفوف الحشد الشيعي وغيره بعدم ترك مواقعهم من أجل المشاركة في ذكرى أربعين الحسين، مؤكدًا أن مواجهة داعش أولى الآن من زيارة الحسن، ونقل عنه أحمد الصافي، ممثل السيستاني في كربلاء، خلال خطبة الجمعة الماضية، قوله: إن الظروف العصيبة التي يعيشها العراق والمنطقة وهي تواجه الإرهاب الداعشي تدعو أكثر إلى مزيد من التكاتف والتنسيق بين جميع الأطراف، محذرا من التوتر والصدام بينها لأن ذلك لا يخدم إلا الإرهاب الذي لا يفرق في جرائمه بين طرف وآخر، داعيًا إلى دعم القوات المقاتلة ووضع خطة تحظى بمساندة الأهالي في المناطق التي ترزح تحت وطأة داعش، ليكون لهم دور أكبر في تحريرها وإعمارها. فيما توافد مئات الآلاف معظمهم من إيران على كربلاء للمشاركة في ذكرى أربعين الحسين، والتي يقطع فيها الشيعة مسافات طويلة تصل إلى السير المتواصل على الأقدام لمدة 12 يومًا إلى أن يصلوا إلى كربلاء، وذلك للشعور بمعاناة الحسين، مرددين عبارات من قبيل: "لبيك يا حسين"، وكان من ضمن المشاركين قيادات مصرية شيعية على رأسهم أحمد راسم النفيس، الأستاذ الجامعي، والذي تم توقيفه بعض الوقت بالمطار قبل السماح له بالسفر، وتفتيشه عدة مرات، وقال "النفيس"، عبر موقعه الرسمي، إن سلطات أمن مطار القاهرة الدولي، استوقفته أثناء سفره إلى العراق دون توجيه أي سبب لتوقيفه، وأجرت معه تحقيقات موسعة دون توجيه أي اتهام، قبل السماح بسفره. وأضاف النفيس أن سلطات أمن مطار القاهرة راجعت الكتب الخاصة به، والتي كان يريد إهداءها إلى أصدقائه بالعاصمة العراقيةبغداد وسألته عنها أكثر من مرة.