قال صلاح عيسي، الكاتب الصحفي وعضو المجلس الأعلى للصحافة، إن الأعداد التي شاركت في ثورة 30 يونيو تمتاز بالحشد الكبير، مثل الأعداد التي حضرت جنازة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، موضحا أن الأخيرة كانت أقل في العدد، ولكن كانت النسبة واحدة مقارنة بعدد السكان في السبعينيات، والذي كان يقدر بأربعين مليون نسمة. وأضاف عيسى، أن جنازة ناصر اختلفت عن جنازة أي زعيم، فالناس ظلوا في الشوارع ثلاثة أيام، والتي كانت تنحصر بين إعلان الوفاة وتشييع الجنازة، واصفا الحدث بأنه عظيم، خاصة أن معظم حاضريه كانوا من رجال الدولة والرؤساء العرب وأعضاء مجلس قيادة الثورة الباقين على قيد الحياة، فضلا عن حشود الجماهير التي ملأت شوارع القاهرة. وأشار عيسى إلى أن مصر بلد الجنازات العظمي، بدءا من جنازة مصطفى كامل 1908، والتي كانت ضخمة للغاية، مرورا بجنازة سعد زغلول عام 1927، وحتى جنازة ناصر، التي كانت فريدة أيضا من نوعها، لأنه مات صغير السن ولم يتجاوز الستين، وموته كان حدثا مفاجئا، خاصة وأن أغلبية المصريين كانوا لا يعرفون شيئا عن حالته الصحية المتدهورة،. وأوضح أن رحيله جاء بعد أحداث “,”أيلول الأسود“,”، والصدام الذي تعرضت له المقاومة الفلسطينية مع السلطات في الأردن، ومؤتمر القمة العربية الذي عقد لمدة عشرة أيام، وانتهى بذلك الخبر المفجع، برحيل ناصر.