يضم تنظيم داعش وحده آلاف المقاتلين الأوروبيين، يقدرهم بعض المراقبين ب3500 مقاتل من بينهم 700 مقاتل من فرنسا و500 من بريطانيا، و400 من ألمانيا، و300 من بلجيكا، و100 من إسبانيا، و100 من الدنمارك، و60 من النمسا. وقالت مراكز بحثية أوروبية، من بينها «سوفان كويليام»، أشهر المراكز البحثية الأوروبية، في دراسة الحركات المتطرفة، إن 20٪ من الجهاديين الأجانب، الذين سافروا لسوريا، عادوا لبلدانهم ويعملون على تشكيل خلايا نائمة، تستقطب المزيد من الأجانب، استعدادا للقيام بعمليات إرهابية، وهو ما يؤكد مدى تمكن الفكر الجهادى والتنظيمات الجهادية من اختراق المجتمع الأوروبي بشكل كبير، من خلال التركيز على الأحياء التي تضم جاليات عربية كبيرة تعانى من بطالة وفقر وظروف معيشية صعبة كما في «مولانبيك» ببلجيكا حيث استخدمته داعش كقاعدة للهجوم على أهداف فرنسية. حى مولانبيك ليس وحده فهناك في فرنسا على سبيل المثال 200 منظمة إسلامية تنتشر في معظم الأحياء الفرنسية ولها دور كبير في تخريج العديد من الشباب الذين انضموا مؤخرا للتنظيمات المتطرفة، وتجتمع هذه المنظمات تحت مسمى الاتحاد الإسلامى أو الفيدراليات الإسلامية ورغم نفى التجمع أكثر من مرة علاقته بالمتطرفين وإدانته لحادث شارل إبدو والحادث الأخير في فرنسا إلا أن الاتهامات توجه له بصفته أكبر تجمع إسلامي، لاسيما أن عددا من المتهمين في الأحداث الأخيرة كانوا على علاقة بالاتحاد قبل انضمامهم للتنظيمات الإرهابية. ومن بلجيكاوفرنسا إلى بريطانيا والتي اعتبرت ملجأ للتنظيمات الإرهابية من المصريين وغيرهم، جميعهم حصلوا على اللجوء السياسي منهم ياسر السرى وهانى السباعى وأسامة رشدى وعادل عبدالمجيد وثروت صلاح شحاتة وأبو حمزة المصرى، رئيس جمعية أنصار الشريعة وإمام مسجد فنسبرى بارك في لندن، والذي أدين منذ فترة في تهم بالإرهاب وتمت محاكمته، إلى جانب قيادات أخرى. وأسست رابطة مسلمى بريطانيا في عام 1997، ويبلغ عدد فروعها 11 فرعا في أنحاء بريطانيا، يشغل عدد من أعضائها البارزين عضوية مجالس أمناء عدد من المساجد في المملكة المتحدة وسبق أن تعرضت الرابطة للعديد من الاتهامات وذلك بعد انضمام عدد من الشباب إلى تنظيم داعش الإرهابي، من بينهم «جون» سفاح داعش الذي قتل في غارات ضد معاقل التنظيم الإرهابى فوالده عادل عبدالمجيد عبدالباري، المتهم بتفجير السفارتين الأمريكيتين في 1998 بنيروبى ودار السلام. ومن لندن إلى ألمانيا حيث يتواجد التجمع الإسلامى والذي يعتبر أقدم وأكبر مؤسسة إسلامية ذات خلفية عربية في ألمانيا أسس عام 1958، ويملك ويدير العديد من المراكز والمؤسسات على مستوى ألمانيا ويواجه التجمع اتهامات كبيرة بعد انضمام المئات من الشباب الألمان إلى تنظيمات متطرفة وتكوين خلايا إرهابية رغم أن دور التجمع ينحصر في جمع التبرعات والحفاظ على التجمعات الإسلامية إلا أنه بصفته التجمع الأكبر يواجه اتهامات خطيرة بدعم الإرهاب من خلال نشر أفكار متطرفة بين الشباب ما يجعلهم فريسة سهلة للانضمام إلى تنظيم داعش.