◄ السفير عمر عامر: نجاح العلاقات بين مصر واليونان ساهم في توفير مسار قانوني للهجرة الشرعية ◄ السفير محمد حجازي: اليونان ركيزة أساسية لدعم مصالح مصر لدى الاتحاد الأوروبي شهدت العلاقات «المصرية اليونانية»، نقلة نوعية على الصعيد السياسي منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، لتتوالى الزيارات الرئاسية والدبلوماسية بين البلدين، سواء بشكل ثنائي أو في إطار القمم الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص، التي تستضيفها الدول الثلاث بالتناوب وكان الرئيس السيسي، قد توجه أمس الأربعاء، إلى العاصمة اليونانية أثينا في زيارة رسمية، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين. ◄ أهمية الزيارة تكتسب زيارة الرئيس السيسي إلى اليونان أهمية خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة. وتعكس الزيارة حرص البلدين على تعزيز التنسيق والتعاون من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. كما تأتي هذه الزيارة قبل توجه الرئيس السيسي إلى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في احتفالات يوم النصر في التاسع من مايو، بناءً على دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ◄ أهداف الزيارة مباحثات القمة تهدف زيارة الرئيس السيسي إلى اليونان إلى الارتقاء بمستوى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وقد عقد الرئيس السيسي فور وصوله قمة مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الملفات الأتية: الطاقة: تعتبر اليونان ومصر شريكتين مهمتين في قطاع الطاقة، خاصة في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد تم التأكيد على أهمية التعاون في مجال الغاز الطبيعي والربط الكهربائي بين البلدين. الاقتصاد والتجارة: بحث الجانبان سبل زيادة التبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المشتركة. النقل البحري: تم التطرق إلى تعزيز التعاون في مجال النقل البحري والموانئ. الثقافة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: من المتوقع توقيع مذكرات تفاهم في هذه المجالات خلال الزيارة. القضايا الإقليمية: تبادل الرئيس السيسي ورئيس الوزراء اليوناني وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة، وسوريا، وليبيا، واليمن، وأمن الملاحة في البحر الأحمر، إلى جانب سبل تجنب التصعيد الإقليمي وتعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث تم التأكيد في هذا الصدد على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين مصر واليونان لضمان تحقيق التهدئة واستعادة الاستقرار في المنطقة. عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد أشاد الرئيس السيسي بدور اليونان الداعم لمصر في الاتحاد الأوروبي. ◄ توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية شهدت الزيارة توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر واليونان، والذي يمثل علامة فارقة في تعميق العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات. من جانبه، أكد السفير المصري لدى اليونان، عمر عامر، أن زيارة الرئيس السيسي سترتقي بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين. ووصف رئيس الوزراء اليوناني اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع مصر بأنها «مثالية». وأضاف أن نجاح العلاقات بين مصر واليونان ساهم في توفير مسار قانوني للهجرة الشرعية ونقل وتنظيم حركة العمالة المصرية إلى اليونان، من خلال التوقيع على اتفاق استقدام العمالة الموسمية المصرية للعمل في القطاع الزراعي في اليونان، والذي يستهدف استقدام 5 آلاف من العمالة الزراعية المصرية كمرحلة أولى. وأشار السفير عمر عامر، أن مستقبل التعاون في إطار الآلية الثلاثية مع اليونان وقبرص، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة وأهمية تأمين موارد الطاقة في شرق المتوسط، إن آلية القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص هي مبادرة مصرية بالأساس تم طرحها عام 2014، وعقدت أول اجتماعاتها في القاهرة يوم 8 نوفمبر 2014، استضافت مصر أعمال الدورة العاشرة في 8 يناير 2025، برئاسة الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان ورئيس قبرص. ◄ روابط تاريخية وفي ذات السياق، أوضح السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات المصرية اليونانية تتسم بالمتانة والحميمية والود التاريخى بالإضافة عن الابعاد الاستراتيجية والاقتصادية الكبرى، علاوة على روابط تاريخية أختلطت فيها الحضارتين ليشكلا معاً وجدان الإنسانية، كما عاشت الجالية اليونانية فى ربوع مصر وبين أحيائها، صاغت ثقافة شعبية موروثة ومتقاربة وهو ما يقصد به بالود التاريخي لا يمكن إنكاره. اقرأ أيضا| نقلة نوعية في العلاقات المصرية اليونانية بعد زيارة الرئيس السيسي لأثينا ◄ مشروعات استراتيجية كبرى وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق أن اليونان هى الدولة الأوروبية الأقرب جغرافياً من مصر، وانعكس ذلك على العديد من المشروعات والتى على رأسها المشروعات الاستراتيجية الكبرى، كالربط الكهربائى بين مصر واليونان، والذي يمكن لمصر من خلاله أن تصدر الكهرباء الى أوروبا. كما أن اليونان من الدول الأوروبية التى تقبل ايضاً العمالة الموسمية من مصر، وتم الأتفاق على توفير 10 آلاف فرصة عمل وحجم التبادل التجارى الذى وصل حسب الإحصائيات فى عام 2024 ل 4 ملياردولار بواقع 3 مليارات لمصر ومليار دولار لصالح الواردات المصرية من اليونان، وهو يشير لارتفاع بنسبة 85% فى الميزان التجارى فى الفترة من 2014 ل 2021، بمعدل نمو يصل ل9% وهو معدل سنوى وهام للغاية . وأشار السفير محمد حجازي إلى أن هناك أطر مؤسسية فى إطار الشراكة التى تجمع بين مصر واليونان، والعديد من الاتفاقيات على الصعيد الثنائي التى تجمع بين البلدين بالإضافة لحجم الاستثمارات المباشرة اليونانية بقيمة 255 مليون دولار، بين دول الاتحاد الأوروبي المستثمرة فى مصر، والتى تصل ل 215 مشروعًا تمويلًا صناعيًا وخدميًا وإنشائيًا و سياحيًا وزراعيًا، واتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى المشروعات الكبرى المشار إليها. ◄ دعم مصالح مصر لدى الاتحاد الأوروبي ونوه إلى أن زيارة الرئيس السيسي هى مكملة لسياق التعاون الاستراتيجي المصري اليوناني القبرصي، والذي تتبادل من خلاله البلدان الثلاثة التشاور السياسي، بشأن القضايا الدولية، خاصة فى الوقت التى تشهد فيه الساحة الدولية العديد من الاضطرابات سواء كانت أمنية وعسكرية كما هو الحال فى غزة أو روسيا وأوكرانيا، ولكن ايضاً بسبب عدم استقرار السوق العالمي من جراء الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأوضح أن اليونان ركيزة أساسية لدعم مصالح مصر لدى الاتحاد الأوروبي خاصة فى الشق التجاري والاستثماري، حيث تلعب اليونان دوراً هاماً ورئيسياً، موضحًا أن الرئيس السيسي اطلع على الشريحة الأولى التى كان من المقرر أن يمنحها الاتحاد الأوروبي لمصر والتى تقدر ب 4 مليار دولار وفقاً لأتفاق الشراكة الأستراتيجية الموقعة بين مصر والاتحاد الأوروبي. وكشف عن أن اليونان وقبرص هما الركيزة الأوسطية التي تدافع عن مصالح مصر داخل الاتحاد الأوروبي والذي تعتمد فيه مصر التواصل المباشر مع دول الأتحاد والتعامل مع التجمعات الإقليمية، مثل تجمع أوروبا المتوسطية ودول الشمال. واختتم السفير محمد حجازي قائلاً: «هكذا تكون العلاقات المصرية اليونانية ركيزة لتعزيز العلاقات المصرية الأوروبية واحد أدوات تحقيق أهدافنا السياسية الخارجية بحكم ثقل اليونان وقبرص فى الاتحاد الأوروبي».