رصدت "البوابة نيوز"، أعداد المقاتلين التابعين لدول أوروبا بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهم كالتالي: "فرنسا: 700، بريطانيا: 500، ألمانيا: 400، بلجيكا: 300، هولندا: 150، السويد: 100، إسبانيا: 100، الدنمارك: 100، النمسا: 60، إيطاليا: 50، النرويج: 50، أيرلندا: 30، فينلندا: 30، سويسرا: 10، روسيا: 800، تركيا: 400، كازاخستان: 150، ألبانيا: 140، كوسوفو: 120، البوسنا: 60، أوكرانيا: 50. وشكلت أوروبا، منذ منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات مركزًا للخلايا الجهادية وللشخصيات المتطرفة، وتوسعت هذه الخلايا واستقطبت المزيد من الأجانب والعرب والأفارقة المهاجرين، وبالأحرى الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، مستغلة العنصرية والبطالة وضيق العيش التي لازمت بعض المهاجرين، وحينما ظهر تنظيم القاعدة، بدأت تعمل باستراتيجية محاربة العدو البعيد، أي الدول الأوروبية، وخططت لنشر عناصرها في هذه الدول، واستغلت الأجانب الذين يقاتلون في صفوفها، ضد الاتحاد السوفيتي ومن بعده أمريكا، في إعادتهم لبلدانهم، ومن ثم بدءوا يعملون على تشكيل الخلايا النائمة، ونشر الفكر المتطرف في أواسط المجرمين في السجون، التي كان يتصادف مع وجود جهاديين ومجرمين، فيها في نفس الوقت، كما حدث مع أميدي كوليبالي، الذي بدأ تجنيد في السجن، حينما التقى جمال بغال، الذي كان محكومًا عليه بعشر سنوات بعد إدانته بالتخطيط للاعتداء على السفارة الأمريكية بباريس. وتعد دول فرنسا وإسبانيا وألمانيا وكندا وإنجلترا وأستراليا وأمريكا، أبرز الدول التي تشهد وجودًا لهذه الخلايا الإرهابية النائمة، والتي تنشط على فترات، بعد فترات بيات، تخطط فيها لهجمات دولية لها صدى، كما حدث في الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، ومعظم الخلايا النائمة في أوروبا وأمريكية، لها علاقة بالقاعدة، وقليل منها له علاقة بتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش"، إذ أن استراتيجية "داعش"، تسير وخطوات مؤسسها الأول أبومصعب الزرقاوي، وهي محاربة العدو القريب (حكام الدول العربية) أولًا، ثم الانتقال إلى العدول البعيد (الدول الأوروبية)، وهذا ما أكدت عليه في العدد الثاني من مجلة "دابق" التي تتحدث باسم التنظيم، إلاّ أنها عدلت من استراتيجيتها مؤخرًا لتشمل العدوان القريب والبعيد، بعد اتخاذ الولايات المتحدة قرار ببدء الهجمات على "داعش"، عقب اجتياح التنظيم للموصول في مايو الماضي. وعلى الرغم من قلق الغرب من صعود نجم تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" في الإرهاب الدولي، إلا أنها لا تزال تخشى بصورة أكبر من تنظيم القاعدة، وزعيمه أيمن الظواهري، ووضعت واشنطن 25 مليون دولار كمكافأة لمن يساعد في القبض على الظواهري، في حين وضعت 10 ملايين دولار لمن يساعد في القبض على أبوبكر البغدادي زعيم داعش، وذلك يرجع لاستراتيجية القاعدة التي تستهدف الغرب، بعكس رؤى "داعش". ولتجنيد الأجانب، طرق مختلفة، فبعضهم تم تجنيده من خلال الإنترنت، وبعضهم تم تجنيده، من خلال الشخصيات الجهادية والمدارس السلفية في أوروبا، فضلا عن المساجد الإسلامية، التي استغلت في ترويج الفكر المتطرف، لاستقطاب الآلاف من من الشباب الأوروبي. ويعد التجنيد عن طريق الإنترنت، أحد أبرز وسائل تجنيد الشباب الأوروبي، حيث تشهد الفترة الأخيرة تطورا في مستوى الجهاد الإعلامي من خلال الفيديوهات والأفلام التي تبث على موقع الإنترنت، بلغات مختلفة، تحث على الجهاد، فضلا عن تواصل اللجان الإلكترونية لهذه التنظيمات مع الشباب في أوروبا لإقناعهم بالانضمام من خلال صفحات التواصل الاجتماعي أو غرف الشات. وتخشى أوروبا من عودة المقاتلين الأجانب، خشية تشكيل شبكات جهادية لاستقطاب المزيد من الأوروبيين، أو القيام بعمليات إرهابية، أو نشر الأفكار المتطرفة في أوساط المجتمع الأوروبي، وترجح الدراسات الأجنبية، المهتمة بمراقبة الحركات الجهادية أن عدد من هؤلاء الجهاديين سينتقل لجماعات جهادية أخرى، حال هزيمة داعش، أو العودة لبلادهم، أو ترك التنظيم وإعلان التوبة.