أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، أنه على تواصل مستمر مع قادة العالم للتشديد على أهمية الاتحاد الدولي لخوض الحرب ضد الإرهاب صفا واحدا.. قائلا "إنني متفائل بأننا سنتمكن في المستقبل القريب من توحيد جهود المجتمع الدولي لمحاربة هذا الخطر". جاء ذلك خلال مباحثات أجراها الملك عبدالله الثاني اليوم مع الرئيس النمساوي هانز فيشر في فيينا ، وذلك إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى عدد من الدول الأوروبية ، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي. وقد تناولت المباحثات الثنائية والموسعة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والجهود الدولية لمواجهة التطرف والإرهاب والتصدي لعصاباته ضمن إستراتيجية شمولية بعد أن بات يهدد أمن المنطقة والعالم إضافة إلى نتائج اجتماع فيينا حول سوريا. وحول الشأن السوري..أكد العاهل الأردني على أهمية توصل المجتمع الدولي إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري بما ينهي المعاناة ويضمن وحدة سوريا واستقرارها ومستقبلها. كما تناولت المباحثات كذلك الدور الذي يقوم به الأردن في استضافة اللاجئين السوريين وجهوده في توفير الخدمات الأساسية والإغاثية لهم وتأثيرات ذلك على المملكة من النواحي الاقتصادية والاجتماعية وأهمية وقوف المجتمع الدولي خصوصا دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب المملكة وتكثيف الدعم المقدم لها في هذا المجال. وأكد العاهل الأردني في هذا الصدد على أهمية توفير المؤسسات الدولية أدوات تمويل ميسرة ومنح للأردن ليتمكن من تطوير البنية التحتية خصوصا في محافظات الشمال وجذب الاستثمارات إليها. كما تناول الزعيمان جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، حيث أكد الملك عبدالله الثاني على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي قدما في عملية السلام التي يؤدي توقفها إلى تصاعد العنف والتطرف بين الجانبين خصوصا مع الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية الاستفزازية المستمرة في القدس والحرم القدسي الشريف. ومن جهته .. قال الرئيس النمساوي "إننا نواجه اليوم وضعا صعبا للغاية فالأمر لا يقتصر على صراع كبير واحد بل عدة صراعات كبرى منها الأزمة الأوكرانية والمشكلة الإضافية والمعقدة التي تبرز الآن وهي سوريا والإرهاب الذي ضرب باريس وغيرها من الأماكن في العالم"..مشيرا إلى حدوث تطورات إيجابية في المحادثات التي عقدت في فيينا حول إيران والتي قادت في نهاية المطاف إلى نتائج إيجابية. وعلى صعيد متصل ، التقى الملك عبدالله الثاني مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان واستعرض معه سبل تعزيز العلاقات بمختلف المجالات وخصوصا الاقتصادية منها إضافة إلى آخر التطورات الراهنة في المنطقة وآليات التعامل معها بما يضمن التوصل إلى حلول سياسية شاملة لها تصب في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم. وأشار ملك الأردن في هذا السياق إلى الدور المأمول من دول الاتحاد الأوروبي خصوصا النمسا في دعم الجهود المبذولة من مختلف الأطراف المعنية في التعامل مع الأزمات الإقليمية وفي مقدمتها العصابات الإرهابية وتأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وبحث العاهل الأردني ، خلال زيارته اليوم إلى البرلمان النمساوي ولقائه رئيسة البرلمان دوريس بوريس ، مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط والمساعي الدولية المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن إنهاء معاناة الشعب السوري إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب. وبدورها .. قدرت رئيسة المجلس الوطني النمساوي رئيسة البرلمان جهود ملك الأردن في تعزيز أمن واستقرار الشرق الأوسط ومساعيه لإحياء مفاوضات السلام ، مثمنة في الوقت ذاته الجهود التي يبذلها الأردن لاستضافة اللاجئين السوريين وتقديم العون والمساعدة والخدمات الاغاثية لهم ، ومشددة على ضرورة دعم المجتمع الدولي خصوصا الاتحاد الأوروبي للأردن لمساعدته في تحمل أعباء استضافتهم على أراضيه. كما التقى الملك عبدالله الثاني اللجنة المشتركة للشئون الخارجية والدفاع وعددا من قادة الأحزاب السياسية في البرلمان النمساوي ، حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط خصوصا تداعيات الأزمة السورية والجهود الدولية المبذولة مع الأطراف الإقليمية في التعامل معها.