اهتمت وسائل الإعلام الإيرانية اهتمامًا كبيرًا بالأحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مؤخرًا، واستغل الإعلام الإيراني الأحداث لمهاجمة الغرب على سياسته الخاطئة تجاه سوريا، وكذلك دعمه للإرهاب وهو ما أدى حسب زعمهم إلى هذا الإرهاب المضاد. فرأت جريدة "كيهان العربي" الإيرانية، أن انفجارات باريس يجب أن تكون عبرة وصحوة للغرب الذي يدعم الإرهاب تحت شعار دعم الشعب السوري؛ ويجب على الرأي العام الغربي، وفي مقدمته أمريكا أن يقتنع بأن سياسته خاطئة وداعمة للإرهاب، وأنه يسعى إلى تنفيذ السياسات الغربية في المنطقة من خلال استخدام داعش كأداة، وأوضحت الجريدة أنه منذ الآن فصاعدًا لن يعد بإمكان الغرب أن يضلل الرأي العام العالمي حول ما يحدث في المنطقة، ثم فتحت الجريدة النار على النظام السعودى الذي اعتبرته حليفًا ذيليًّا للغرب هو مصدر الإرهاب المنبثق عن فكر الفرقة الوهابية الضالة التي شوّهت صورة الإسلام عبر تبنيها الفكر التكفيري. وفي نفس السياق علقت جريدة "سياست روز" على أحداث الإرهاب الأخيرة مؤكدة أن العالم يعلم بأن الإرهاب وداعش صناعة أميركية، وأتهمت الغرب بأن تكاسله عن تقديم الدعم للحكومة السورية في محاربته للإرهاب من شأنه أن يشكل تحديات كبرى للمجتمع الدولي، وأضافت الجريدة أن الادعاءات الأمريكية بأن الحكومة السورية مقصرة في محاربة الإرهاب كلام فارغ فقط حتى لا يلتفت العالم للدور الأمريكي في الإرهاب. وعلقت صحيفة "الوفاق" أن أحداث باريس هي امتداد للعمل الإرهابي في الضاحية الجنوبية في لبنان فأكدت أن التفجير الإرهابي في الضاحية الجنوبية لبيروت هو فشل للمشروع الأمريكي الصهيوني العربي الرجعي لتسويق "داعش" وأضافت أن خطر "داعش" كخطر الصهيونية، يهدد الجميع. وعلق الكاتب والمحلل السياسي الإيراني "حميد حلمي زادة " في مقال نشرته وكالة أنباء فارس الإيرانية، بأن الإرهاب مرفوض بجميع أشكاله مؤكدًا أن الحدث مثير للأسى والحزن بشكل كبير، ووصف حلمي الحدث الإرهابي أنه إرهاب مضادّ جاء ردًّا على مشاركة فرنسا في منظومة الإرهاب الدولي التي تتزعمه الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط تحت ذريعة "محاربة الإرهاب والتطرف" منذ عام 2001 م، على بعد هجمات 11 سبتمبر وحتى الآن، ووصف دور فرنسا في دعم الإرهاب ب"المفضوح". بالإضافة إلى سعيها لتأجيج الفوضى العارمة التي تجتاح "الشرق الأوسط لتقسيم المنطقة وإعادة رسم خارطتها مع منح قوة أكبر للكيان الصهيوني. وأكد حميد أن خلافًا للقيم الأخلاقية والحضارية فقد استغلت باريس هذه الجريمة لتصعيد حدة الكراهية ضد المسلمين وتكريس مقولة "لإسلام فوبيا" المغرضة في البلاد بخاصة وفي أوروبا بعامة أكثر فأكثر. وفضلًا عن ذلك اتهم الكاتب فرنسا بأنها تتحمل مسؤولية الجريمة التي حدثت في الضاحية الجنوبية بلبنان والتي راح ضحيتها نحو 300 من المواطنين الأبرياء شهداء وجرحى بفعل العملية التي تبنتها "داعش"، فالنار التي تضرمها فرنسا في لبنان وصلت لعقر دارها. ومن جهة أخرى اتهمت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن اليهود الفرنسيين كانوا على اطلاع بوقوع الأحداث الإرهابية كما حدث في أحداث 11 سبتمبر قبل 14 عامًا إذ لم يحضر اليهود العاملون في برجي التجارة العالميين يوم التفجير إلى أعمالهم، وأضافت الوكالة أن حيازة مثل هذه المعلومات الدقيقة تؤكد ضلوع اليهود في وقوعها إلا أن الساسة والأجهزة الأمنية والاستخبارية لأمريكاوفرنسا حاولت التغطية عليها وتوجيه التهم في وقوع هذه الهجمات الإرهابية إلى ما سمته "الإرهاب الإسلامي" لفتح الباب أمام المزيد من التدخل في شؤون المنطقة.