يتوتر الكثير من المثقفين، حين يصاب أحد المبدعين بوعكة صحية، من حين إلى آخر، خاصة التي تحتاج لتدخل الدولة لعلاجه خارج البلاد، لتدهور حالته الصحية، فمن بضع شهور تعالت أصوات ومازالت تحث الدولة، لتفعيل قرار اتخذه المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، بسفر الكاتب محمد جبريل ليخضع لعملية جراحية خطيرة في العمود الفقري. ذلك ما أكدته زوجة "جبريل" الدكتورة زينب العسال في تصريح خاص ل"البوابة"، وأضافت: إن الحكومة السابقة أصدرت قرار بعلاج الكاتب محمد جبريل خارج مصر ومعه مرافق، لكن المبلغ الذي حدده القرار كان 12 ألف يورو كمساهمة من الدولة. وواصلت زينب، إن الوضع الصحي ل"جبريل" سئ جدا، ويعاني من آلام مرعبة ناتجة عن إشكاليات في فقرات العمود الفقري، رغم إجراء الكاتب محمد جبريل عملية جراحية من وقت قريب، وانفاق مايقرب من 100 ألف جنيه مصري إجمالي تكلفة العملية الجراحيىة من جيبه الخاص، مؤكدة أنه لم يتلقى أي دعم مادي من اتحاد الكتاب أو من نقابة الصحفين. وطالبت زينب، رئيس الوزراء بتفعيل قرار علاج "جبريل" على نفقة الدولة دون تحديد مبلغ معين خاصة أن المساهمة المادية التي وضعها "محلب" كانت غير كافية لإتمام علاج الكاتب محمد جبريل في مشفى في فرانك فورت التي أوصى بها أطباء حول "جبريل". وفي سياق متصل قال الناقد الدكتور مصطفى الضبع: إن أزمة المبدعين العلاجية مبدؤها اتحاد الكتاب أولا ووزارة الثقافة ثانيا، اتحاد الكتاب كيان مريض أنهكه صراع المصالح وأنانية الأفراد، فكيف تطلب منه البحث عن علاج. والوزارة ينقصها الخطة للفصل بين مؤسساتها أولا واستثمار إمكانياتها ثانيا ووضع مخططات واضحة وحاسمة لحل مشكلات تاريخها الطويل ليس مبررًا لإهمالها. وأضاف الضبع مقترحا لبعض الحلول قائلا: يجب تصفية قوائم اتحاد الكتاب ممن ينطبق عليهم وصف ازدواجية جهات العلاج فهناك من الأعضاء من يستفيد من مظلة تأمينية للعلاج في مؤسسته كأساتذة الجامعة والرجال القضاء مثلا مما يعطي الفرصة لغيرهم للإفادة من الإمكانيات المتاحة، إضافة إلى دعوة الوزارة رجال الأعمال والمستثمرين لبناء مستشفيات مميزة الخدمة بأسعار اقتصادية. وواصل الضبع، ولابد من إنشاء صندوق للعلاج يعتمد في موارده على نسبة محدودة ومحددة من إيرادات النشر ومعارض الكتاب وجوائز الأدب وعروض السينما وغيرها مما لا يكلف الدولة أية أعباء، إضافة إلى تنشيط السياحة الثقافية واستثمار إيراداتها في دعم صندوق العلاج. وقال الشاعر محمد ثابت مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر: يموت أغلب الكاتب في مصر من الفقر والمرض والدولة لا تحرك ساكنًا منذ بداية عصر حسنى مبارك والكاتب في مصر هو "الحيطة الميلة" بين كل فئات الشعب، ونأمل في أن يهزم تلك القاعدة النظام الحالي خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي دائما ما يحث على أن الثقافة والمثقفين ضرورة لأي مجتمع حر. وطالب ثابت الدولة بأن يكون وزير الثقافة عضو اتحاد كتاب بعد أن تدعمه الدولة بإنشاء صندوق معاشات وتأمين صحي حقيقي إذا لم ينصف الكاتب في مصر فيجب أن تستقيل فورًا. وأكد الشاعر محمد المخزنجي، على أن المبدعون هم القوى الناعمة ومشاعل التنوير ولسان حال المجتمع ومؤرخي حياة إلا أن مبدعي مصر ينقصهم الكثير من الخدمات التي تعينهم على مواصلة مشوارهم الابداعي ومن أهم مشكلات الأدباء عدم الرعاية الصحية التي تليق بهم. وطالب المخزنجي الدولة بإتمام مشروع التأمين الصحي لاتحاد كتاب مصر خاصة أن الأديب الآن بلا أدنى رعاية صحية كباقي النقابات. وفي سياق متصل قال الروائي حمدي البطران: إن علاج الكتاب على نفقة الدولة يتأرجح بين الحقيقة والوهم، وذلك لأن أعداد كثيرة من أعضاء الاتحاد حاصلون على عضوية نقابات أخرى مثل المعلمين والصحفيين والأطباء وغيرها من النقابات المهنية، ولا يوجد تنسيق بين الاتحاد وغيره من تلك النقابات، وأغلب الأعضاء يعملون في وظائف حكومية أو غير حكومية تشملها مظله التأمين الصحي الحكومي أو أنظمة ومظلات أخرى له. وأكد البطران، على أن هناك بالفعل أعداد من أعضاء من اتحاد الكتاب لا تشملهم أي مظلة تأمين أوعلاج وهم الأولى برعاية الاتحاد، خاصة أن متطلبات العلاج أو صرف الأجهزة التعويضية لكل الأعضاء لا يقوم الاتحاد بوضع سقف معين ثابت ومتساوي لكل الحالات، وبالطبع لا يغطي كل نفقات العلاج. وطالب البطران الدولة أن تدعيم ميزانية الاتحاد أو يوافق السيد الرئيس على علاج الأعضاء بمستشفيات القوات المسلحة نظير مبلغ يتفق عليه في حدود الإمكانات المتاحة.