أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار، أن سيناء الجزء الغالى من أرض مصر كنز تراثى فريد ومنظومة ثقافية وسياحية يمكن استغلاله في تنشيط السياحة بسيناء بإحياء معالم هذا التراث وترويجه وتسويقه بكل المواقع السياحية بسيناء وفتح مدارس لإحياء هذه الصناعات التراثية وحفظها من الاندثار. وأشار ريحان - في تصريح له اليوم - إلى أن المجتمع السيناوى مجتمع له نظم وقوانين وعادات وتقاليد وصناعات خاصة يحرص زوار سيناء على معايشتها على الطبيعة لشهرة أهلها بكرم الضيافة ومراعاة الجار واحترام العرض والوفاء بالعهود والشجاعة وعزة النفس واحترام الحيوان. وقال: إن حياة البادية ارتبطت بالبيئة التي يعيشونها فصنعوا الخيمة البدوية من الشعر حيث تحيكها النساء من وبر الإبل وصوف الغنم ويقيمون بها في الشتاء والربيع اتقاء للمطر والبرد، وفى الصيف يبنون لأنفسهم أكواخًا من القش وأغصان الشجر لتقيهم الحر والرياح ويطلق عليها عرائس، ويطحنون الحبوب بالرحى ثم يعجنون الدقيق في باطية وهى منسف صغير ويخبزونه رقاقًا على الصاج أو أقراصًا على الجمر حيث يوقدون الحطب على الأرض حتى يصير جمرا فيزيلون الجمر عن الرماد ويطمرون قرص العجين في الرماد ثم يضعوا عليه الجمر إلى أن يجف وجهه الأول فيقلبونه على الوجه الآخر. وأضاف أن أهل سيناء لديهم طريقة في الشواء لها شهرة عالمية يعرفها كل زوار شرم الشيخ حيث يأتون بالخروف بعد سلخه ولفه برقائق الألومنيوم ليوضع على شبكة تحته الجمر ويغطى بإحكام بنصف برميل يوضع عليه الكليم البدوى المصنوع من قصاصات الأقمشة ثم يدفن تمامًا ويهال عليه التراب ويحرص زوار شرم الشيخ على تناول هذا الشواء في خيمة بدوية حيث يخبرهم شيخ القبيلة عند قدومهم بأن طعامهم مدفون وسنحصل عليه بعد رفعه بالكوريك وهذا ما يتم بالفعل ترفع الأتربة بالكوريك ثم يظهر الكليم البدوى ثم تظهر ملامح الشواء لتفوح منه رائحة تبهر الزائرين الذين لا تنقطع كاميراتهم عن تصوير كل مرحلة وكأنهم أمام اكتشاف أثرى هام. وأشار ريحان إلى رداء المرأة البدوية المصبوغ من جذور النبات ويتحزمن بحزام من شعر أسود أو أبيض يحكنه بأنفسهن ويلففنه ثلاثة لفات حول الخصر ويتبرقعن ببرقع مكون من نسيج قطنى أسود مطرز بخيوط حريرية مختلفة الألوان تغطى الرأس والأذنين وتعقد بشريطين تحت الذقن، وفوق البرقع ترتدى وشاحا أسود يدعى القنعة يغطى الرأس والظهر، وفى زواجهم يكون مهر بنت العم خمسة جمال والأجنبية عشرين جملا، ويأخذ والد العروس غصنا أخضر يناوله لخطيبها قائلا (هذه قصلة فلانة بسنة الله ورسوله إثمها وخطيتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شئ نفسها فيه وأنت تقدر عليه) فيتناول الخاطب القصلة ويقول قبلتها زوجة لى بسنة الله ورسوله ويزفوا في خيمة كبيرة تدعى البرزة. وتابع أن أهل العريس يذبحون الذبائح عند باب البرزة ومن آلات الطرب الربابة والشبابة المعروفة في مصر بالصفارة والمقرون (الزمارة)، وأشعارهم منها القصيد الذي ينشد على الربابة والموال وحداء الإبل، ورقصاتهم هي الدحية حيث يقف المغنون صفًا واحدًا بينهم شاعر أو أكثر يعرف بالبدَاع يرتجل الشعر، وأمامهم من ترقص بالسيف وتدعى الحاشية ويبدأ المغنون بقولهم "الدحية الدحية" ويصفقون بأيديهم. وأكد أن المنازعات في سيناء يتكفل بها رجال يحكمون بالعرف والعادة ومنهم المنشد الذي يحكم في المسائل الشخصية الخطيرة كمس الشرف والإهانة الشخصية، والقصاص وهو قاضى العقوبات، والعقبى وهو قاضى الأحوال الشخصية، والزيادى وهو قاضى الإبل يقضى في أمور سرقتها وكل ما يتعلق بها، والمبشع وهو قاضى الجرائم المجهولة التي لا شهود لها وذلك باختبار المتهم بالنار أو الرؤيا، واختبار النار بتسخين طاسة نحاسية بشدة ويطلب من المتهم أن يلعقها 3 مرات بلسانه، فإذا أثرت النار في لسانه يعنى إدانته، ويقال في ذلك إن كان مجرما جف ريقه فتؤثر النار على لسانه، وأما الرؤيا فهى أن المبشع يفكر في المتهم ثم ينام فيظهر له الجانى في الحلم وعندما يصحو يحكم عليه.