دعا الرئيس الأفغاني أشرف عبدالغني للهدوء بعد أن حاول محتجون غاضبون من أقلية الهزارة الشيعية الوصول إلى قصره في كابول، اليوم الأربعاء، للمطالبة بالإنصاف إثر ذبح سبعة من أعضاء طائفتهم بأيدي متشددين إسلاميين. وفي واحدة من أكبر المظاهرات بكابول منذ سنوات سار آلاف الأشخاص في شوارع كابول لمطالبة الحكومة بالتحرك بعدما ألقى القتلة بالجثث المذبوحة جزئيًّا في وقت سابق هذا الأسبوع. وعززت أعمال القتل التي أدانتها الأممالمتحدة باعتبارها جرائم حرب من الشعور المتنامي بعدم الأمان منذ استولت حركة طالبان لفترة قصيرة على مدينة قندوز الرئيسية في شمال أفغانستان في أواخر سبتمبر. وهتف المحتجون "الموت لعبد الغني.. الموت لطالبان" في مسيرة امتدت لعشرة كيلومترات إلى القصر وحملوا نعوش الموتى وقد لفت بقماش أخضر وطالبوا الرئيس بالخروج إليهم ومواجهتهم بالرد. وقال سيد كريم (40 عاما) -وهو واحد من آلاف المحتجين الذين ملأوا ميدان مزاري في غرب كابول- "الطريقة الوحيدة لمنع مثل هذه الجرائم في المستقبل هي السيطرة على جميع المكاتب الحكومية إلى أن يفيقوا ويصدروا قرارا." وفي خطاب تلفزيوني رتب له على عجل وعد عبد الغني الذي تتعرض حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها لضعوط متزايدة بسبب تردي الأوضاع الأمنية باتخاذ إجراء لكنه دعا إلى ضبط النفس وألا تكون الغلبة للعواطف. وقال عبد الغني "نحن ملتزمون بالثأر لدم أبناء وطننا. لن ندخر في ذلك جهدا." وأضاف وهو يتهم المتشددين بإثارة التوترات الإقليمية والعرقية "علينا أن نتجنب ردود الفعل التي تنتهي بالفوضى." وعند مرحلة ما حاول المحتجون تسلق أسوار مبنى قريب من القصر ودفعوا الشرطة لإطلاق طلقات تحذيرية لتفريق الجموع. وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن سبعة أشخاص أصيبوا بينهم خمسة جراحهم سببها طلقات. * مخاوف طائفية.. وبخلاف الأعداد المتزايدة من القتلى كل يوم فإن مقتل السبعة من أفراد الهزارة وبينهم ثلاث نساء وطفلان سلط الضوء على مخاوف من أن تؤدي الكراهية الطائفية إلى تسميم العلاقات في بلد مؤلف من العديد من الأعراق. وتتعرض أقلية الهزارة الشيعية في أغلبها والتي تتحدث اللغة الفارسية للاضطهاد في أفغانستان وذبحت طالبان وتنظيم القاعدة آلافا منهم في التسعينات لكن حوادث القتل والخطف التي وقعت هذا العام فاقمت من شعور الإحباط. وقال عبد الرؤوف إبراهيم رئيس الغرفة الدنيا من البرلمان "إن هذا يبعث رسالة بالغة الخطورة لشعب أفغانستان وحكومتها وحلفائها الدوليين. هذه القضية لا تخص عائلة أو قبيلة أو مجموعة عرقية بل تخص الأفغان جميعا." وقتل أبناء الهزارة في إقليم زابول الجنوبي حيث تدور معارك بين فصائل من طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية أثارت مخاطر المزيد من التفتيت وقللت من فرص استئناف مفاوضات السلام المتعثرة. وقال المتظاهرون إن شعب الهزارة يقتل كل يوم في الطرقات بين أقاليم غزنة وباميان ووردك إلى الغرب من كابول حيث تسيطر طالبان على معظم المناطق الريفية بعد وقف القوات الدولية لمعظم عملياتها القتالية العام الماضي. وإلى جانب إلقاء اللوم على طالبان والدولة الإسلامية أشار بعض أبناء الهزارة- على شبكات التواصل الاجتماعي- بأصابع الاتهام بشكل عام لقبائل البشتون وهي أكبر طائفة عرقية في البلاد ومنها يأتي العدد الأكبر من المنضمين للحركات الإسلامية. وقالت متظاهرة قدمت نفسها باسم سهيلة "نحن من هذا البلد.. يجب أن نحظى بنفس الحقوق كغيرنا من المواطنين."