72 عضوًا بالبرلمان وافقوا مقابل 63 معارضًا حكومة إسبانيا تخسر 250 مليار يورو سنويا جراء الانفصال «الباسك» يستعد للمطالبة ب«الابتعاد عن الحكم المركزى» «برشلونة» و«إسبانيول» يستعدان لزعامة الدورى الكتالونى تطبيقًا للقانون جاءت موافقة برلمان إقليم كتالونيا أمس على إعداد خطة للاستقلال عن إسبانيا بحلول عام 2017، بعد موافقة 72 عضوا مقابل 63 معارضا، الأمر الذى أثار غضب رئيس الوزراء ماريانو راخوى والذى هدد باتخاذ إجراءات قانونية ضد برلمان كتالونيا، وربما يدفع بفرض عقوبات على الإقليم وسحب الحكم الذاتى وفرض سيطرة مباشرة من مدريد، وسيزداد الوضع سوءا فى ظل اقتراب موعد الانتخابات العامة المقررة فى 20 ديسمبر المقبل. موضوع الانفصال لم يكن وليد اللحظة، بل يعود إلى فترة ما بعد خروج العرب من إسبانيا بعد المعاهدة بين ملكة إقليم إراجون وحاكم مدريد، وذلك حتى يتمكنا من التخلص من الحكم العربى، ثم بدأت النزعات الانفصالية تظهر على السطح، وكان أهم الأقاليم ذات النزعة الاستقلالية الباسك وكتالونيا وإراجون والأندلس، لكن بعد نهاية حكم الديكتاتور فرانكو تم منح تلك الأقاليم حكما ذاتيا وبرلمانيا مستقلين. وربما سيوجه انفصال كتالونيا عن إسبانيا ضربة سياسية واقتصادية موجعة لحكومة مدريد المركزية، حيث ستقوم بعض الأقاليم الأخرى بمطالبات مشابهة، ومن ضمنها إقليم الباسك، وهو أكثر تشددا من إقليم كتالونيا، وعلى المستوى الاقتصادى فإن إقليم كتالونيا يتمتع أيضا باقتصاد قوى ومتنوع من خلال الصناعة والسياحة والزراعة والتجارة، حيث يبلغ دخل الفرد السنوى فى الإقليم 30 ألف يورو سنويا، وهو ما يعادل دخل الفرد فى بريطانيا، بالإضافة إلى أن الناتج القومى الإجمالى للإقليم يبلغ 250 مليار يورو سنويا، وهو الناتج الأعلى بين جميع الأقاليم الإسبانية، وتنحصر ديون كتالونيا فى حوالى 15 مليار يورو فقط. وبعيدا عن السياسة والاقتصاد فإن الانفصال سيسبب حالة من البلبلة لعشاق كرة القدم الإسبانية، والذى يتضمن مصير نادى برشلونة، وهو الفريق الأشهر فى تاريخ الكرة الإسبانية، بل فى تاريخ كرة القدم العالمية، حيث من أبرز التهديدات التى أثيرت هى انتهاء مشاركة نادى برشلونة وجميع الأندية الكتالونية ومن ضمنها نادى إسبانيول فى بطولات الاتحاد الإسبانى وعدم المشاركة فى الدورى المحلى وكأس الملك والليجا أيضا، بحسب القانون، وذلك فى حال استقلال كتالونيا عن إسبانيا. مصير برشلونة ووفقا لمجلة «بيزنس إنسايدر» فإن الانفصال يعد أمرا مستحيلا، وإذا حدث ذلك فالحل الوحيد لمشاركة برشلونة فى الدورى الإسبانى سيكون من خلال اتفاق مع حكومة مدريد، لأن قوانين الاتحاد الأوروبى لكرة القدم تنص على عدم مشاركة أى اتحاد جديد فى الدورى المحلى خارج دولته، وهو ما يعنى أيضا عدم مشاركة برشلونة فى دورى أبطال أوروبا و«أوروبا ليج»، إلا إذا كان مسجلا كعضو فى الاتحاد الإسبانى، فى حين تؤكد الشواهد رفض الاتحاد الإسبانى الاعتراف بأى ناد كتالونى فى حال الاستقلال. وقد استخدمت كتالونيا الرياضة كإحدى أهم الرسائل الوطنية للحصول على استقلالها، حيث إنها تتميز بمنتخب قومى على قدر عال من المهارة والاحترافية، ومن أشهر من درب المنتخب الكتالونى المدرب الهولندى يوهان كرويف والذى لعب أيضا بقميص المنتخب بسبب عدم اعتراف «فيفا» ولا الاتحاد الأوروبى بهذا المنتخب، ومن أبرز من لعب بقميص المنتخب الكتالونى بعد توجيه الدعوة إليه البلغارى خريستو ستويشكوف وألفريدو دى ستيفانو لاعب برشلونة السابق وأندرياس إنيستا والكثير من نجوم كرة القدم العالميين، وقد تم تشكيل المنتخب الكتالونى منذ عام 1904، وكان يلعب ضد فرق محلية، ولكن فى عام 1912 خاض أول مباراة ودية دولية مع منتخب فرنسا ورغم خسارة المنتخب الكتالونى 7- صفر فى هذا اللقاء، إلا أنه لم يتوقف عن إثبات جدارته واستحقاقه. وخاض المنتخب الكتالونى أكثر من 200 مباراة عالمية ومع أهم المنتخبات على مستوى اللعبة الشهيرة ومنها منتخب الأرجنتين الذى فاز عليه فى 2009 ب4-2، وخسر أمام منتخب البرازيل فى 2004 ب5-2، ولعب أيضا ضد منتخبات تونسوفرنسا وكولومبيا وتشيلسى ونيجيريا والدنمارك وروسيا والعديد من المنتخبات، وكان على مستوى الساحرة المستديرة حينما لعب فى لقائه الأخير مع منتخب الرأس الأخضر بقيادة مدربه جيرارد لوبيز وهو لاعب نادى برشلونة السابق. بيكيه المؤيد الأول ويأتى نادى برشلونة كأهم وأقوى الأندية فى الدورى الإسبانى، ومن أبرز لاعبى برشلونة المؤيدين للانفصال وأكثرهم وسامة المدافع الدولى جيرارد بيكيه وصديقته المغنية الكولومبية شاكيرا واللذان تمت مشاهدتهما أكثر من مرة مع المتظاهرين المنادين بالاستقلال، ومن المؤيدين للانفصال تشافى هيرنانديز ورئيس نادى برشلونة خوسيه ماريا بارتموميو، حيث ينتهز لاعبو الفريق كل مباراة لجعلها مظاهرة حية ونداء شعبيا وكرويا وفنيا وسياسيا لاستقلال إقليم كتالونيا، ولكن ليس كل لاعبى فريق برشلونة من إقليم كتالونيا، وهو الأمر الذى تلعب عليه الآن المخابرات الإسبانية من خلال تجنيدهم لصالح إسبانيا، وجعلهم رموزا مضادة للانفصال، ولكن المؤشرات الراهنة تفيد بفشل وعدم جدوى محاولات المخابرات الإسبانية، ومن أهم الدلائل دراسة فريق برشلونة الآن عروضا خارجية للعب ضمن الدوريات الأوروبية، وذلك حسب التصريحات السابقة لجوردى ترياس عمدة مدينة برشلونة، ومن أهم تلك الدوريات الدورى الفرنسى، حيث سيكون من حظ الفرنسيين أن يلعب فريق مثل برشلونة فى صفوف منتخبه، خصوصا أن كتالونيا لا تملك فرق كرة قدم تكفى لإقامة دورى خاص بها، ولذلك فسينتقل الفريق إلى دورى آخر فى حال استقلالها.