“,”تمثال“,” لسه بيتعلِّم يكتب اسمه ويخربش كراريس الواجب ويشخبط بالقلم الجاف لسه بيتلجلج وبيرعش ويخاف بيحاول يتكلم عن بكره .. وامبارح وبكل جوارحه بيتهجى وبيقاوح أبجد هوز مش واخد على طيارته وهيا بتعلن إفلاسها وتصرح ببجاحة إنها هتبطَّل تسمع حكاياته مع إنه بيلضم دوبارتها ويفردها ف حضنه مش واخد على صوته بيتكلبش من جواه وكأنه بيعرف ينكر ويخبِّيه وكأنه بيقدر يهدم كل كيانه ويرجع م الأول يبنيه كان واقف وسط ميدان كان بايت ليلة ف حضن الشارع والشارع كان بايت في مدينة غريبة ما يعرفهاش مش شايف ناس حواليه يعرفهم ولا حاسس بوجوده علشان كده قرر يبدأ م الأول وكأن التواريخ بتفوت جواه من غير ما تسلِّم والدنيا بتبدأ من أول وجديد واهو لسه بيتعلِّم يكتب اسمه ! . “,” هيستيريا “,” بتبصّ عليك بتقرَّب منَّك وبتتقرَّب ليك تتبسِّم تتبسِّم أكتر تضحك لك ونهودها بتتبعتر على غفلة ف عينك فتبربش وتبربش أكتر وتحاول تقنع نفسك بوجودها تفتح عينك وتحاول تلمسها وما تلاقيهاش حواليك تلاقيك بتدوَّر بتلفِّ ف كلّ مكان تنده وتزعق يا اسمك إيه.. يا فلانة.. يا إنسانة أنا آسف حاسس بريحتها ف كل مكان في البيت في المكتب، في الصالة على الكرسي الهزاز في المطبخ.. وف أوضة نومك بتحاول تستوعب تفاصيلها ملامحها وهيا بتتسحَّب من جنبك تفتح شبابيكك .. والبلكونة وباب الشارع تدخل أصوات العربيات والزحمة وتلزق ع الحيطة مش قادر تعرف صوتك من أصواتهم تجري وتحاول ترجع زي ما كنت وتفشل تاني تنهج.. تتنفس أسرع من خيل السباقات وتنخّ وتركع تسمع صوتها.. وتفتح عينك تلقاها قصادك وتحاول تلمسها وكفَّك مش قادر يتحرَّك وف لحظة ما تمد إديها وتمد إديك تسقط وتنام. “,” آلة زمن “,” يوميَّاً لمَّا الساعة بتبقى تمانية ونص صباحاً تاخدك رجليك على أول تخته على يمين السبورة وتطلَّع ورقة وتكتب إحساسك جوَّاها وبعدين ترميها على البنت أم ضفاير وفيونكات فتصدر وشَّها ع الجنب التاني وتعمل مكسوفة أول ما تشوفها تحسِّ دموعك مش لايقة على مقاسك ولأنك ما بتقدرش تفسَّر بتحاول تعمل من روحك ميكروسكوب علشان تقدر تدخل جوَّاها وتفهمها دي حكاية قديمة وكلنا عارفينها دلوقتي ما بقيتش بتستغرب من نفسك لما تحسِّ إنك مقتول مع سبق الإصرار من جوَّاك والطفل اللي انت دفنته بإيدك صاحي وبيلومك مع إنك دلوقتي بقيت قادر تفهم وبقيت قادر دلوقتي تعبَّر وتقول ع اللي ف قلبك ببساطة بس اللي اتغيَّر إنك ما بقتش تحسِّ بنفس طريقتك وانت بتكتب لها جوابات وإنّ دموعك بعد ده كله لسه ماهيش ماشيه على مقاسك وكمان هيَّا مابقتش البنت أم ضفاير وفيونكات “,” سُنَّة مؤكَّدة “,” بتعدِّي عليك أيام تخبط راسك في الحيط وتشق هدومك تنزل تحت الدش وتفضل ساعتين مش حاسس ولا حاجة وتفوق بمجرد ما تحس بإنَّك متخمَّر تحرق في سجاير تشرب .. تسكر تمشي قصاد المرايات تتمختر تتطوَّح ع الحيط تتلمِّ وتتبعتر تتكرمش تطلع في الشمس في عز النقريَّة تكويك.. تهريك تلزق جوَّاك وماتعرفش تشيلها صورتك على كل حيطان البيت مش باينة وانت مابتبانش ولا بتظهر جوَّاها أو يمكن صورتك طلعت فجأة بتظهر واحد تاني تسأل نفسك يطلع مين البنى آدم ده ؟ تتجاهل نفسك ما تردِّش ترجع من أوِّل وجديد وتحاول تفهم تلاقيك بتصبَّر نفسك وتقول “,”مش وقته “,” تجري الأيام ويعدِّي الوقت وترجع تاني تلاقيك متحاصر بالأسئلة من غير إجابات وساعتها تقرَّر تطلع منها وتفهم حاجة فتبصّ لصورتك تاني وتلاقي اللون الأبيض طافح على شعرك وعقارب ساعتك تتَّريق على شكلك والمرة دي تلاقي الوقت يقول لك: اخبط راسك في الحيط. “,” فيلم وثائقي “,” فاكر وانت بتقرا مجلة ميكي تتأثَّر بالأحداث وتعيط وتشاركه همومه تنزل تشتري كل الأعداد وتخزِّنها ف مكتبتك وتحاول تتفرَّج على برنامج “,”دنيا الأطفال “,” وتنام من كتر الحكايات اللي ف بالك تحكيها مش لاقي كلام !! وإن كنت لقيت مش عارف هتقوله لمين وانت لوحدك وبطولك وكأنَّك متعلَّق من عرقوبك في الساقية والدنيا تلفِّ عليك تعصر قلبك وتنزِّل منَّك صورة ف كلمة ف ذكرى من الماضي تستغرب وتقول إنك لسه صغير وتعد على صوابعك أحلامك وتحاول تمسكها !! إحنا المخاليق في الأرض بنتعذِّب من أول ثانية في قلوبنا حجارة وطين وخراب وعفن وتراب وحقيقة ف ثانية ما نضمنش إنها تتحوِّل لسراب أوطانَّا وأكفانَّا بتتشابه في الآخر وحاضرنا ومستقبلنا ماهمَّاش أكتر من تكرار نفس المأساة بتتعاد من تاني والدنيا أساساً رد سجون مدهونة ولونها بيمشي من الغامق للغامق فماتستغربش إنّ احنا عبيد وما تستغربش إن احنا قدرنا نبقى سوابق.