تحتفل جمهورية مصر العربية والجمهورية السورية بالإضافة لقوات البحرية ومحافظة كفر الشيخ، بذكري معركة البرلس البحرية الشهيرة عام 1956 في الرابع من نوفمبر من كل عام، وهي المعركة التي نشبت بين الأسطول المصري وأساطيل قوات العدوان الثلاثي. وعن تفاصيل المعركة الشهيرة، طبقًا لم هو مدون في سجل انتصارات سلاح البحرية المصري، أنه في مساء يوم 3 نوفمبر قام سرب من لنشات الطوربيد لمهاجمة تجمعات العدو من ميناء الإسكندرية الشرقى يقوده الصاغ بحرى جلال الدين الدسوقى، ويتكون السرب من اللنش طوربيد 227 وقائده النقيب بحرى صبحى إبراهيم نصر واللنش طوربيد رقم 228 وقائده النقيب بحرى إسماعيل فهمى، واللنش طوربيد رقم 220 وقائده الملازم أول بحرى على صالح، وسار السرب بسرعة نحو 25 عقدة حتى بلغ مشارف بور سعيد في الساعة الثانية والنصف صباحًا واستدار عائدًا. وعند الفجر وعلى مسافة نحو عشرة أميال شمال شرقى فنار البرلس – وكان السرب في تشكيل رأس سهم، وفى المقدمة اللنش 227 – شاهدوا تجمعات الأسطول العدو مكونة من حاملة طائرات وطراد وبعض المدمرات فوجه قائد السرب اللنشات للهجوم على سفن الأعداء، وأمر بإطلاق مجموعة من الطوربيدات أصابت على الأرجح طرادا ومدمرة، وكان الهجوم سريعًا مفاجئًا وجريئًا أعقبه انطلاق اللنشات عائدة إلى قاعدتها وأعقب هذا الهجوم قيام أعداد من الطائرات من فوق حاملة الطائرات لمهاجمة اللنشات المصرية التي أصيبت بالصواريخ وانفجرت الواحدة إثر الأخرى، وقد استشهد جميع أفراد السرب ما عدا ضابط واحد وسبعة أفراد انتشلوا من البحر أحياء. وقد أوضحت هذه المعركة بصورة جلية ضرورة وأهمية وجود طيران بحرى تابع لقيادة البحرية حتى تستطيع توفير الحماية الجوية للسفن عند اشتباكتها مع الأعداء. ولكن تحركاتها كانت تدعو للشك والريبة لأنها تقترب من الشاطئ ليلًا وتبتعد عنه في النهار وفي صباح 1956 م ظهرت ست سفن للعدو أمام شاطئ البرلس بكفر الشيخ، وكانت زوارق الطوربيد المصرية تترصد حركاتها فلما لم يكن هناك مجال للتردد في الاشتباك مع هذه السفن نهارًا أصدر قائد الزوارق البطل الشهيد جلال الدين الدسوقي أوامره بالاشتباك فورًا، فقام أحد الزوارق بعمل ( ستارة الدخان ) ودار حولها لينضم إلى باقي السرب الذي خرج من وسط هذا الستار ليدخل في منطقة من الجحيم الذي يخرج من فوهات مدفعية أسطول الأعداء. أطلقت زوراق البحرية المصرية قذائفها من الطوربيد فأصابت احدى البوارج الفرنسية ومدمرة بريطانية وعادت الزوارق تدور حول السفن لتواصل الغارة عليها حتى انتهت حمولتها من الطوربيد ولكنها تعرضت في هذه الأثناء لغارات الطائرات النفاثة التي لاحقتها بالمطاردة حتى قضت عليها كلها. وتعرضت شواطئ البرلس لغارات الطائرات التي كانت تحاول قسم السواحل بقنابلها واكتشاف مراكز المقاومة الشعبية على طول الشاطئ وكان ذلك ضربًا من ضروب المستحيل بالنسبة للعدو فقد كانت هناك على الشاطئ بعض المدافع الأثرية من عهد عرابي وضعت للتمويه ففوتت عليه فرصة ذهبية كان يحلم بها، وانتهت معركة البرلس البحرية بصورة رائعة من الجراءة والبطولة بعد أن ضربت البحرية المصرية مثلًا جديدا في أسلوب القتال والاشتباك بزوارق الطوربيد نهارا، وكانت نجاة بعض جنود هذه الزوارق مصدرًا للمعلومات التي جمعت عن تفصيل المعركة والتي تؤكد فيها إصابة بارجة فرنسية ومدمرة بريطانية وقذفت أمواج البحر بعد ذلك بأيام بجثث القتلى من الأعداء والإعلام وقطع من زوارق النجاة التي كانت تحملها البارجة الغارقة. وانتهت معركة البرلس في دقائق بعد أن حققت لمصر مجدًا كبيرًا في تاريخ الجهاد والشرف، وصدرت عنها في حينها نشرة أنباء للمراسل الحربي لوكالة أنباء الشرق الأوسط جاء فيها: { وقامت قواتنا البحرية بعمل من أعمال البطولة النادرة سيخلده التاريخ وسيخلد معه كفاح رجال القوات البحرية المصرية من أجل المحافظة على سلامة بلادنا وحريتنا. فقد حدث أن اقتربت طرادات فرنسية حمولتها سبعة آلاف طن ويتكون طاقمها من ستمائة فرد وكانت تحمل بعض الوحدات من الفدائيين البحرين واقتربت من الشاطئ عند (بحيرة البرلس) بالبحر الأبيض المتوسط، وعلي مسافة اثنا عشر ميلًا من الساحل اشتبكت وحداتنا البحرية بالطرادة، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا تقدمت وحدات خفيفة من البحرية المصرية واشتبكت مع الطرادة الفرنسية في عملية انتحارية انتصرت فيها قواتنا البحرية وأصابت الطرادة الفرنسية إصابة مباشرة واشتعلت فيها النيران على الفور وظلت مشتعلة حتى تم إغراقها في الساعة الثانية عشرة من ظهر ذلك اليوم ، وقد كان هدف القوات المعتدية النزول إلى أرض البرلس واستخدمها كقاعدة يزحفون منها لاحتلال شمال ووسط الدلتا تماما كما أرادت الروم عام 53 من الهجرة وقوات الفرنجة 618، 647، 795 من الهجرة، فهزمتهم البرلس شر هزيمة... وما أشبة الليلة بالبارحة !. * أبطال معركة البرلس 1956 ميلادي. الشهيد البطل جلال الدين الدسوقى. على صالح. جول جمال انتهت معركة البرلس في دقائق بعد أن سجلت لمصر صفحة ناصعة في تاريخ الجهاد والشرف ولا ننسى بالفخر أبطال هذه المعركة الأبطال هم: جلال الدسوقي – إسماعيل فهمي - صبحي نصير - محمد البيومى - وجميعهم من القاهرة وجول جمال البطل السوري ابن اللاذقية وعلى صالح ومحمد رفعت من الإسكندرية -جمال رزق من المنصورة ، بعد أن سطروا بدمائهم لوحة فخار وشرف وحققوا مجدا عسكريا لمصر والأمة العربية ولا ننسى أيضا أهل البرلس الذين ضربوا مثلا رائعًا للتضحية والفداء في هذه المعركة.