عقد وفد المنظمة العربية لحقوق الإنسان، خلال زيارته لتونس سلسلة من الاجتماعات واللقاءات بعد ظهر اليوم الخميس، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات المؤتمر العربي حول تحديات الأمن وحقوق الإنسان والتي بدأت أمس الأول بالعاصمة التونسية. ضم الوفد الأستاذ "محسن عوض" الأمين العام السابق وعضو مجلس أمناء المنظمة، والأستاذ "علاء شلبي" الأمين العام للمنظمة -ونائب رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان-. وقام وفد المنظمة بزيارة المقر الجديد للمعهد العربي لحقوق الإنسان "دار السيدة" والذي يشكل نقلة نوعية في تطور بنية المعهد وإتاحته فضاءً حرًا لنشاطات المعهد وحركة حقوق الإنسان المجتمع المدني الوطني والعربي والدولي، واطلع على تجهيزات البنية الأساسية المتطورة، والأنشطة التي نفذها المعهد في مقره الجديد الكائن في منطقة شعبية بهدف نقل رسالة حقوق الإنسان من السياق النخبوي السائد عربيًا إلى السياق الجماهيري. كما تفقد الوفد القاعات المتنوعة والفضاءات المتخصصة للأطفال بعد تطوير وتجهيز البناية التاريخية التي اقتناها المعهد في الضاحية الجنوبية من تونس العاصمة (منطقة السيدة) لتصبح منارة للإشعاع والتنوير الثقافي وتعزيز الوعي بحقوق الإنسان وترسيخ المواطنة ونشر المعارف والفنون المتنوعة وتعميق الفكر والتوجه المدني الحداثي. واجتمع الوفد "لمياء قرار" مديرة المعهد ومديري الأقسام وطاقم العمل في المعهد، واستمع إلى الخطط المستقبلية وعدد من الفعاليات المتوقعة على الصعيدين الإقليمي العربي وعلى الصعيد التونسي، وخاصة الدعم التقني الذي يقدمه المعهد لوزارات التربية والعدل والداخلية والخارجية، واطلع الوفد على أحدث الإصدارات، وناقش سبل تعزيز التعاون المؤسسي بين المنظمتين في المجالات المتنوعة في ضوء تطورات حقوق الإنسان في المنطقة والتي باتت تمر بمرحلة دقيقة. كما تواصل الوفد هاتفيًا مع الدكتور "عبد الباسط بن حسن" رئيس المعهد الذي يزور المغرب في إطار فعاليات الندوة التي ينظمها المعهد بالشراكة مع منظمة اليونسكو حول تقنيات التربية على حقوق الإنسان. وانتقل الوفد لاحقًا إلى مقر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، حيث كان في استقباله الأستاذ "عبد الستار بن موسى" رئيس الرابطة –وعضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان- حيث قدم الوفد التهنئة للرابطة وثمن الجهود التي قامت بها الرابطة وبفية أطراف الرباعي الراعي للحوار الوطني التونسي الذي جنب البلاد أزمة الانقسام السياسي والاضطراب. ودعا الوفد للاهتمام بتوثيق تجربة المجتمع المدني التونسي في معالجة الأزمة السياسية لأهيمتها لفائدة المجتمع المدني عربيًا وعالميًا. كما ناقش الوفد مع الرابطة أوضاع حقوق الإنسان في تونس وعدد من بواعث القلق، ورحب بتعاون وزارتي الداخلية والعدل مع الرابطة في مجال تفقد مراكز الاحتجاز الأولى والمؤسسات العقابية. وتلى ذلك لقاءً تشاوريًا بين الوفد والأستاذ "مازن شقورة" مسئول مكتب مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان في تونس، جرى خلاله تبادل الرأي والتقييمات تجاه أوضاع حقوق الإنسان في تونس وعدد من بلدان المنطقة العربية، إضافة إلى كيفية تعظيم الاستفادة من شبكات الرصد الميداني التي أسستها اللمنظمة في ساحات النزاعات المسلحة والاضطرابات، وسبل دعم المدافعين عن حقوق الإنسان في مناطق تراكم الأزمات. وكان أعضاء وفد المنظمة قد شاركوا في فعاليات المؤتمر العربي حول "تحديات الأمن وحقوق الإنسان" الذي نظمته الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وقد مثل المنظمة في المؤتمر الأستاذ "علاء شلبي" الأمين العام، فيما مثل الأستاذ "محسن عوض" المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر وهو مؤسسة عضو في الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.