انطلق مساء أمس الثلاثاء، "مهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية"، الذي يختلف عن المهرجانات السينمائية التي تشهدها العاصمة اللبنانية، إذ يتخصص بالأفلام الوثائقية التي تعنى بالفنون من رقص وغناء وموسيقى وأزياء وفن تشكيلي وتصوير فوتوغرافي وسينما. وافتتح المهرجان في دورته الأولى في سينما متروبوليس في بيروت بفيلم "فيروز" الذي أخرجه وزير الثقافة الفرنسي السابق الإعلامي فريدريك ميتران، ويتناول في 52 دقيقة "سيرة المطربة اللبنانية التي تحيط بشخصيتها هالة من الغموض"، على ما يقول معد الفيلم. وقد عرض الفيلم للمرة الأولى في العام 1998 ويتوقف عند أهم المحطات الفنية والشخصية التي عاشتها فيروز من خلال صور وأشرطة من الأرشيف إضافة إلى مقابلة معها، وتتخلله مقاطع من أغنياتها. ويختتم المهرجان في الثامن من نوفمبر بفيلمين عن التصوير الفوتغرافي: الأول للمخرج الألماني فيم فندرز وعنوانه "الملح على الأرض"، ويروي بالصوت والصور قصة المصور البرازيلي سيباستيو سالغادو الذي زار نحو مئة بلد موثقا بكاميرته لحظات واقعية وإنسانية مؤثرة. أما الفيلم الثاني فهو للمخرج اللبناني أكرم زعيتر وعنوانه"28 ليلة وقصيدة"، ويغوص في أعمال المصور اللبناني هاشم المدني، صاحب "ستوديو شهرزاد". ومن خلال هذا الفيلم، يتعرف المشاهد على مرحلة من تاريخ لبنان. وقالت مديرة المهرجان أليس مغبغب، الناشطة في مجال الفن التشكيلي، أنه يسعى "إلى دعم إنتاج الأفلام الوثائقية التي تتناول القضايا الثقافية والفنية في لبنان، وذلك من خلال مسابقة تقام بين الجامعات. والمشروع الفائز سيصور ليشارك لاحقا في المهرجانات العالمية". ويتضمن برنامج المهرجان 25 فيلما من إنتاج الاعوام الثلاثة الأخيرة، تسلط الضوء على احداث فنية مهمة ووجوه طبعت الفن المعاصر، على غرار فيلم "تحفة دالي الفنية" المصور بالأبيض والأسود من إخراج دافيد بوخول، عن حياة الفنان التشكيلي الاسباني سلفادور دالي. وفي أجواء الرسم أيضا، يقارن فيلم "ماتيس وبيكاسو: اللون والرسم" بين أسلوب الاسباني بابلو بيكاسو والفرنسي هنري ماتيس. ولرقص الباليه حصته في المهرجان، مع تحية إلى راقص الباليه الشهير رودولف نورييف من المخرج الفرنسي ومصمم الرقص فابريس ايرو عبر فيلم "شغف نورييف". وفي فئة الافلام التي تعنى بسرد قصص المغنين، شريط عن" ام كلثوم، كوكب الشرق" للفرنسية من اصل تونسي فريال بن محمود. ومن الغناء إلى الازياء، حيث يتطرق "العقل والشغف" إلى نقاط التلاقي والاختلاف بين مصممي الازياء ايف سان لوران وكارل لاغرفيلد. وللمتاحف حصتها في المهرجان عبر فيلم يروي قصة جاك جوجار الذي انقذ خلال الحرب العالمية الثانية متحف اللوفر الفرنسي.