سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نرصد رحلة "التيار الإسلامي" من التضخم إلى الكربلائية... بدأتها جماعة الإخوان ولحق بها "النور".. الآيات القرآنية والمظلومية ركائزها.. و"جهادي سابق": لضعف خطابهم
ربما تُباعد بينهم المواقف السياسية، والرؤية المستقبلية، ويزيدوا عليهم المشادات الكلامية، هكذا يعيش تيار الإسلام السياسي في مصر، إلا أنه في مجمله ينتهج نفس المنهج، "تضخم واستحوذ وإذا سقطت فانت حتمًا مظلوم". من هناك بالضبط بدأت جماعة الإخوان، ولحقت بها الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور اللذان يمران في المرحلة الراهنة بأزمة قسمت ظهرهما، ملخصها حصول الحزب في الجولة الأولى من الانتخابات على ثمان مقاعد لا غير. ويشترك الفصيلين (الإخوان، والسلفيين) ومن وراءهم باقي تيار الإسلام السياسي في طريقة تعاملهم مع المشهد السياسي منذ ظهورهم بعد الثورة، وحتى اليوم، فجميعهم كانوا يرون أنهم الأقرب إلى الله، ما برر لهم التعامل مع الاستحواذ والتضخم، كفريضة، وترك الساحة السياسية لغيرهم ذنب يستحق العقاب، ولما لا وهم من يرون في أنفسهم سفراء لله على الأرض ومطبقين لشرعه. الأمر انقلب بعد الإطاحة بجماعة الإخوان تحديدًا والإسلام السياسي عامة، حيث لجأ فصيل بأكمله إلى لغة التسكين والمظلومية، معتمدة على الآيات القرآنية والتعهد بقرب النصر. اللافت في الأمر إن علاج المسكنات التي اعتمدت جماعة الإخوان على مدى أكثر من عامين ونصف لأقناع قواعدها بأنها على ثواب، استخدمها حزب النور، الذي كان في وقت، يرى التسكين لغة لن تجدي. ويعتمد الحزب منذ الإعلان عن نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات، على الآيات القرآنية، وخطاب شبيهة بلغة الإخوان يدعي المظلومية ويتمسك بالشعبية. بداية التضخم المتابع لتعامل الإسلام السياسي مع المشهد منذ سطوع نجمه عقب الثورة، يجده تعامل بمنطق المغالبة لا المشاركة، وهو ما ظهر في مقطع فيديو للشيخ محمد حسين يعقوب، الذي وصف الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعد الثورة ب"غزوة الصناديق"، مطالبًا إن من يعترض على الوضع السياسي آنذاك، عليه أن يضع نفسه في أول طائرة إلى كندا. وقياسًا على ذلك كان موقف جماعة الإخوان التي تعهدت بعدم ترشيح ممثل لها في الانتخابات البرلمانية وتراجعت، ثم تعهدت بتمثيل كل الطوائف في مؤسسة الرئاسة ومجددًا تراجعت. الأمر نفسه ينطبق على حزب النور الذي كان يخرج قياداته عبر الشاشات متحدثين بمليء فمهم عن كفر نجيب محفوظ، وزواج البنت في التاسعة من عمرها. حالة التضخم تلك وصفها الداعية السلفي، أسامة القوصي، بالمبررة في ظل فكر إخواني يرى أنهم يحتكرون الجنة، وقال في تصريحات خاصة ل" البوابة نيوز" إن حزب النور كان يتعامل بنفس المنطق، بل اشد تطرفًا بعد الثورة، وكان يرى أن التضخم حق، وأن الإسلاميين من عليهم الاستحواذ لتطبيق الشريعة في الأرض. الكربلائية دائمًا ودائمًا ما كانت تتهم جماعة الإخوان بادعاء المظلومية معتمدة في ذلك على تاريخ يمتد لأكثر من ثمانين عامًا، ولكن يبدو أن هذه المظلومية غير مرتبطة بالأعوام، فحزب النور الذي لم يمر عليه أربع اعوام، تبنى نفس الخطاب الإخواني، فور ما علم بهزيمته في الجولة الأولى من الانتخابات. ورغم عدم تجاوز عدد مقاعد النور داخل البرلمان حتى الآن عن الثمان مقاعد، إلا أنه مصر على أن له شعبية وضده حيكت المؤامرات. وقال عبد الغفور شميس، القيادي الجهادي السابق، إن النور يمر بحالة إنكار للواقع، بالرغم من أن فشله في الانتخابات كان متوقع. ورجح أن ينسحب "النور" كليًا من المشهد السياسي بعد انعقاد البرلمان، وتأكده أن نصيبه داخل المجلس غير مؤثر. وتوقع أن تكون الجولة الثانية اسوأ للنور من الأولى، مشيرًا إلى أن الحزب عرف حجمه في الشارع لكنه ينكر ويشكك في الانتخابات. من جانبه قال "القوصي" إن اتباع "النور" للنهج الإخواني في المظلومية، يؤكد إن الإسلام السياسي في مجملة يتبنى نفس الفكر حتى لو اختلفوا في المسميات والمواقف السياسية، وشدد على إن لجوء فصائلهم إلى "المظلومية" وقت الاستضعاف يشير إلى ضعف فكرهم وعدم قدرته على إقناع اتباعه وقت الشدائد إلفا من خلال الآيات القرآنية، ورفع شعار النصر القريب والثقة في الله. ولفت إلى أن ما نعتبره اللجوء إلى الغيبيات لتسكين القواعد لن يجدي، خاصة في حالة النور الذي غادرته القواعد منذ أكثر من عامين، على حد قوله. ووصف الداعية السلفية الحالة التي تعيشها جماعة الإخوان والنور ب"الكربلائية" التي يرون فيها أنفسهم دائمًا في معسكر الخير وما عداهم هم الذين يحاولون ظلمهم.