لاتزال جماعة الإخوان محور أحاديث الناس في الحكم كانت أم في المعارضة، ورغم الضربات التي تعرضت لها سواء قبل ثورتي يناير ويونية أو بعدها، وخروجها السريع من الحكم بعد عام واحد من الفشل في تاريخ الجماعة يتحدث الناس دوما عنها دون أن ينتبهوا سوي لرجالها الشاخصين في المشهد، رموزا كانوا أم رجالا وشبابا يملئون ساحات الصراع، هذا التنظيم الذي هضم أكثر من نظام حكم وأبي علي الاستئصال، ما سر صموده حتي الآن؟ هل يكمن في قوة الفكرة التي جمعت هؤلاء؟ ربما السر الذي لم يعرفه أحد قبل عام 2005، وتحديدا في الانتخابات البرلمانية، السر يجسده هذا المشهد الذي يصور امرأة من الإخوان تعتلي سلما خشبيا لتنفذ من خلاله للجنة انتخابية أغلق الأمن أبوابها، لخص هذا المشهد حكاية النساء في جماعة الإخوان، فما حقيقة وضع النساء في هذه الجماعة وهل يشابه وضعهن في مجتمعنا الذي قد يكون ذكوريا إلي حد كبير، ولا يفهم من حديث النبي صلي الله عليه وسلم "النساء شقائق الرجال"، سوي أنهن الشق الضعيف الذي يعيش في ظل الرجل قانعا بما يمنحه له من دور.. كل هذه الأسئلة طرحها الباحث أحمد بان المتخصص في شئون الحركات الإسلامية في دراسته "نساء الإخوان.. يدفعن الثمن". وبما أن حسن البنا قد عُرف عنه اهتمامه بالمرأة باعتبارها من أهم أسلحة التنظيم، وانطوي موقفه منها علي انتهازية عجيبة وتناقض في بعض الأحيان، أشار "بان" الي ما ذكره مؤسس "الإخوان" في رسالته المرأة المسلمة قائلا: "إن الإسلام يري للمرأة مهمة طبيعية أساسية هي المنزل والطفل، فهي كفتاة يجب ان تهيأ لمستقبلها الأسري، وهي كزوجة يجب أن تخلص لبيتها وزوجها، وهي كأم يجب أن تكون لهذا الزوج ولهؤلاء الأبناء، وأن تتفرغ لهذا البيت، فهي ربته ومدبرته وملكته، ومتي فرغت المرأة من شئون بيتها لتقوم علي سواه؟ ثم يستطرد "البنا" قائلا: في موضع آخر "علموا المرأة ماهي في حاجة إليه بحكم مهمتها ووظيفتها التي خلقها الله لها: تدبير المنزل ورعاية الطفل، ثم يكمل قائلا في مزاحمة المرأة للرجل في ميادين الحياة باعتبارها نصف المجتمع: " يري الإسلام في الاختلاط بين المرأة والرجل خطرا محققا، فهو يباعد بينهما إلا بالزواج ولهذا فإن المجتمع الإسلامي مجتمع انفرادي لا مجتمع مشترك " هذا الكلام - بحسب الباحث- هو ما يعبر عن أفكار حسن البنا المكتوبة، والتي المفترض أن تكون موجهة لسلوكه العملي وسلوك جماعته من بعده، فالرجل لا يري للمرأة دورا في الحياة أبعد من دورها كزوجة وأم، فهل كان تقيد بذلك هو وجماعته، دوما نجد الإخوان ومن قديم يتحدثون عن شيء ويفعلون عكسه تماما. وفي هذا القضية تحديداً -الموقف من المرأة- نجد حسن البنا الذي حدد للنساء هذا الدور الصارم، نراه لا يجد غضاضة بأن يرسل سبعا من نساء الجماعة (الأخوات) ليطفن علي وزراء الحكومة الوفدية التي أصدرت قرارا بحل جماعة الإخوان في العام 1948، بل ويزرن قصر الملك ليلعبن دورا في الوساطة السياسية حيث غاب الرجال، مما جعل الباحث يتساءل: أليس هذا دورا سياسيا يتجاوز حدود الدور الذي شدد عليه هو في رسائله. ومن المعلوم أيضاً أن "البنا" الذي شدد علي منع النساء من الترشح أو الانتخاب، دون أن يجد غضاضة في توظيفهن لأداء أدوار سياسية كالدور الذي أشرنا إليه، ولم تغير الجماعة هذا الرأي سوي في العام 1995 حيث كان آخر "اجتهاد" للجماعة لنقض بعض أفكار حسن البنا، سواء رأيه في المرأة وحدود دورها وحقوقها، أو رأيه في رفض التعددية السياسية، وهي الاجتهادات التي أتت استجابة من تنظيم تربي علي البراجماتية السياسية، وقدم لونا من السياسية الميكيافيلية تتواري دونها خجلا كل الأحزاب السياسية، التي لم تدع يوما أنها تمثل الإسلام أو المشروع الإسلامي، كما ادعي البنا وجماعته من بعده. وبحسب الباحث يذكر التاريخ أنه في يوم السادس والعشرين من أبريل 1933-أي بعد خمسة أعوام فقط من نشأة جماعة الإخوان- تكونت أول فرقة للأخوات المسلمات داخل جماعة الإخوان المسلمين بمدينة الإسماعيلية، وكان الغرض المعلن لها كما تذكر وثائق الجماعة، هو التمسك بالآداب الإسلامية والدعوة للفضيلة وبيان أضرار الخرافات الشائعة بين المسلمات، وكانت أول رئيسة لهذه الفرقة هي السيدة لبيبة أحمد، إحدي رائدات العمل النسائي في مصر ورئيسة تحرير "مجلة النهضة النسائية" والتي استقطبها حسن البنا ليستفيد من شخصيتها القيادية وخبرتها في العمل النسائي، وليقاوم بها الحركة النسائية التي جسدتها قيادة ك"هدي شعراوي" و"سيزا نبراوي" وآخريات من رائدات العمل النسائي في مصر آنذاك، علي اعتبار أنهن كن يمثلن مشروع غربي في مواجهة مشروعه الإسلامي الجديد، اعتبر حسن البنا نفسه رئيس الفرقة لأنه المرشد العام للجماعة، وسمح بتكوين فروع للقسم في باقي بلاد القطر. وتقول الدراسة إنه حتي هذا الوقت لم يكن حسن البنا قد كشف حقيقة مشروعه السياسي، لذا كان من اليسير أن تتفاعل مع دعوة تتحدث عن تمكين القيم رائدات إصلاح اجتماعي كالسيدة لبيبة أحمد التي تركت الجماعة واستقرت بالحجاز، عندما كشف حسن البنا عن حقيقة مشروعه السياسي، وخرجت أول وآخر قيادة نسائية من الجماعة، حيث عرفت الجماعة انشقاقات علي مستوي أعضائها من الرجال كل 5 سنوات تقريبا وفي كل المحطات المفصلية في تاريخها، لكنها لم تعرف انشقاقا نسائيا بعد خروج السيدة لبيبة أحمد، التي رأت في سلوك المسار السياسي ومحاولة استغلال المرأة في هذا المضمار، ضررا بمهمتها في الإصلاح الاجتماعي الذي نذرت له حياتها، ومن ثم ابتعدت عن الجماعة التي عطلت أعمال قسم الأخوات فيها في تلك الفترة الخلافات بين النساء، ونمو روح الشقاق والصراع بينهن علي رئاسة اللجنة، حتي قرر حسن البنا أن يختار رجلا يعهد له بالمسئولية عن قسم الأخوات، لتبقي الرئاسة للرجال من ساعتها وحتي اليوم، كان هذا بعد أحد عشر عاما تقريبا من بدء عمل قسم الأخوات وتحديدا في 14 أبريل من عام 1944 فكان سكرتير عام القسم هو محمود الجوهري الذي ظل مسئولا عن هذا القسم حتي وفاته في عام 2004. بدأت نساء الإخوان ينهضن بدورهن في دعم التنظيم مع أول محنة واجهت الجماعة في أعقاب قرار حلها في ديسمبر من عام 1948، ومصادرة أموال الجماعة واعتقال قيادتها -كما تقول الدراسة- حيث شكل تنظيم الأخوات لجنتين، انشغلت الأولي بتأمين الطعام والملابس للسجناء، وكانت المسئولة عن ذلك زهرة السنانيري (شقيقة كمال السنانيري الذي أحاطت بموته في سجون السادات الشكوك) بينما اهتمت اللجنة الثانية بزيارة أسر السجناء وتقديم الدعم المادي والأدبي لهم، وتقديم عرائض التظلم للجهات المسئولة، واستمرت اللجنتان في القيام بتلك المهام خير قيام، حتي أفرج عن الإخوان وعادت الجماعة للعمل الشرعي مرة أخري في العام 1951، وهو العام الذي عدلت فيه لائحة قسم الأخوات ولم تدم أعمال القسم طويلا، حيث انعكست أجواء الصراع المفتوح بين الإخوان ومجلس قيادة الثورة في اختزال أعمال القسم، في مواساة أسر المعتقلين وتعهدهم بالرعاية وقد برزت في أعمال هذا القسم شخصيات، مثل خالدة وعلية حسن الهضيبي ابنتا المرشد الثاني حسن الهضيبي وأمينة وحميدة قطب شقيقتا سيد قطب وأمينة الجوهري زوجة محمود الجوهري سكرتير عام قسم الأخوات، وهكذا نجد أن مسئولات قسم الأخوات دوما كن إما زوجات أو شقيقات مسئولي الجماعة من الرجال، في تقليد استمر حتي الآن في إدارة الجماعة وأقسامها. وظل دور الأخوات خافتا وفي الظلام لم يظهر للعلن حتي العام 2005 -وفقاً للدراسة- حيث انتبهت الجماعة ان لديها فائضا بشريا كبيرا من النساء يغلب عليهن العاطفة والطاعة لأزواجهن، ومن ثم فمن السهل أن تنتقل تلك الطاعة للتنظيم، ورغم التوظيف الخجول لحسن البنا لهن في أدوار نسائية سبق الحديث عنها، فقد تفتق ذهن التنظيم مع انسداد أفق العمل السياسي وغلبة التضييق الأمني في العقود الثلاث السابقة علي ثورة 25 يناير عن طريقة لتوظيفهن في معركة التنظيم السياسية، فبدأ تحريكهن في السيطرة علي المدارس الحكومية والخاصة، لاستقطاب الأطفال ونشأ في أحضان الأخوات تنظيم جديد هو تنظيم "الزهرات"، في إشارة إلي أطفال وفتيات الإخوان وغيرهن من أفراد المجتمع، هذا التنظيم هو قوام حركة الإخوان في الشارع اليوم، فعندما انسد أفق السياسة في مصر أمام الرجال، نشط نساء الإخوان في التعبئة والتبشير بأفكار الجماعة في نصف المجتمع الذي أفلت من رقابة الأمن، وتمدد التنظيم النسائي حتي تحول إلي 60% من قوة التنظيم الإخواني عدديا وواقعيا وميدانيا في الشارع، سواء في أي استحقاق انتخابي من خلال الدعاية والحشد والتعبئة، أو المشاهد الاحتجاجية التي تلت خروجهم من الحكم، والتي عرفت لونا جديدا ترسمت فيه الجماعة نصيحة "دريد ابن الصمة" أحد دهاة العرب في الجاهلية، حين نصح الكفار بأن يجعلوا النساء في المعارك مع المسلمين في المقدمة، وصية جاهلية نفذها الإخوان في كل مشاهد الاحتجاج بعد صدمة الخروج السريع من الحكم. ويقول أحمد بان في دراسته، إن تنظيم الإخوان لجأ إلي تحريك الأخوات في الشارع لتعويض انصراف كثير من الرجال عن الخروج في التظاهر في أعقاب ثورة 30 يونية وخروجهم من الحكم، بفعل غضب كثير من قواعد الجماعة من المآل الذي قادت الجماعة إليه، تلك القيادات القطبية التي دفعتهم لمحرقة تلو الأخري، ومن خلال سيطرة التنظيم القطبي علي لجان التربية في الجماعة، نجحت في تعبئة الشعور النسائي من خلال المظلومية المصنوعة التي سعت القيادة لها، منذ واقعة دار الحرس الجمهوري وطريق النصر، وصولا إلي اعتصام ميداني رابعة والنهضة وتلك المشاهد التي سعت الجماعة لتعميدها بالدم الذي يفتح أجواء الثأر، وكربلائية تؤججها مشاعر نساء يرون الدماء والأشلاء مستحضرين ما واجهته الجماعة المسلمة الأولي، متصورين أنها معركة الإسلام الخالدة في مواجهة أعدائه وتبدأ نصوص الظلال ومعالم في الطريق، في ترسيم الطريق للفئة المؤمنة التي تواجه أقدار السماء وهي تواجه جاهلية القرن العشرين كما سماها سيد قطب، الذي يعتقد أنه لم يبق من الإسلام في الواقع شيء لا في الاعتقاد أو التصور أو السلوك، وأن الدنيا بحاجة إلي أن يتقمص الإسلام جيل قرآني فريد كما سماه، وهكذا تترسخ قطيعة الإخوان مع المجتمع وتبدأ ملامح طائفة دينية قوامها نساء يستحضرن صور شهداء الإسلام، "سمية وأسماء" وكل عفيفات بيت النبوة والصحابيات، في شحذ للهمم واستدعاء منكور لمعارك الإسلام مع الجاهلية، وفي هذه الأجواء يتشكل وجدان نساء الإخوان، ومن ثم أطفالهن الذين ينشأون في أجواء تلك المظلومية، معتقدين أنهم يخوضون معركة الإسلام الممتدة إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها، وقد اختارهم الله من دون خلقه جميعا ليشرفهم إما بالنصر علي الأعداء ومن هم الأعداء !! أو الشهادة التي يسعون إليها في شوق وهيستريا، تدفع بهن لتقدم الصفوف، في تلك الاعتصامات التي أطلقت عليها منظمة العفو الدولية هذا اللفظ المهذب اعتصامات شبه سلمية، لتسقط من بين الضحايا نساء تقدمن الصفوف في معركة سياسية ظنوها معركة لنصرة الدين، في مجتمع لا يعلمون أنه مجتمع مسلم لم يدخل الإسلام له مع نشأة الجماعة كما يعتقدون. وتعجب "بان" من أنهن وهن يبذلن أرواحهن من أجل التنظيم، لا يلتفتن إلي حقهن في أبداء الرأي كيف يقتلن في معاركه؟، ولأن المسئولية هي الوجه الآخر للسلطة، فلقد ارتضت الجماعة القسمة العادلة، بأن أعطت رجالها السلطة، بينما أودعت المسئولية لدي نسائها، اللاتي نهضن بها كأفضل ما يكون، استثماراً لعاطفة حارة نحو الدين، ثم وليها زوجاً كان أو أباً، لذا فمن النادر أن تجد بين من انشق عن التنظيم نساء، إلا إذا جاوز العقل لديهن العاطفة، وتورطوا في التفكير والنقاش الحر. وتشير الدراسة إلي أن الجماعة نظمت مؤتمراً بعد الثورة حضره 3000 كادر نسائي، قدمن الأفكار والأطروحات، وناقشن بحرية كيف يمكن تطوير الجماعة بعد الثورة، وقيل لهن إن الجماعة بصدد إنجاز الأمر، الذي أودع في النهاية هو الآخر "خزانة الشاطر"، وتقول الدراسة ان الجماعة لم تسع أبداً لتمكين المرأة، أو إعطائها حقها كما كفله لها الإسلام، الذي جعل النساء شقائق الرجال في التكاليف الشرعية سواء بسواء وحفظت السنة حديث رسول الله عن نسيبة بنت كعب، التي قاتلت في أحد، فقال عنها النبي" ما تلفت يمنة أو يسرة إلا وجدتها تقاتل دوني"، وعرف تاريخنا نماذج من النساء زاحمن الرجال في كل الميادين كشقائق للرجال كما أخبر المعصوم صلي الله عليه وسلم تعامل معها التنظيم دوماً بانتهازية شديدة، حتي أضحي هذا الجيش لا يستدعي، إلا حين تضيق علي الجماعة المسالك في أي استحقاقات سياسية، فينهضن بالدور بنشاط ودأب. وهاهي الجماعة - في نظر الباحث الذي قضي سنوات طويلة داخل إطارها التنظيمي - قد ضاقت عليها المسالك، بفعل هذا العقل المغلق الذي يفتقر لأبسط مفردات التخطيط الإستراتيجي ورغم هذا النزيف من الأرواح في صفوف الجماعة، ورغم أن النساء أكثر من يدفعن ثمن تلك المغامرة السياسية التي بدأها حسن البنا في العام 1938، حين قرر أن ينتقل من مربع الدعوة إلي مربع الصراع السياسي، ورغم أنهن لا يستدعيهن أحد للحوار أو المناقشة أو إبداء الرأي أو المشاركة في صناعة القرار، إلا أنهن يلتزمن مقولة حسن البنا : "كن كالجندي في الثكنة ينتظر الإشارة " فيتقدمن الصفوف ويقدمن التضحيات ويعملن في البيت والشارع، وحتي في اكتساب الرزق من أجل تعويض غياب الزوج الذي قتل أو سجن، في لعبة جهنمية اعتدن عليها طوال عقود في صبر ودأب وتجرد وتضحية، وطاعة عمياء دون أن يدركن بأن التنظيم قد رتب عضويته في فئات ثلاثة "أ و ب و ج" بينما إختصهن بالمرتبة "د" أي، أنهن رغم كل ما قدمن ويقدمن فلسن في التنظيم، وإنما هن فائض بشري وجنود يدفعن إلي ساحات الصراع مدفوعات بطلب الشهادة أولا، ورضا الأزواج ثانيا، ألم يخبرهن الإسلام أن طاعة الزوج من طاعة الله، وأن من حسن التبعل طاعة الزوج فيما أمر ونهي، دون أن يفكرن للحظة في انتهازية هذا التنظيم، الذي لا يأبه بهن سوي في إكمال الحشد في الشارع أو الاستعانة بهن في مواجهة الدولة، ولا بتلك النظرة الدونية التي لاتراهن صالحات لرأي أو مشورة. وفي النهاية يقول "بان" في دراسته: إن حكاية المرأة الإخوانية هي ذاتها حكاية المرأة المصرية، التي تدفع ثمن خيارات الرجال وإرادتهم، دون أن يكن لها حظ المشاركة التي كفلها الله لهن بنصوص الدين، بينما تقدمت أعراف المجتمع في النهاية لتقطع عليهن طريق نيل حقوق كفلها صحيح الدين، وتبقي المرأة عمود خيمة كل بيت، كما هي أيضا عمود خيمة الإخوان.