سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. السيسي: الاختلافات المذهبية أصبحت وقودًا للصراعات في المنطقة.. نحن أمام وضع إقليمي صعب والأمن القومي مهدد.. مستعدون للتفاعل مع المجتمع الدولي في إطار الندية والاحترام
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن ما يثري حوار المنامة هو تنوع المشاركين فيه من كل الدول. وأضاف السيسي، خلال كلمته في حوار المنامة، والمُذاع على قناة "سي بي سي إكسترا": لقد أضحت الميليشيات والجماعات الخارجة عن القانون والحاملة للسلاح في سباق ما هو مستقر من مبادئ وأركان الدولة، وقامت بإزكاء النزعات الطائفية البغيضة لتحقيق أجندتها ومصالحها في المنطقة التي تؤثر سلبًا على مفهوم الدولة. وأشار السيسي إلى أن الاختلافات المذهبية أصبحت وقودًا للصراعات في المنطقة بما يهدر طاقتها، ويهدد مقدرات شعوبها فضلًا عما يلحقه من أضرار بالغة بدور الدولة وهيبتها. وواصل "السيسي": لقد ظن البعض أنه عندما تحركت الشعوب العربية للتغيير، أن التيارات التي توظف الدين لأهدافها السياسية هي المرشحة لأن تسود المنطقة بتأييد جماهيري، واعتقد البعض أن هذه التيارات معتدلة سياسيًا، وقادرة على احتواء تطلعات شعوبها وعلى احتواء قوى التطرف والإرهاب ولقد كشف الواقع العملي أن هذا التيار الذي ادعى ارتباطه بالدين لا يفهم تاريخ المجموعات العربية ولا يسعى لتحقيق مقاصد ثوراتها، وعليه فقد سعى هذا التيار لتحقيق شكل جديد من أشكال احتكار المشهد مستخدمًا أساليب نفت عنه قطعًا صفات الاعتدال والانتماء الوطني، بل وكشفت منذ البداية تماثلًا تمامًا وتعاونًا جليًا بين الدول الأكثر تطرفًا في المنقطة وقد اعتمد في مسعاه للاستئثار بالسلطة بشكل أبدى على دعم بعض الأطراف التي راهنت عليه. وواصل: إن مصر لم ولن تألو جهدًا للعمل نحو التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة ويشهد التاريخ على مساعيها الدؤبة من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق على إقامة دولته المستقلة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، بما يساهم في القضاء على أهم الذرائع التي تستند إليها الجماعات المتطرفة لتبرير أعمالها الإرهابية، واستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها ويوفر واقعًا اقليميًا أفضل للأجيال القادمة في المستقبل. وأضاف السيسي، خلال كلمته في "حوار المنامة" المذاعة على قناة "سي بي سي إكسترا" أن مصر دعمت بقوة الجهود الأممية لتسوية الأزمة الليبية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية، لافتًا إلى أن مصر سعت خلال عام كامل لتشجيع القوى الليبية على التوصل إلى المشاركة في السلطة بأسلوب لا يخل بمبدأ تولي الأغلبية زمام الأمور وفق ما عبر عنه الشعب الليبي في صناديق الاقتراع. وعلق السيسي على الأزمة السورية، قائلًا: إن مصر تؤكد دعمها للجهود الأممية الرامية لتسوية الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى تسوية سياسية بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية إضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب، والبدء في جهود إعادة الأعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية بما يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ويشجعهم إلى الاستقرار فيه، موضحًا أن مصر حرصت على مساعدة قوى المعارضة السورية في الاجتماع على أراضيها لكي تتفق على رؤية وخطة تطرحها على العالم كله كمخرج سياسي بديلا عنم الوضع الكارثي الذي بات يسود سوريا الشقيقة. وأكد السيسي، أنه اجتمع بالفعل نحو 160 شخصية سورية ممثلة لقوى المعارضة الوطنية في الداخل والخارج في مصر يومي 8 و9 يونيو الماضي، واعتمدوا خارطة طريق نحو الحل السياسي، التفاوضي فضلًا عن مشروع ميثاق وطني طرحوا من خلال رؤيتهم للعلاقة الصحية بين الدولة والمواطنين على أساس مبادئ المساواة والمواطنة البعيدة عن الطائفية والعرقية، مشددًا أنه كان لمصر دور هام على مساعدتهم على تحقيق أهدافهم دونما أي سعي لممارسة وصاية أو هيمنة على تلك القوى المستقلة بأي شكل من الأشكال. علق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على الوضع في اليمن قائلًا: إن مصر لم تتوان عن الاستجابة لدعوة أشقائها في دعم جهودهم لدحر قوى الإرهاب والتطرف فإنها تؤكد على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية تحفظ السلامة الإقليمية لليمن وتضمن وحدة أراضيه وتصون مقدرات شعبه، وتكفل إعادة إعماره عقب تحقيق الاستقرار بما يسهم في توفير واقع أفضل لشعبه الشقيق. وتابع السيسي، خلال كلمته أمام "حوار الدوحة" المذاع على قناة "سي بي سي إكسترا": لقد باتت التحديات التي نواجهها في بناء المستقبل تطلب معالجة كل المسببات لما آلت إليه أحوال الدولة في بلادنا، ونحن في مصر على استعداد للتعاون مع القوى الإقليمية والدولية التي تدرك أهمية استقرار العالم العربي، وتؤمن بأهمية عدم التدخل في الشأن العربي لدعم جماعات محدودة تخصم من رصيد الدولة ودورها، وعلينا كقيادات عربية أن نواصل العمل على إعلاء قيمة الوطن والانتماء له في وجدان شعوبنا، وأؤكد من هذا المنبر أن مصر على استعداد للتفاعل مع كل أعضاء المجتمع الدولي في إطار الندية والاحترام، والاحترام المتبادل، وصولًا إلى منظومة أمن جماعي تعيد إطلاق عجلة التنمية والتبادل التجاري والاستثماري والثقافي والسياسي وتيسر استفادة الشعوب من إمكانيات منطقتهم الهائلة، ولتكون لمنطقة الشرق الأوسط مساهمتها الإيجابية في استقرار العالم، وخدمة الحضارة البشرية كما كانت على مر التاريخ. وتابع: وبالرغم ما تبين من فشل رهانات تلك الأطراف على مجموعات طائفية أو عقائدية داخل الحدود العربية في تحقيق الاستقرار ومصالح تلك القوى ما يسببه ذلك من اضطراب إقليمي متسع وممتد فإننا نجد مع ذلك أن هذه الراهانات مازالت قائمة مما ينذر بمخاطر غير محدودة على الأمن القومي العربي.