أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الأمن القومي العربي بات مهددا بسبب الوضع الإقليمي المتردي والتطرف والإرهاب الذي يسعي نحو تقويض مفهوم الدولة الوطنية, مشيرا إلي أن بعض الأطراف الخارجية وجدت ضالتها في الجماعات الإرهابية لتنفيذ أجندتها في دول المنطقة. وشدد الرئيس السيسي في كلمته خلال منتدي حوار المنامة بالعاصمة البحرينية في دورته الحادية عشرة مساء أمس علي أن مواجهة الإرهاب لا يكفيها فقط الحل الأمني بل تحتاج خطة شاملة للتقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية. وقال الرئيس إن مصر علي استعداد للتعاون مع القوي الإقليمية والدولية التي تدرك أهمية استقرار العالم العربي, وتؤمن بأهمية عدم التدخل في الشأن العربي لدعم جماعات محددة تخصم من رصيد الدولة ودورها وذلك في إطار الندية والاحترام المتبادل وصولا إلي منظومة أمن جماعي تعيد إطلاق عجلة التنمية والتبادل التجاري والاستثماري والثقافي والسياسي, وتيسر استفادة الشعوب من إمكانات منطقتهم الهائلة لتكون لمنطقة الشرق الأوسط مساهمتها الإيجابية في استقرار العالم وخدمة الحضارة البشرية كما كانت علي مر التاريخ. وأضاف: علينا كقيادات عربية أن نواصل العمل علي إعلاء قيمة الوطن والانتماء له في وجدان شعوبنا خاصة أن التحديات التي نواجهها في بناء المستقبل تتطلب معالجة كل المسببات لما آلت إليه أحوال الدولة في بلادنا. وتابع: اعتقد البعض مع اندلاع التطورات أن التيارات الإسلامية قادرة علي تولي السياسة وستتفهم مجتمعاتها, والكثير راهن علي أن الاحزاب الإسلامية معتدلة ووطنية وأنها ستسود لكن تبين أن هذا الرهان خاسر, مشيرا إلي وجود أجندات خارجية تحاول تأجيج الأحداث لتعزيز الصراع الطائفي والمذهبي بين أبناء الأمة العربية. وأكد الرئيس السيسي أن حلحلة القضية الفلسطينية ضروري وسيزيل أحد الأعذار الرئيسية التي تستخدمها الجماعات المتطرفة, مشيرا إلي أن مصر تبذل جهودا لحل مشاكل المنطقة ومنها القضية الفلسطينية. ونوه الرئيس السيسي بأن مصر لم تتوان عن الاستجابة لدعوة أشقائها في اليمن لدعم جهودهم لدحر قوي الإرهاب والتطرف, مؤكدا أهمية التوصل إلي تسوية سياسية تحفظ السلامة الإقليمية لليمن وتضمن وحدة أراضيه وتصون مقدرات شعبه. وشدد الرئيس علي موقف مصر الثابت من الأزمة السورية والرامي إلي دعم الجهود الأممية الرامية لتسوية الأزمة السورية, وأهمية التوصل إلي تسوية سياسية بالتنسيق مع القوي الدولية والإقليمية. ولفت الرئيس في كلمته إلي دعم مصر بقوة الجهود الأممية لتسوية الأزمة الليبية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون مهمتها إعادة بناء مؤسسات الدولة الليبية.وخلص الرئيس عبدالفتاح السيسي- في كلمته إلي القول: لقد أضحي منتدي حوار المنامة أحد أهم الفعاليات الإقليمية التي تعني بمناقشة القضايا الأمنية علي الصعيد الإقليمي وكل ما يؤثر فيه, وتكتسب دورته الحالية أهمية مضاعفة في ضوء ما تمر به منطقتنا العربية من تحديات وما تواجهه من أزمات.