القاتل: الضحية استحق الموت و«ما عنديش مشكلة أتسجن» والدة القتيل: أتمنى أن يهتم الرأى العام بقضية ابنى كما اهتم ب«كلب شبرا» حالة من الحزن والألم خيمت على سكان شارع بورسعيد بمدينة شبرا الخيمة بعد أن ذهب شاب ضحية لمصارعة الكلاب ومدربهم. الواقعة بطلها مدرب كلاب «مسجل خطر»، اعتاد أن يفرض سيطرته على أهالى منطقته ويروعهم بكلابه، كما اعتاد أن لا يقف أحد بوجهه. الجريمة بدأت أحداثها عندما قرر ثلاثة شباب لا تتجاوز أعمارهم 25 عامًا، التجول بكلابهم الشرسة، واستقروا أمام أحد محال المنطقة، وأطلقوا سراح الكلاب، فبدأت «المصارعة». استمر الأمر هكذا حتى جاءت لحظة مرور سيدة وأبنائها، فأصابهم الفزع وحاولوا الهرب بعيداً عن الكلاب ليسقطوا أرضا خوفاً منها، وعندما اعترض الضحية على فعل المتهمين وساعد السيدة بالمرور، كان جزاؤه أن قام المتهم بترك الكلب عليه ليعقره ويسقطه أرضا ولم يكتف القاتل بذلك فحسب بل قام بطعنه حتى تأكد أنه لفظ أنفاسه الأخيرة. وتلقى المقدم محمد سرحان رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة من مستشفى ناصر العام بلاغا بوصول أحمد رمضان 25 سنة، عامل جثة هامدة إثر إصابته بجرح نافذ بالجانب، وبالانتقال والفحص تبين قيام محمود فؤاد الشهير «بكلابو» مسجل خطر، بقتله بعد اعتراض القتيل على مصارعة الكلاب التى يتزعمها المتهم وسط الشارع، وتم ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة. التقينا المتهم محمود فؤاد الشهير ب«كلابو»، 27 سنة، والذى أكد أنه تعمد قتل المجنى عليه ليرد كرامته الذى حاول القتيل إهدارها أمام المارة عندما اعترض على سقوط السيدة وطفلها. قال غاضباً: «أنا حر أعمل اللى أنا عوزه هو اشترى الشارع، علشان يقول أعمل إيه وما اعملش إيه»، مضيفا: «القتيل كان ناقص تربية، وكان لازم يتربى، مش كلابو اللى حد يعترض على حاجة يعملها»، وأنهى حديثه: «أنا ما عنديش مشكلة أنى أتسجن دى مش أول مرة». على الصعيد الآخر، تقابلنا مع الحاج رمضان 55 سنة، والد الضحية، الذى قال «إنه ذهب للعمل صباحاً وهو على علم بأن أحمد سيوصل والدته للطبيب، فاتصل ليطمئن عليهم فرد عليه صديقه ويخبره بما حدث وأن ابنه فى مستشفى ناصر، وعندما وصل إلى المستشفى كان قضاء الله قد نفذ». وتابع الأب المكلوم «أحمد كان شابا محترما ويعرف بأخلاقه وسط الجيران ولا يستحق اللى حصل وكل ذنبه إنه خرج يدافع عن أختى وأختك وأمى وأمك، مالوش علاقة بأى مسجل خطر لا بالحلو ولا بالوحش»، مضيفاً «ابنى راح ضحية شهامته لكن المتهم لم يعجبه أنه اعترض على أفعاله المشينة وأراد أن يخبر الجميع أنه لا يخشى أحدا ويستطيع قتل أى أحد يعترض طريقه وكأنه فوق القانون وفوق الناس علشان بيدرب كلاب». وطالب الحاج رمضان، بتنفيذ العدل والقانون فى «كلابو» الذى لا يستحق الحياة، وألا تتركه الحكومة فى الشوارع يقتل أولاد الناس، قائلا «لم أستوعب حتى الآن أن ابنى قتل بسبب أنه كان يدافع عن سيدة.. أنا مش هاخد عزا فى ابنى إلا لما حقه يرجع». والدة الضحية «أحمد رمضان»، التقطت أطراف الحديث قائلة، كنت ذاهبة للطبيب وعرض ابنى أن يوصلنى فنزل للشارع لينتظرنى، وفجأة شعرت بصوت مرتفع فى الشارع، فذهبت للشرفة لترى ما يحدث قالت لها جارتها «انتى لسه عندك ابنك اتقتل» وتابعت الأم «لم أشعر بنفسى وقتها ولم أصدق ما حدث نزلت للشارع ولم أفعل شيئا سوى البكاء والصراخ على ولدى» ووجدت ابنى «متشال» على موتوسيكل وينزف بشدة، وعندما وصلت إلى المستشفى أخبرنى الطبيب أنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله، وقال لها إن المتهم طعنه بالسلاح ولفه حتى يتأكد أنه قطع الشريان الموصول بالقلب، وقالت الأم إن الجيران أخبروها بأن المتهم كان ماسك المطواة وبيقول «لو عايش أنا هموته»، وصرخت قائلة «أحمد محترم وليس له علاقة بالمسجلين والبلطجية». واستكملت قائلة «أنا عارفة أنه تم القبض على «كلابو» لكننى لم أكتفِ بذلك فأنا أريد أن يصل صوتى للرأى العام، وأن تُطبق العدالة سريعًا قائلة أحمد وشقيقه هما «شقا عمرى، وقالت الأم إنها تستعجب من موضوع «مصارعة الكلاب» المنتشر فى منطقة شبرا الخيمة»، مؤكدة أنها استاءت جدا عندما علمت قصة الشاب الذى قتل كلب منذ عدة أشهر وقالت «الكلب ده روح ربنا اللى خلقها وهو بس اللى من حقة يأخذها وصعب عليا أنهم يقتلوا روح بهذه الطريقة البشعة»، «ولكن القضاء وبسرعة جدا حكم على المتهم بالسجن ثلاث سنوات وقتها أنا قلت إنهم يستحقون الإعدام»، وتابعت، كل ما أريده «زى ما الدنيا كلها اتقلبت علشان حق الكلب، لازم تتقلب علشان حق ابنى»، كما قالت الأم إنه فى نفس اللحظة التى دخل ابنها الطوارئ فى المستشفى كان بجواره حالة أخرى بسبب مصارعة كلاب أيضًا، قائلة «هى موضة يعنى ولا فتونة ولو كان الموضوع بييجى بفايدة ياريت يقولوا نربى كلاب ونزعج الناس».