ظل الشاب، طالب كلية الصيدلة، يطرق على باب شقة جده، الذى يقيم بمفرده، من دون أن يسمع جوابا، استبد به القلق والخوف، فزاد من الطرق على الباب، وحين تواصل الصمت فى الداخل قرر أن يكسر الباب، فأصابته الصدمة من هول ما رأى، فقد وجد محتويات الشقة مبعثرة بينما جده يرقد جثة هامدة مصابا بطعنات فى الصدر والبطن وغارقا فى دمائه، استجمع الشاب المذهول قواه واتصل على الفور بالشرطة للإبلاغ عن مقتل جده، وعلى الفور تحركت قوة من مباحث قسم ثان طنطا برئاسة النقيب أحمد الحجار لموقع الحادث، ولاحظ رجال المباحث أن القتيل يرتدى كامل ملابسه بينما عضوه الذكرى خارج سرواله، وبدأ رجال المباحث فى إجراء تحريات مكثفة لكشف غموض الحادث. كل التحريات قادت إلى اتجاه واحد ودلت على شخص بعينه، إنها «وردة يوسف عبد الوكيل» 36 سنة خادمة مقيمة بقرية سبرباى التابعة لمركز طنطا محافظة الغربية، وردة كانت أكثر المترددين على القتيل، فقد كانت تقوم بخدمته على فترات متفرقة، وفى ثانى أيام عيد الأضحى توجهت لمنزل المجنى عليه للحصول على «العيدية»، فطلب منها القتيل تنظيف الشقة، وبينما تتحرك وردة للقيام بعملها كانت الأفكار الشيطانية تتحرك فى رأس القتيل وتسول له نفسه مضاجعتها وبالفعل حاول ذلك لكنها أحضرت سكينا من المطبخ وقامت بطعنه فى رقبته ويديه، وأثناء ارتكابها الجريمة سمعت دقات على الباب، وفوجئت بعامل يدعى «وليد» مصاب بمرض نفسى فأقنعته أنها كانت تدافع عن نفسها لمحاولة القتيل اغتصابها وقامت بإعطائه السكين للإجهاز عليه، وبالفعل قام بطعنه فى البطن والصدر. «البوابة» التقت مرتكبة الجريمة «وردة» التى قالت إنها تخلصت من القتيل لاعتياده التحرش بها ومراودتها عن نفسها، وقالت «القتيل تهجم علىّ أكثر من مرة أثناء خدمتى له وذهبت لابنته نهال دكتورة النساء، وقلت لها على ما حدث من أبيها، فقالت لى أبويا قليل الأدب العبى عليه وخدى منه اللى تحتاجى له، أنا متأكدة إن أبويا أخرته على إيد امرأة، اضحكى عليه واللى ييجى منه أحسن منه، ذهبت له وتحرش بى وقالى يالا نتزوج عرفى، قلت له أنا متزوجة، قالى عشان يكون حلال ومسكنى من أماكن حساسة فى جسمى، وطلب منى إشعال سيجارة لنشربها مع بعض، وطلب منى معاشرتى جنسيا، وكان دايما بيعرى نفسه على السرير وبيكون من غير ملابس، وينده عليا أشوفه عريان، قررت أقتله وأسرقه، كنت فاكرة تحت القبة شيخ، فقمت بإحضار سكين وطعنته فى رقبته ويديه، ووقتها الباب خبط بشدة أكتر من مرة، فتحت لقيت العامل اللى بيمسح السلم وليد سمع صوت القتيل بيستغيث فدخل، ولأنه مريض أفهمته أن القتيل حاول اغتصابى وأعطيته السكين فقام بطعنه فى بطنه وصدره، وقمنا بالبحث فى الشقة عن مبالغ مالية أو أشياء ثمينة فلم نجد، وأخذت ساعة يد ونظارة شمس». وأضافت وردة أنها تخلصت من السلاح المستخدم فى ارتكاب الواقعة بإلقائه فى ترعة القاصد أثناء عودتها للمنزل، وقامت بالاحتفاظ بالنظارة وساعة اليد حتى تم إلقاء القبض عليها وعثرت الشرطة على المسروقات فى منزلها. وأوضحت أن نجلة القتيل اتصلت بها بعد اكتشاف الجريمة وأوهمتها أنها تريد مقابلتها لإعطائها بعض الأطعمة واللحوم لأولادها، وبالفعل ذهبت إليها وكان هناك كمين من مباحث قسم ثان طنطا فى انتظارها، وتم إلقاء القبض عليها، بعد أن أنهت حياة المسن المزواج الذى تزوج خمس مرات.