لا تزال «البوابة نيوز» تواصل استكمال مبادرتها والتي أطلقتها بعنوان «اكتبوا لأهل فلسطين»؛ لمنح جميع فئاتالشعب المصري فرصة مخاطبة الشباب الفلسطيني المنتفض ضد العدوان الصهيوني. وعلى هذا الصدد وجه الصحفي الشاب عبد الرحمن سليم رسالته قائلا " هاتفني أحد الأصدقاء ليخبرني بمبادرة موقع "البوابة نيوز" الإخبارى، للحث على كتابة رسائل لأهل فلسطين، في انتفاضتهم الثالثة، تحت شعار "ثوروا ولو بالقلم.. واكتبوا لأهل فلسطين"، ومن ثم ربط كل ما يكتب من رسائل سيتم نشرها ب"هاشتاج" #فلسطين_تنتفض. مبادرة، رسايل، شعار، هاشتاج.. ألهذا صرنا، أهذا تضامن؟ في وطني الصغير "مصر"، الذي هو جزء لا يتجزأ من وطني الأكبر "الأمة العربية"، تفقد الأشياء قيمتها تباعًا، وأوجه نصرتنا للفلسطينين في انتفاضتهم الثالثة، هي الشاهد الأكبر على ذلك، إذا ما قورنت بتضامننا معهم في انتفاضتهم الأولى والثانية. أذكر من بين ثنايا الذكريات، دور المدارس والجامعات في شحذ همم الرأي العام المصري، أو على الأقل إحراجه، آنذاك، فكيف يرى ناظر مدرستنا الثانوية، أو أساتذة جامعتنا مسيراتنا نحن الشباب، الذي لم تتعد أعمارنا اال20 عاما بعد، لنصرة انتفاضة فلسطين، دون أن يخجلوا من مشاركتنا، أو على الأقل السماح لنا بتنظيم المسيرات، تحت أعين قوات الأمن التي بدت داعمةً تمامًا لما نفعل، الأمر الذي رسخ في أذهاننا دائمًا، هكذا يجب أن نكون. لماذا اختفت مسيرات دعم القضية الفلسطينية من المدارس والجامعات المصرية؟ ظني أن الأربع سنوات المنصرمة شهدت انعطافًا خطيرًا في العلاقات المصرية الفلسطينية، سندرك خسائره تباعًا في القريب، فشباب مدارس وجامعات مصر هذه الأيام لم يسمعوا عن فلسطين سوى اعتبار منظمة حماس "الفلسطينية" كيانًا إرهابيًا، في ظل مساندتها لقتل جنود الجيش المصري في سيناء -هذا ما يتغنى به إعلامنا ليل نهار-، فكيف لشاب لم يتعد ال 20 أن يعي ضرورة التفريق بين حماس وفلسطين. عندما استشهد الطفل محمد الدرة خرجتُ مع زملائي وأساتذتي جنبًا لجنب في مسيرات غاضبة، من مدرستي الثانوية، انتفضت مصر معكم طولا وعرضًا، دخلنا المساجد والكنائس لنجمع شتاتنا لكم، وبعد حوالي 15 عامًا ها أنا أكتب لكم، أكتب فقط. الحقيقة أني لا أكتب نصرة لكم، وإلا فلتستكينوا في بيوتكم، ولتدرء عنكم كلماتي شر اليهود، ولا أكتب تضامنًا معكم، فكيف التضامن وأنا أتناول قهوتي المسائية بأحد مقاهي وسط القاهرة، وأمامي حسناء ترمقني بنظرات متطفلة تارة، ومداعبة تارات، فأتعجل الانتهاء من رسالتي لكم لأتفرغ لها، ما هكذا تكون النصرة، ولا بهذا يكن التضامن، إنما هو الخزي بعينه، لا تلتفت لأيًا منا، دع عنك جهدنا وجهادنا، فلقد ادخرنا الجهد لمؤازرة الأهلي والزمالك، واختزلنا الجهاد في جماع ليلة الخميس. ويبقى سؤال.. كيف سيكون شكل نصرتنا لكم في انتفاضتكم العاشرة؟!