السؤال الدائر ال آ ن، في جميع أنحاء القارة البيضاء هو، هل ستتمكن المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل من أن تجد طريقها للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات العامة الألمانية التي سوف تجرى اليوم؟؟ وهل تكسر أسطورة مارجريت تاتشر كأطول فترة رئاسة لامرأة وتحصد اللقب للآلمان؟؟ إن فوز ميركل المتوقع سوف يعزز دورها كأقوى قائد أوربي، فوفقا لاستطلاعات الرأي التي أجريت قبل 36 ساعة من الانتخابات أظهرت فوز الحزب الديمقراطي المسيحي (بقيادة ميركل) بنسبة 38% من الأصوات، وأن الحزب متقدم بعشر نقاط على أقرب منافسيه وهو الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض. كانت ميركل قد تحدثت في مؤتمر عقد في هانوفر وقالت لأنصارها: “,”لقد حققنا الكثير معا، لذا أريد إن تكون الأربع سنوات القادمة جيدة، و إذا أردتم أن أستمر في العمل كمستشارة الحكومة أعطوا أصواتكم لي و للحزب الديمقراطي المسيحي“,” الجدير بالذكر إن النظام الانتخابي في ألمانيا يعطي لكل ناخب صوتين واحد لمرشح دائرة الانتخاب و الأخر لحزب سياسي. لكن ميركل تواجه معضلة وهي حصول شركائها من التحالف الديمقراطي الليبرالي الحر على نسبة 5% من الأصوات (النسبة التي يتطلبها القانون الألماني لكي يمثل الحزب بمقاعد في البرلمان) بعد إن عانى الليبراليون هزيمة كارثية في الانتخابات المحلية الرئيسية في ولاية بافاريا في نهاية الأسبوع الماضي، كما توجد هناك علامة استفهام كبيرة حول عدم وجود أي دور لهم في حكومة وطنية في المستقبل . وتشير استطلاعات الرأي أن الخيار الوحيد المطروح يمكن ان يكون “,”المحافظين“,”، لتشكيل ما يسمى حكومة ائتلاف كبيرة مع الديمقراطيين الاشتراكيين المعارضين في ما يمكن أن يكون تكرار لتحالف ميركل الحاكم خلال فترة ولايتها الأولى 2005-2009 . و ما يزيد الأمور تعقيدا هو ان ميركل تواجه تهديدا إضافيا من حزب “,”البديل لألمانيا“,” AFD (الحزب المناهض لمنطقة اليورو) وقد حير هذا الحزب النقاد لأنه من الصعب التنبؤ بقدرته على الفوز بأصوات أم لا وإذا تمكن من الفوز بمقاعد في البرلمان فانه سوف يزعزع خطة ميركل لتشكيل ائتلاف أوسع. البادي للعيان إن ميركل تحاول الفوز بعدد أصوات كبير لتعزز قوتها في تشكيل ائتلاف مستقبلا وخاصة امام الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض لها. حتى ألان تمتلك ميركل شعبية لم يسبق لها مثيل تقدر بنسبة 56% مما يسمح لها بالحفاظ بالتقدم على حزب الاشتراكي الديمقراطي المنافس لها بقيادة بير شتاينبروك . النقد الموجه لميركل من قبل معارضيها انها لا تملك رؤية و أنها مجرد سياسية تتفاعل مع الإحداث بدلا من دفعها مثل مشكلة أزمة اليورو، والقرار المفاجئ بالتخلي عن الطاقة النووية في اعقاب كارثة فوكوشيما في اليابان. وتتميز ميركل بان أسلوبها غير صدامي و نهجها هادئ، وقد ميزها هذا بانها أصبحت أكثر المستشارين شعبية. اما فيما يخص بعض القضايا الخارجية مثل قضية اليورو فمن المتوقع اذا حافظت ميركل على ائتلافها مع الليبراليين فإنها من غير المرجح ان تغير موقفها المتشدد تجاه الأزمة التي ضربت منطقة اليورو، وسوف تكون في وضع أفضل لدعم ديفيد كاميرون في محاولاته لكبح قوة بروكسل. ولكن قد يضغط الحزب الاشتراكي الديمقراطي على ميركل لكي تقوم بسياسات تقشفية في أوروبا، وان تقلل من الاهتمام بحليفاتها بريطانيا وخاصة مع بحث كاميرون رئيس الوزراء البريطاني عن شريك قوي مثل ألمانيا، ولكن بعد ان أظهرت استطلاعات الرأي تزايد التأييد للحزب المناهض لمنطقة اليورو فان السياسيين منقسمين حول مسألة تأييد إعادة اندماج بريطانيا في الاتحاد الأوربي. تتلخص السيناريوهات القادمة في الانتخابات الألمانية في الاحتمالات التالية: · فاذا تم إعادة انتخاب ائتلاف يمين الوسط بزعامة أنجيلا ميركل. وهم أحزاب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ والحزب البافاري الشقيق له، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، فسوف يتفق الحلفاء التقليديين أن ألمانيا لا ينبغي أن تزيد الضرائب أو ترفع الحد الأدنى للأجور. · اذا لم يحصل ائتلاف اليمين الوسط على أغلبية فسوف يتكون ائتلاف كبير من المحافظين بزعامة ميركل والحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يمثل يسار الوسط، وهو أكبر أحزاب المعارضة. المعروف ان كلا الحزبين يختلفان حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية، كما يختلفان إلى حد ما على أزمة الديون في أوروبا مما قد يؤدي الي شلل الحكومة الائتلافية . · اذا فاز حزب تشالنجر بير شتاينبروك الاشتراكي الديمقراطي، بأغلبية الأصوات فسيتكون ائتلاف يسار الوسط مع حزب الخضر وإحياء التحالف الذي حكم ألمانيا من عام 1998 حتى عام 2005 وهذا يعين تحولا في السياسية من المحافظين إلى اليسار. · إما إذا فاز حزب البديل لألمانيا الذي يناهض منظمة اليورو بخمسة% من الأصوات والتي ستمكنه من كسب مقاعد في البرلمان فانه من الصعب إن نرى أي ممثل للحزب في الحكومة القادمة.