تمكن الباحث الأثري الشاب محمد حسن جابر، مفتش آثار معبد هيبس بمنطقة آثار الخارجة بالوادي الجديد، خلال اليومين الماضيين من العثور على خرطوش ملكي " قطعة أثرية مستطيلة الشكل " يحمل اسم المعبود "أمون" والمعبود "أوزير" مجتمعين معًا داخل خرطوش واحد فقط، وذلك ضمن نقوش ونصوص معبد هيبس بالخارجة أثناء ترجمته وتفسيره للنصوص والنقوش. وأشار الباحث في تصريح خاص ل"البوابة نيوز" إلى أن هذه أول مره يتم فيها العثور على خرطوش ملكي، يحمل اسم المعبودين مجتمعين معًا مباشرة، دون أي إضافات أخرى من ألقاب أو أسماء وخلافه داخل الخرطوش، ويكون مسبوقًا باللقب "النسوبيتي" وهو لقب التتويج للملك، وواحد من الأسماء الخمسة للملوك في مصر القديمة، مؤكدًا أن مثل هذا الخرطوش غير موجود بأي نصوص أو نقوش في مكان أثرى آخر ولا يوجد مثيل له. ويذكر النص بالكتابة الهيروغليفية كما هو موضح بالصورة المرفقة:- نسو بيتى (أمن رع ونن نفر ) nsw bity ( imn rc wnn nfr ) ويعني الاسم " ملك مصر العليا والسفلى " الشمال والجنوب " (أمون رع العائش الجميل)، ونن نفر هو أحد أسماء المعبود أوزير، فمن هو الملك أمون أوزير؟ وقد أثار هذا السؤال فكر الباحث محمد حسن جابر، الذي توصل بعد جهد وبحث كبير إلى أن هذا الخرطوش يخص الملك داريوس الأول " دارا الأول – انتريوشا"، الملك الفارسى في عصر الأسرة ال27 من عصر الأسرات المصرية القديمة في العصر المتأخر، من تاريخ مصر القديمة، ومجدد معبد هيبس بالواحة الخارجة في نحو عام 520 ق.م. وأشار الباحث إلى أن هذا الاسم هو اسم غير متداول، وغير معتاد للملك الفارسى، وهو بمثابة دلالة قوية وتأكيد على أن هذا الملك تم تأليهه في هذا المعبد بصفة خاصة، والواحة بصفة عامة، وارتقى إلى مصاف الآلهة، حيث ياخذ الاسم في الخرطوش مخصص إله جالس. وقال جابر في تصريح خاص: إن هذا الخرطوش يقع في واجهة كتف الباب الغربى الموصل للدور الثانى للمعبد من الناحية الجنوبية للباب، وهو في مكان غير ملحوظ بشكل كبير أو ملفت للنظر وغير واضح بشكل جيد، وهذا الأمر هو ما أدى إلى عدم الالتفات إلى هذا الخرطوش المهم جدًا وعدم ملاحظته بشكل جيد من قبل الدارسين والباحثين والزوار والذي لم يظهر إلا من خلال ترجمة وتفسير نقوش ونصوص المعبد واللجوء إلى النقوش الفاكسميلي الخاصة بالمعبد في نشر بعثة متحف الفن بنيورك " متحف المتروبوليتان " بواسطة ديفيذ.. الجزء الثالث بلات رقم 7 صالة الأعمدة الثالثة " درهة قدس الأقداس " الحائط الغربي كتف الباب الجنوبي. وأضاف الباحث الشاب أن مثل هذا الخرطوش يعد نقطة جديدة على طريق علم المصريات وكشف هائل يفتح الباب أمام الكثير من الباحثين للبحث ومعرفة المزيد عن الاندماج بين المعبود أمون رع والمعبود أوزير، كما يشير إلى أهمية دور كهنة أمون الأقوياء في السيطرة ومحاولة الدمج بين عبادة أمون وأوزير الذي كان يحظى بعبادة محلية كبيرة ويحظى بشعبية واسعة في الواحات، وحتى لا تطغى عبادته على عبادة المعبود أمون رع التي تعتبر العبادة الرئيسية الكبرى بمناطق الواحات، مما يقل من نفوذهم وسطوتهم ومصالحهم.