وزير الثقافة يبدأ مهمة وقف استغلال صناعة النشر فى تمويل الإرهاب أجهزة أمنية ترصد تحويلات بالملايين تحت غطاء معارض وأنشطة ثقافية لدعم العمليات التفجيرية اتحاد الناشرين المصريين فى يد «الإخوان» وتوقعات بحل مجلس الإدارة وإجراء انتخابات جديدة شاءت الأقدار أن تختار وزيرا للثقافة فى التشكيل الجديد كان قائما بأعمال رئيس هيئة الكتاب ليكون مدركا – أو هكذا نحسب – أن أخطر ملف على مكتبه الآن هو تحرير صناعة النشر من القبضة الإخوانية.. عاجلا وليس آجلا. ما بين عشرات المرشحين للوزارة.. قفز اسم الزميل حلمى النمنم بخلفيته الثقافية المعروفة ودوره مؤخرا كمنتدب لرئاسة هيئة لكتاب.. كلها ظروف وملابسات جعلت منه الأنسب فى هذا التوقيت للحفاظ على الهوية الثقافية المصرية من أمواج متلاطمة تعصف بها من أقصى اليمين المتشدد إلى أقصى اليسار المنفلت.. وأجندات وأيديولوجيات لدول فى المنطقة تسعى لتخفيف المحلول المركز للمنتج الثقافى المصرى. القناة المالية فى أى مواجهة ضد الإرهاب تقوم الاستراتيجية الأمنية بالأساس على تجفيف الموارد المالية واللوجستية التى تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية لتنفيذ عملياتها القذرة، ولما كانت ثورة 30 يونيو فاصلة وصادمة ومجهضة للمخططات الصهيوأمريكية والتى عليها تحطمت آمال «أردوغان» وتابعه «تميم» فتحت الخزائن واستخدمت كل الحيل لتمويل جماعة الإخوان الإرهابية للقيام بعملياتها داخل البلاد، ومع قرارات التحفظ على أموال الإخوان ومحاصرة أنشطتهم المشبوهة وتتبع طرق تحويل الأموال من الخارج وقطع تلك الإمدادات، لم يغلب التنظيم الدولى والقوى المعادية لمصر فى إيجاد طرق ووسائل وقنوات مالية لمساعدة أذرعهم فى الداخل.. ولما كانت أيضا أجهزتنا الأمنية لا تغفل عن خستهم ونابهة فى متابعتهم رصدت استخدام التنظيم الدولى للإخوان اتحاد الناشرين العرب والمصرى والواقع تحت سيطرة وسطوة عناصر إخوانية ليكون الغطاء غير المتوقع لتحويل مبالغ مالية طائلة قدرت بعشرات الملايين جرى ويجرى استخدامها فى عمليات إرهابية بأيدى جماعة الإخوان الإرهابية. المرصود أمنيا فتح الباب على مصراعيه أمام وزير الثقافة الجديد وبقية أجهزة الدولة للتعامل مع ملف اتحادى الناشرين المصريين والعرب الذى سعى الإخوان من بعد 25 يناير فى وضع أياديهم عليه وحان وقت قطعها. أمن قومى لمن لا يدرك فإن صناعة النشر بخلاف أن اتخذ الإخوان منها ستارا لتمويل وتحويل الأموال.. هى أيضا تمثل أحد مقومات القوى الناعمة للدولة المصرية واختراق وسيطرة الإخوان عليها داخليا وإقليميا يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومى.. فبدلا من أن يعول عليها فى تجديد الخطاب الدينى ونشر الوعى كانت هى نفسها الوسيلة الناقلة والحاضنة لأفكار سيد قطب ورسائل البنا الإرهابية عبر أدبيات الجماعة التى مازالت تطبع وتوزع حتى اليوم! أضف إلى ما تقدم بعدا اقتصاديا يضفى عليها مزيدا من الأهمية للأمن القومى، فهى ترتبط بمؤسسات الدولة وتتشعب الكيانات المنظمة والمرتبطة بها مثل هيئة الكتاب وقصور الثقافة والرقابة على المطبوعات والمطابع الأميرية وفى عضوية مجلس إدارتها مندوبون عن وزارات التعليم والتعليم العالى والثقافة والمالية. الأصل أن صناعة النشر تحت عباءة الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة فيما يخص مؤسسات الدولة المرتبطة بهذه الصناعة أما الجناح الاهلى فيها يمثله داخليا اتحاد الناشرين المصريين ويضم فيه الكيانات الأهلية والحكومية على السواء بما فيه الصحف القومية ومهمته تنظيم الصناعة وآلياتها والحفاظ على ميثاق الشرف فيها، أما إقليميا تتسع الدائرة لتشمل كيانا أوسع يحمل اسم اتحاد الناشرين العرب وكلاهما وقع تحت الاحتلال الإخوانى ! تحت الاحتلال حسب ما هو معلوم فإن اتحاد الناشرين العرب يترأسه القيادى الإخوانى «عاصم شلبى» وهو فى الوقت نفسه المسئول الإعلامى لتنظيم الجماعة الإرهابية وكذلك هو والد «سندس شلبى» المحكوم عليها بالإعدام فى قضية التخابر مع قطر والهاربة بتركيا.. الكيان يضم فى عضويته اتحادات الناشرين فى الدول العربية واللافت أن منهم الكثير من الإخوان والذين استغلوا واستباحوا الكيان الإقليمى لخدمة أهداف التنظيم الدولى للإخوان فى إدخال تمويلات ومبالغ مالية تقدر بملايين الدولارات للأقطار العربية وفى مقدمتها مصر، حيث تأخذ من معارض الكتاب العربية والدولية غطاء للتحويلات المالية عبر ناشرين لهم فى الداخل يخرجون للمشاركة بكتب ومطبوعات لهم ويعودون بمبالغ طائلة لا تتناسب مع حجم مشاركتهم أو دور النشر التى يتملكونها وهو ما لفت انتباه أجهزة الأمن المصرية! يتعاون مع «شلبى» إخوانى آخر يدعى «مسعد شعير» المقيم بقطر وهو شقيق زوجة الإعلامى الإخوانى بقناة الجزيرة «أحمد منصور» الذى يمارس إرهابا من نوع جديد على الناشرين المعتدلين المصريين وفى مقدمتهم الناشر المصرى «أسامة شتات» حيث عقد جمعية عمومية بمنعه وغيره من المشاركة بمعرض قطر للكتاب وتجميد مشاركتهم فى كافة المعارض التى ينظمها الاتحاد على مستوى الدول العربية وآخر يدعى «حسن خفاجى» إخوانى مصرى هارب للجزائر والذى يتولى إدارة ملف التنظيم الدولى فى شمال إفريقيا! التنظيم الدولى للإخوان استطاع أن يفرض نفوذه عبر قائمة أعدها «عاصم شلبى» ليخوض بها الانتخابات ممثلا فيها أذرع الجماعة فى صناعة النشر إقليميا وهم «ناصر عاصى» و«بشار شبارو» من لبنان و«محمد السباعى» سورى مقيم بالسعودية و«نبيل أبوحلتم» و«فاروق مجدلاوى» من الأردن و«رضا رحمونى» من الجزائر و«محمد المعالج» من تونس وهذه القائمة أولية وقابلة للتعديل والتغيير حسب ما يتراءى لعاصم ومصلحة التنظيم ويستعدون جميعا لإنشاء شركة شحن دولية يكون مقرها بيروت! «عاصم شلبى» طار إلى الصين منذ أسابيع قليلة ليعقد اتفاقا مع الجانب الصينى لطباعة عدد من كتب التراث الإسلامية يوصف فيها الإرهابى «سيد قطب» بالشهيد (!!) وعرض عليهم تدشين محرك بحثى يضم كافة الكتب المترجمة من العربية إلى الصين أيضا! تحت السيطرة داخليا يترأس «عادل المصرى» اتحاد الناشرين المصريين وفى الوقت نفسه هو أمين عام اتحاد الناشرين العرب.. ويمكن اختزال دوره فى كونه مطية ودمية صنعها ويتحكم فيها الإخوانى «عاصم شلبى» الذى استطاع الاستفادة من ضعف شخصية «المصرى» وتعثره ماليا وهو صاحب دار أطلس للنشر ليوفر له السيولة المالية ليقوده بعد أن لعب دورا فى إنجاحه ليكون خليفته كرئيس لاتحاد الناشرين المصريين بعد ثورة 30 يونيو ويترأس «عاصم» اتحاد الناشرين العرب ويدير ويتحكم فى كلا الاتحادين! خصوصا أنه أجبر «عادل المصرى» على تعيين الإخوانى «حسن عبدالغنى أبوالمعاطى» صاحب مؤسسة التطوير للحلول المبتكرة كأمين عام لاتحاد الناشرين المصريين وهو نفسه العضو البارز فى الحملة الإعلامية للمعزول مرسى وقت ترشحه للانتخابات الرئاسية! شروق وغروب لا يفوتنا هنا أن نشير إلى أن دار الشروق لمالكها «إبراهيم المعلم» ممثلة فى عضوية مجلس اتحاد الناشرين المصريين وهى المعروفة بتوجهاتها وتمويلاتها القطرية، وهو نفسه نجل القيادى الإخوانى الراحل «محمد المعلم» صاحب دار «قلم» للنشر التى أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارا بتأميمها ليصبح مقرها هو نفس مقر الهيئة العامة للكتاب الآن. ابناء «المعلم» اسسوا دار النشر الشروق فى لبنان حتى سنحت لهم الظروف السياسية فى عهد السادات بالعودة مجددا للبلاد وظلوا يعملون فى سياق الدولة حتى تكشفت وجوههم الحقيقية فى اعقاب 25 يناير. نمنم وال40 إخوانيًا الكرة الان فى نصف ملعب وزير الثقافة وبين قدميه وعليه أن يصوبها فى اتجاه مرمى الجماعة الإرهابية ليحرز هدفا يحمى الوطن وينقذ صناعة النشر والوعى والثقافة المصرية ويحررها من هذا الاحتلال الإخوانى. حسب قانون اتحاد الناشرين المصريين يمكن للوزير «حلمى النمنم» أن يصدر قرارا بحل مجلس إدارة الناشرين المصريين بالكامل وفتح باب الانتخابات مجددا كما يمكنه نفس القانون وحسب مواده من حل مجلس اتحاد الناشرين العرب، وهو أمر يمثل أولوية أمام الرجل فى معركته ضد التطرف والإرهاب والتى نذر لها نفسه منذ اليوم الأول لتوليه الوزارة.. فهل يفعلها؟!