منذ أن نجح محمود طاهر، فى الوصول لكرسى الحكم فى الأهلى، خلفًا لحسن حمدى، وهو يسير باستراتيجية غريبة على القلعة الحمراء، فالرجل كان حريصًا من اليوم الأول على تحسين علاقة الإدارة الحمراء برابطة الألتراس، بعد التوتر الذى شابها فى ظل المجلس الماضى، منذ موقعة بورسعيد وما تلاها من صدامات على خلفية رفض الجمهور عودة النشاط الرياضى قبل القصاص. هذا المشهد من اقتحام وصدام، جعل محمود طاهر يقرر تقريب قيادات هذه الرابطة منه على مدار الشهور الماضية، وكان يعقد اجتماعات سرية معهم بعيدًا عن القلعة الحمراء، ظنا منه بأنه بذلك يدعم أركان حكمه، وأنه يستطيع استغلال هؤلاء الشباب المحب لدرجة التعصب لناديه فى أى مواجهة مع أى فرد داخل المنظومة الرياضية. ولعل هذه الاجتماعات كانت السبب الرئيسى فى اتهام مرتضى منصور لطاهر بأنه يحشد الجمهور لتوجيه السباب إليه فى ملعب التتش حتى ولو لم يكن قد أصدر تعليماته إلى قيادات الرابطة بشكل مباشر. كما يواجه طاهر اتهامات بتمويل هذه الرابطة وأنه أراد إدخالها مباراة الأهلى، والملعب المالى، فى ختام دور الثمانية لبطولة الكونفدرالية رغم قرار الأمن بإقامة اللقاءات بدون جمهور نظرًا للظروف التى تمر بها البلاد، ورغم نفى الإدارة الحمراء ذلك إلا أن الاجتماعات المتتالية والمثيرة للجدل بين طاهر والجماهير ظلت علامة استفهام للمتابعين للموقف داخل القلعة الحمراء. ولا ينسى أحد كيف احتشد هؤلاء الشباب داخل مقر النادى، بعد رفض لعب مباراة الزمالك بالدور الثانى للدورى الماضى فى ملعب الجونة، فى مشهد وكأن الأهلى وجمهوره أرادا توصيل رسالة أن الجمهور هو سلاح النادى الأهم فى الأوقات الحرجة، وبالفعل صدر قرار بعد هذا المشهد المثير بنقل اللقاء لملعب برج العرب بقرار من إبراهيم محلب، رئيس الوزراء. ولكن فجأة ورغم كل هذا الترتيب والتنسيق بين طاهر وقيادات الرابطة اختلت عجلة القيادة فى يد رئيس النادى، وانقلب السحر على الساحر، حيث ثار الشباب فى وجه رئيس النادى بعد تراجع مستوى فريق الكرة وضاعت 5 بطولات فى شهور قليلة، وتم تغيير الجهاز الفنى للفريق 4 مرات فى أقل من سنة، وكلها أمور فجرت ثورة الغضب داخل قطاعات كبيرة من الجمهور.