· الإرهابيون يتلقون العلاج في غزة.. والسلاح من حماس وليبيا · الإخوان انضموا للتنظيمات التكفيرية بسيناء وحملوا السلاح بعد عزل مرسي · مشايخ ونشطاء يقدمون “,”روشتة“,” للقضاء على الإرهاب في سيناء الطريق إلى أرض الفيروز.. في طريقي من القاهرة للعريش التي تبعد عن العاصمة حوالي 400 ك، تقريبًا، استدعت ذاكرتي بعض الذكريات التي عشتها في سيناء الحبيبة الحنونة عندما قمت أنا وبعض أصدقائي من الصحفيين بزيارة رفح عام 2000 تحديدًا بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بأشهر قليلة، حينها كانت رفح المصرية جزءًا من المشهد، حيث كانت طائرات العدو الصهيوني كثيرًا ما تستهدف الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وهو ما أدى الى تهدم وتصدع العديد من المنازل في رفح المصرية، كما أصابت وقتلت رصاصات العدو الطائشة بعض المصريين، هذا بخلاف الجنود الذين استشهدوا أثناء خدمتهم فوق أبراج المراقبة الممتدة عند بوابات “,”صلاح الدين والبرازيل وفرنسا“,” وغيرها من البوابات الفاصلة على الشريط الحدودي، لم يغب عن بالي مشهد القنابل المضيئة التي كانت تطلقها الطائرات الإسرائيلية لتعقب عناصر المقاومة الفلسطينية. في تمام الساعة السابعة والنصف صباحًا تحرك أتوبيس القاهرة – العريش، ذهبت للجلوس في مقعدي رقم25 وجلس بجواري شاب داكن البشرة أسمر اللون وفي الكرسيين الخلفيين اثنان من أصدقائه من نفس فصيلته ولونه، تبين فيما بعد أنهم يحملون الجنسية السودانية، وأنهم أتوا الى سيناء من أجل التسلل عبر الحدود الى إسرائيل للعمل بها كشيالين أو لحراسة العقارات أو في جمع القمامة من المنازل، وأثناء مرورنا على “,”كمين الإسماعيلية“,” قبل كوبري “,”السلام“,” الذي يعبر بالسيارات من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية لقناة السويس بحوالي نصف ك، تقريبًا، قام بعض ضباط الجيش الموجودين في الكمين بإنزال جميع السودانيين الموجودين في الأتوبيس وكان عددهم 5 أشخاص بعد الاطلاع على هوياتهم والتأكد من حملهم للجنسية السودانية. دماء زكية ثم عبر الأتوبيس القناة الى “,”أرض الفيروز“,” التي كانت تفوح من رمالها رائحة دماء الشهداء الزكية، على جانبي الطريق مساحات شاسعة من الأراضي البكر غير المستغلة بلا أي مبرر، حتى لمحت بعيني لافتة مكتوبًا عليها “,”هنا مقابر الشهداء“,” فقرأت الفاتحة ودعوت الله أن يرحم شهداءنا. من هنا يبدأ لوغاريتم الاستقرار، وتعويذة الأمن القومي.. إنها أرض الحرب والسلام، الدماء والصبر، القبائل والعشائر.. الخط الأحمر الفاصل بين بلادنا والكيان الغاصب.. آخر نقطة في تراب مصرنا المحروسة، حيث رمال الفيروز التي تسممت مؤخرًا بمنافذ الشر التي تسللت إلى الجسد المصري فأحدثت فيه ما أحدثت من رعب ودمار بوجه الإرهاب القبيح. من سيناء.. الأرض المشتعلة، نسير فوق ألغام الأسئلة لنحصل على إجابات مدوية، ونحاول عبور كمائن الاستفسارات لنصل إلى تفسيرات واضحة للغموض المسيطر على أجواء شبه الجزيرة. عبر السطور التالية نعقد جلسات العرب مع شيوخ القبائل، ونخوض الحرب ضد الإرهاب مع جيشنا الباسل، لنرسم الصورة الكاملة لسيناء الأرض والبشر من قلب الأحداث. لذلك كان السؤال الأول الذي تبادر الى ذهني خلال زيارتي الثانية لسيناء هو: من أين تكون البداية؟ خصوصًا أن سيناء مليئة بالألغام في هذا التوقيت تحديدًا فمن ناحية الجيش لن يتراجع عن تحرير سيناء من الإرهاب والثأر لشهدائه الذين سقطوا بعد ثورة 30 يونيو أو قبلها، ومن ناحية تحاول التنظيمات الإرهابية المدعومة من إخوان مصر وإخوان حماس وبعد تفكير استغرق 10 دقائق تقريبًا قررت أن أبدأ بزيارة “,”جبل الحلال“,”، حيث تردد هروب عدد كبير من أعضاء الجماعات التكفيرية والعناصر الجهادية للاختباء به، وبالفعل حصلت على رقم هاتف أحد شيوخ القبائل بواسطة صديق لي في سيناء، وكان هذا الشيخ ينتمي لقبيلة “,”الترابين“,” المعروفة والتي يقع جبل الحلال في نطاق سيطرتها، بالفعل اتصلت بالشيخ “,”عياد جمعة شنوم“,” واتفقت معه على مقابلته بعد نصف ساعة في الفندق الذي نزلت به، وجاء الرجل في الموعد وجلسنا نتحدث سويًا. الأحكام الغيابية تحدث عياد معي عن معاناة أبناء القبائل من الأحكام الغيابية التي صدرت ضد الكثير منهم وهو أحدهم، وذكر لي أن عدد الذين صدر بحقهم أحكام قضائية في قضايا جنائية غيابية في سيناء يصل الى 3 آلاف شخص، لم تعد المحاكمة سوى ل 252، رغم مساعدتهم للجيش في حماية الحدود وأقسام الشرطة وحتى ممتلكات المواطنين الخاصة، طلبوا منا العمل في لجان شعبية لحماية العريش وكثيرًا ما تستعين بنا الشرطة لحماية الحدود مع إسرائيل لكن للأسف عادت أوضاع سيناء في عهد مرسي أسوأ مما كانت عليه أيام مبارك، كنا ننتظر أن يأتي رئيس يشعر بآلام أبناء سيناء لكن الريح أتت بما لا تشتهي السفن، وجاء محمد مرسي العياط ليطلق الوعود يمينًا ويسارًا لأبناء سيناء لكنه لم ينفذ أيًا منها، حتى قامت ثورة 30 يونيو التي مازلنا ننتظر منها إعادة النظر في الأحكام الغيابية لرفع الظلم عنا. أكد لي عياد أيضًا الكثير من أصحاب الأحكام الغيابية قد فقدوا الأمل في إنصافهم فانضم بعضهم للجماعات التكفيرية والبعض الآخر بات يساعد تلك الجماعات، وتابع “,”ومع ذلك أطالب الفريق السيسي بإسقاط جميع الأحكام الغيابية لأن 80% منها صدرت في قضايا ملفقة، نحن لا نطلب سوى رفع الظلم عنا فلقد عشنا طوال حياتنا في الجبل عيشة لا يمكن لأحد أن يتحملها بدون مياه أو كهرباء أو خدمات.. وبعد أن أنهى الشيخ عياد حديثه اتفقت معه على أن يصطحبني في اليوم التالي في رحلة الى جبل الحلال. الطريق الى جبل الحلال لم تكن الرحلة إلى جبل الحلال شاقة كما تصورت فالمسافة من العريش حتى الجبل استغرقت ساعة ونصف الساعة تقريبًا، وفي طريقنا الى الجبل مررنا على العديد من الأكمنة التي أقامتها قوات الجيش والشرطة، واصلنا السير بالسيارة رباعية الدفع حتى تركنا طريق الأسفلت وسرنا وسط الصحراء في طرق واعرة الى أن وصلنا جبل الحلال، ولا يمكن لأحد أن يصل الى الجبل بمفرده ودون دليل من أبناء المنطقة، و قبيلة الترابين هي التي تسيطر على الجبل من الناحية الغربية، بينما تسيطر عليه قبيلة “,”التياهة“,” عند مقدمة الجبل باتجاه القناة، ويصل عدد العائلات في القبيلتين الى 500 عائلة وتبلغ مساحة الجبل نحو 70 كيلو مترًا مربعًا، من الفالوجة قرب قناة السويسجنوبًا حتى يصل إلى شمال مدينة العريش، ويصل ارتفاعه أعلى نقطة فيه الى أكثر من 1800 متر، لا يوجد غرباء داخل الجبل، حتى أن عمال كسارات الزلط وسائقي سيارات معروفون بالاسم، كما أن الجبل يوجد به “,”ناضورجية“,” وضعهم مشايخ القبيلتين في الأماكن المرتفعة من الجبل لرصد أي عناصر غريبة تدخل الجبل. خريطة الإرهاب في سيناء المهم أننا سرنا في طريقنا حتى وصلنا أسفل الجبل وهناك انتهى دور السيارة، وتسلقنا الجبل على الأقدام كنت حريصًا على عدم الابتعاد عن الدليل حتى لا أهلك في تلك المتاهة الى أن وصلنا لأحد المخابئ كان يختبئ به ثلاثة أشخاص ملثمين، جلسنا معهم لنشرب الشاي، وقبل أن أسأل الشيخ عياد قال لي إنهم متهمون في قضايا جنائية وليست عمليات إرهابية، ثم شاهدت بجوار أحدهم رشاشات آلية سريعة الطلقات، تحدثوا معي دون الإفصاح عن أسمائهم، أحدهم حكم عليه بالإعدام، لكن الأهم والأخطر هي المعلومات التي كشفوها لي وجعلتني اتشكك في انتمائهم لأحد التنظيمات الإرهابية، من بين تلك المعلومات أنه منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الشهر الأخير قبل حادث استشهاد الجنود في عهد محمد مرسي كانت الجماعات الجهادية هي التي تسيطر على أجزاء كبيرة من سيناء، والأخطر من ذلك أنهم كانوا يتدربون على الأسلحة التي أتتهم عبر الحدود مع حماس وبعض الأسلحة الليبية في منطقة “,”الحمادين“,” جنوب مدينة الشيخ زويد وأن المخابرات المصرية وأهالي الشيخ زويد كانوا على علم بذلك، وقبل شهر رمضان الذي وقع فيه الحادث كانت عناصرهم تسير في الشوارع حاملين الأسلحة لإيصال رسالة الى سكان المدينة فحواها أنهم هم الذين يسيطرون على سيناء، وأنهم بديل عن الدولة. وعن نوعية الأسلحة الموجودة مع تلك الجماعات وأعدادهم، ذكر أحدهم أن لديهم أسلحة غير موجودة مع الشرطة وربما الجيش فهناك مضادات للطائرات وآربيجيهات وغيرها من الأسلحة الثقيلة التي استخدموها كثيرًا خلال ضربهم للأكمنة والمنشآت الأمنية والتي استطاع الجيش ضبط أعداد كبيرة منها، أما أعدادهم فقد انخفضت لأكثر من النصف بعدما كانت تتجاوز 3 آلاف شخص يرتبطون بعلاقة وثيقة مع تنظيم “,”جند الله“,” التابع لحركة حماس وجماعة أنصار بيت المقدس ومقرها قطاع غزة، تركنا المغارة وواصلنا التسلق مع إصرار من جانبي على الوصول الى الجهة الأخرى من الجبل حتى وصلنا الى إحدى القمم الموجودة في جبل الحلال، لم أر أمامي في الجهة الأخرى من الجبل أي شيء ملفت سوى صحراء قاحلة لا نهاية لها، في طريق العودة التقينا الشيخ عودة خضر علام الذي صدر ضده حكم غيابي بالسجن 25 سنة، في تهمة مقاومة السلطات. هو يؤكد أيضًا أن الجماعات الجهادية أو التكفيرية لا وجود لها الآن في جبل الحلال كما أنه لا وجود للدولة في حياتنا، فاكتفاؤنا ذاتي والحكومة همشتنا 30 سنة، فالقرية الموجودة أسفل الجبل لا يوجد بها وحدة صحية والمدرسة الوحيدة تبعد عن القرية نحو 5ك، وهناك مناطق تبعد عنها نحو 20ك، كما أن القرية لا يأتيها تموين حتى المصانع القريبة مثل مصنع الإسمنت الذي يبعد عن القرية نحو 25ك، يعمل به أبناء الوادي ومدينة العريش، أما الشيء الأهم من وجهة نظر هؤلاء المشايخ هو مسألة تميلك الأراضي لهم، فلا أحد منهم يملك وثيقة يثبت بها أنه يمتلك أرضه التي ولد وتربى عليها، ويروي عودة أن تعامل الأمن معهم أيام حبيب العادلي كان في منتهى القسوة، كان لا يستطيع أحد المبيت في بيته، جميعنا كنا نبيت في الجبل حتى الصباح، من ناحية أخرى أكد لي الشيخ عودة أن الأوضاع الأمنية الحالية يقف وراءها الموساد الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة. أما حسين المنيعي فهو اسم معروف لدى غالبية أهالي العريش من أبناء قبيلة “,”السواركة“,” ولديه معلومات حصل عليها مباشرة من خلال عمله في حرس الحدود قال لي إن عناصر الجماعات المسلحة نقلوا معركتهم مع الجيش الى المنطقة الشمالية وتحديدًا في القرى الحدودية القريبة من الشيخ زويد بعدما كانوا يختبئون في صحراء وسط سيناء الرملية وبعض المناطق الواعرة قبل الإطاحة بمحمد مرسي، وأن الجماعات الإسلامية تنقسم الى ثلاثة أنواع، النوع الأول: الجماعات التكفيرية التي تمارس الإرهاب ضد قوات الجيش والشرطة، ثم السلفية الجهادية وهي ناشطة تمامًا الآن وهي مصدر القلق أيضًا بالنسبة للجيش والشرطة، أما النوع الثالث: الجماعات السلفية الوسطية وأعضاء جماعة الإخوان، الذين انضم عدد كبير منهم الى التنظيمات التكفيرية وحملوا السلاح ضد الدولة بعد الإطاحة بمرسي، بالنسبة للتنظيمات السلفية الجهادية يتواجد 70% منها حسب قوله في منطقة الشيخ زويد وما حولها و15% في العريش و15% في رفح، أما الجماعات التكفيرية فهي على صلة مباشرة مع تنظيم “,”بيت المقدس“,” التابع لحركة حماس ويحصل على دعم كامل من حماس، كما يشير أن من أطلق النيران على الجنود المصريين هم أنفسهم الذين فجروا خطوط الغاز أكثر من مرة. إلا أن المنيعي يرى أن تهميش البدو أحد الأسباب الرئيسية في استمرار الإرهاب في سيناء حتى الآن، وأكد المنيعي أن عملية تبادل الأسلحة تحدث في بعض الأحيان بالقرب من المنطقة الحدودية بشمال سيناء بين منطقة “,”الكونتلة“,” و“,”طابا“,” بين عصابات التهريب، حيث يتم استبدال بعض الأسلحة القادمة من ليبيا بأسلحة أخرى أو بذخائر غير موجودة بالمنطقة الغربية، وأكد أن رصاصات البنادق الآلية الأمريكية هي أكثر ما يتم نقله من سيناء إلى المنطقة الغربية، فيما تعد المدافع المضادة للطائرات أبرز ما يدخل سيناء قادمًا من ليبيا. الأكمنة تستهدف الجماعات السلفية والجهادية الأكمنة الرئيسية في شمال سيناء بشكل شبه يومي، فهناك 6 أكمنة رئيسية تبدأ من كمين “,”الميدان“,” عند مدخل العريش ثم كمين “,”الريسة“,” الموجود في نهايتها وهو من أكثر الكمائن تعرضًا لإطلاق النار من قبل المسلحين ثم كمين “,”الخروبة“,” بين العريش والشيخ زويد وبعده كمين “,”الشيخ زويد“,” عند مدخل المدينة، وكمين “,”أبوطويلة“,” نهاية الشيخ زويد، وأخيرًا كمين “,”الماسورة“,” عند بداية مدينة رفح، الاعتداءات على الأكمنة يتم إما عن طريق سيارات “,”لاندكروزر“,” رباعية الدفع محملة بجميع أنواع الأسلحة وتطلق النار من مسافات بعيدة، وترد قوات الأمن بنفس الطريقة لكن بنيران أكثر كثافة هذا الشكل يحدث عادة عند الهجوم على كمين “,”الريسة“,” أو على كمين “,”الماسورة“,” تحديدًا، نظرًا لوجود مساحات شاسعة حول الكمين تمكن المهاجمين من الفرار كما يصعب على قوات الأمن اصطيادهم من مسافة بعيدة، أو أن يتم الاعتداء من خلال شخص أو اثنين يستقلان “,”موتوسكل“,” ويقومان بإطلاق الأعيرة النارية على الأكمنة الداخلية وأقسام الشرطة، لكن مشاركة طائرات “,”الأباتشي“,” والقوات الخاصة أعطت للجيش ميزة نسبية في مواجهة الإرهاب. وفي قلب مدينة الشيخ زويد التقيت على أحد المقاهي مع بعض شباب الثورة من بينهم الناشط السيناوي سعيد عتيق والناشط حسن حنتوش، الذي أكد أن الوضع الأمني في سيناء مرتبط بالطبيعة الجغرافية والديموغرافية للمكان، فقبل 25 يناير بداية من عام 2005 تحديدًا بعد أحداث طابا كان القمع قد وصل ذروته، فكل بيت في سيناء تم حبس أحد أفراده في سجون مبارك والعادلي، وهو ما خلق حالة من المقت والكراهية من أبناء سيناء تجاه الدولة ثم حدثت حالة من الفوضى الامنية وانتشرت الأسلحة وعمليات التهريب في جميع مناطق سيناء، وأدى الفراغ الأمني الحالي الى خلق تكتلات من أصحاب الأحكام الجنائية ومرتكبي الجرائم العسكرية من ناحية والتنظيمات الإرهابية المدعومة من حماس من ناحية أخرى. هنا تدخل سعيد عتيق مقاطعًا حنتوش قائلاً إن مشكلة سيناء بدأت منذ عام 1982 بعد خروج الاحتلال الإسرائيلي من سيناء، حيث تعاملت الدولة مع سيناء من منظور أمني بحت، وحاولت سد ثغرة غياب القوات المسلحة عن طريق الداخلية حتى وصل الأمر في وقت من الأوقات أنه أصبح بين كل مواطن سيناوي وآخر رجل أمن، من ناحية أخرى يعتقد غالبية أبناء سيناء أن كامب ديفيد هي السبب الرئيسي ووراء فقرهم، لأن الدولة أثناء التوقيع عليها تعاملت معها على أنها أرض بور لا يوجد بها سكان. وعاد حسن حنتوش ليستكمل حديثه مؤكدًا أن الجهاديين والتكفيريين كانوا موجودين في سيناء قبل 30 يونيو، ولكن ليس بنفس القوة التي ظهروا بها بعد الثورة، حيث كانوا عبارة عن خلايا نائمة بعيدًا عن منظومة الدولة، إلا أن كلاً من جماعة الإخوان وحركة حماس وإسرائيل نجحت في اختراق تلك الخلايا وتمويلها بالأسلحة والعتاد. حسن حنتوش روى لنا كيف تم الإفراج عن محمد الظواهري بعد اختطاف ضباط الشرطة الثلاثة من سيناء إبان الثورة، حيث استطاعت والدة أحد هؤلاء الضباط الوصول لقيادي جهادي كبير في قطاع غزة الذي طلب منها مقابل إعادة ابنها أن تطلب من الدولة إخراج محمد الظواهري من السجن وهو ما فعله محمد مرسي الذي أخرج الظواهري من السجن لكن الضباط لم يعودوا حتى الآن، لكنه أكد أن عمليات الجيش نجحت في تفكيك نفوز حماس في المنطقة “,”ج“,” من سيناء، فهي تعلم جيدًا أن السيطرة المصرية على المنطقة الحدودية ستنهي وجودها في قطاع غزة، وذلك لأن حماس تعتبر على المستوى الدولي “,”فصيلاً غير شرعي“,”، لذلك سعت لخلق فصائل مماثلة في سيناء حتى تضمن وجودها في قطاع غزة. وتحدث سعيد عتيب مرة أخرى حول سيطرة حماس على سيناء في عهد محمد مرسي، ففي أواخر عام 2009 كان هناك تنظيم موجود في غزة يدعى تنظيم “,”جند الله“,” الذي أعلن تأسيس إمارة إسلامية في رفح الفلسطينية، لكن بعد ثورة 25 يناير أرادت حماس إزاحة هذا الفصيل فصدرته الى سيناء لفتح الباب على مصراعيه أمام تكوين إمارة إسلامية في سيناء حتى تستكمل مشروع الوطن البديل. وفجر عتيب مفاجأة عندما ذكر أن عناصر التنظيمات الجهادية والتكفيرية التي تصاب خلال المواجهات مع الجيش والشرطة في سيناء يتم علاجها في قطاع غزة في المستشفيات التي تسيطر عليها حركة حماس، كما أن تلك التنظيمات تتلقى تدريباتها وأموالها من القطاع، وتابع سعيد أنه من بين المعلومات التي حصلنا عليها من عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية هي أن حماس كانت قد اختارت مدينتي الشيخ زويد ورفح لتنفيذ مخطط الوطن البديل بمباركة جماعة الإخوان. عند هذا الحد قررت أن أنهي الحوار، فقد حلت الساعة العاشرة مساءً وعليّ العودة فورًا من الشيخ زويد الى العريش حيث الفندق الذي نزلت به، وإلا سأبيت ليلتي في الشارع لو تأخرت أكثر من ذلك، فالأوضاع الأمنية المتوترة تدفع أصحاب التاكسي وسائقي الميكروباصات الى إنهاء وردياتهم مبكرًا. الحلقة القادمة.. “,”البوابة نيوز“,” يخترق جماعة “,”أنصار بيت المقدس“,”